الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

ناجون بريطانيون يتحدّثون عن لحظات الرعب

ناجون بريطانيون يتحدّثون عن لحظات الرعب
ناجون بريطانيون يتحدّثون عن لحظات الرعب
A+ A-

تتزايد مع مرور الساعات الروايات المأساوية حول حادث "سوسة" الارهابي. وفي هذا السياق، روى ثنائي بريطاني تفاصيل لحظات الرعب التي عاشاها عندما احتُجِزا في رواق مغلق في الفندق وجهاً لوجه مع الإرهابي التونسي المتعطش للدماء الذي بدأ يرشقهما بقنابل يدوية.


فقد قالت ريبيكا سميث (22 سنة); وهي من ضمن الناجين الذين نشرت "الدايلي مايل" شهاداتهم: "اخترقت جسدي شظايا القنابل. في إحدى المرات، اعتقدت أن فكّي خرج من مكانه".
وقد تمكّنت سميث التي تعمل مديرة مكتب وصديقها روس تومبسون، 21 سنة، من الهروب والنجاة فيما كان المسلّح يطارد ضحاياه.
الموظفون غير الأكفياء في فندق "إمبريال مرحبا" هم الذين أرسلوهما باتجاه الرواق، فيما كان سيف الدين الرزقي يطلق النار من سلاح كلاشينكوف باتجاه السياح.


وقد لقي 15 بريطانياً مصرعهم في المجزرة التي أودت بحياة 38 شخصاً، مع العلم بأن هذا الرقم "مرشّح للارتفاع"، بحسب وزيرالخارجية التونسي .


فقد روى تومبسون الذي نجا من الهجوم: "لحقنا بغالبية الأشخاص إلى الطابق الثاني. كان الموظفون يقولون: 'تعالوا من هنا'. لكن عندما بلغنا آخر الرواق، وجدنا أن الطريق مسدود".


تابع: "تمكّنا من دخول إحدى الغرف وإغلاق الباب بصورة محكمة. كان برفقتنا بريطانيان كانا سابقاً في الجيش، وقد قالا لنا ما يجب فعله. ربما أمضينا 45 دقيقة هناك. ثم سمعناه يصعد السلالم. بدأ يطلق النار في الرواق. حاولنا الهروب لكنه أمسك بنا. لم يكن هناك من مخرج، علقنا في آخر الرواق، ثم بدأ يرشقنا بقنابل يدوية الصنع. كان يبعد عنا نحو 20 متراً في الرواق، كنا عالقين، وكان يطلق النار على الآخرين أيضاً. كانوا يركضون مثل الذباب. لقي ثلاثة أشخاص مصرعهم. اعتقدت أنه قضي الأمر... أصبت برصاصة في إصبع قدمي".


أضافت سميث: "انفصلنا. انفجر الرواق، وعمت الفوضى. لم أعلم إذا كان روس حياً أو ميتاً. أغلقت على نفسي داخل مرحاض للموظفين برفقة امرأة بريطانية وابنها البالغ من العمر 16 عاماً. كانت مذعورة لأن ابنها الأصغر كان لوحده في الغرفة، وراحت تبعث إليه الرسائل النصية لتتأكد من أنه بخير. بقينا هناك نحو ساعة تقريباً، وكنا مذعورين ونخشى الخروج خوفاً من أن يقبض علينا... سمعنا طلقات نارية لكننا لم نكن نعلم إذا كان هو أم الشرطة... لم نعلم بمن يجب أن نثق. سمعنا أصوات أشخاص في الخارج، لكننا لم نرد المجازفة".


الثنائي سميث وتومبسون اللذان كانا في اليوم الأول من عطلتهما التي كان من المفترض أن تستمر لأسبوعين، موجودان الآن في مستشفى سهلول في سوسة.


يناضل بريطاني آخر يدعى ماثيو جايمس من أجل البقاء على قيد الحياة بعدما أصيب بثلاث طلقات في أمعائه. فقد أظهر شجاعة وبطولة مستخدماً جسده درعاً بشرياً لحماية خطيبته ساره ويلسون.


يروي شهود عيان أن المهاجم كان يضحك ويمزح بين رواد الشاطئ والمتشمّسين، وبدا كأي سائح آخر.


قالت إيمان بلفقيه التي تعمل في فندق "إمبريال مرحبا" حيث وقع الهجوم: "عندما وصل، ألقى قنبلة فانتشر الدخان الأسود في المكان".
بعد أكثر من ثلاث ساعات على الهجوم، جرى توقيف أحد المشتبه بهم في التورط في الهجوم على مقربة من الطريق السريع.
وقد أظهرت الصور امرأة غاضبة تلكمه على وجهه فيما كانت الشرطة تقتاده مكبلاً.


تقول امرأة بريطانية أخرى أصيبت بطلق ناري في ساقها في الهجوم الإرهابي، إنها كانت لتلقى مصرعها لولا علبة نظارتها التي أدّت إلى انحراف الرصاصة. فقد روت كريستين كالاغان أن الرصاصة كانت لتخترق أمعاءها لكنها اصطدمت بعلبة النظارة في حقيبتها وأصابت فخذها. وقد علّقت: "أنا محظوظة لأنني بقيت على قيد الحياة. لولا نظارتي، لكنت ربما في عداد القتلى".
وقد أصيبت كالاغان، 61 عاماً، خلال محاولتها الهروب فيما مكث زوجها الشجاع الذي كان سابقاً في سلاح الجو الملكي، وتصدى لوابل الرصاص من أجل مساعدة المتقدمين في السن على الهروب.
فقد طلب طوني كالاغان، 63 عاماً، وهو يعمل في مجال العقارات، من زوجته أن تهرب فيما راح يرافق المتقدمين في السن من مسبح الفندق إلى مكان آمن.

يقول كالاغان الذي كان ميكانيكياً في سلاح الجو الملكي طيلة 23 عاماً: "كان الأمر مرعباً جداً. كنا نحاول الهروب لإنقاذ أرواحنا. أنا آسف جداً من أجل الأشخاص الـ39 الذين لقوا مصرعهم... توقفت عند المسبح لمساعدة الآخرين. كان هناك أشخاص متقدمون في السن في حالة ذهول تام. لم أستطع أن أتركهم. ففعلت ما بوسعي. لكنني كنت خائفاً أيضاً".


تروي زوجته من سريرها في المستشفى حيث تُعالج من كسر في عظم الفخذ: "كنا نتشمس عند المسبح عندما سمعنا طلقات نارية وبدأ الجميع يركضون. طلب مني زوجي أن أهرب، لكنه مكث لمساعدة الآخرين، على الرغم من إصابته في ساقه... وقد راح يصرخ إلى الأشخاص كي يهربوا. اعتقدوا أنها ألعاب نارية أو ما شابه... وفيما كنت أهرب، أصبت بطلق ناري، مع أنني لم أدرك ذلك في البداية. لم أتألم، بل كنت في حالة من الصدمة التامة. 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم