نقيب المحامين: هل نحن امام سجن ابو غريب اللبناني؟

سأل نقيب المحامين جورج جريج تعليقا على المشاهد التي اظهرت تعذيب المساجين في سجن رومية، هل نحن امام سجن ابو غريب اللبناني؟ مضيفا:" نحن امام اسوأ فضيحة انتهاك اخلاقية وطائفية ومذهبية والمتورطون هم عناصر امنية رسمية ممن يفترض بهم الحفاظ على القانون وحماية المواطن حرا كان ام سجينا وفي الحالة الاخيرة كائنا من كان جرمه بما فيه الاتهام بالارهاب".

واشار جريج في خلال مؤتمر صحافي في نقابة المحامين تناول فيه التعذيب في سجن رومية الى ان الغرض من هذا اللقاء هو حماية حقوق الموقوفين كبشر دون التعاطف معهم ومع أسوأ انواع الجرائم واحقرها الارهاب وللتأكيد ان للسجين حقوقا وللبنان هذا البلد يبقى دولة حقوق الانسان ومرتعا للحريات ودولة متأهبة في الخطوط الامامية لمواجهة كل انواع الارهاب والجريمة المنظمة، مضيفا:" هذا اللقاء هو للتأكيد ان الحكم يلفظه القضاء باسم الشعب اللبناني والممارسات الشاذة على يد العناصر الامنية تبقى من ضرب التعدي التي تلطخ سمعة فاعليه او تلقي بالشبهات على سوء الادارة السياسية لهذا المرفق الاساسي والسيادي في الدولة"، مؤكدا ان العدالة تكون بالقضاء بمحاكمة الموقوفين الارهابيين لا بالامن بتعنيفهم وترهيبهم.

ولفت الى ان المطلوب تحقيق قضائي شفاف وعدم الاكتفاء بتدابير مسلكية بحجة عدم تعريض المؤسسة للخطر، مشيرا الى ان نقابة المحامين ستتولى بشخص النقيب ومجلسها ومعهد حقوق الانسان ولجنة الدفاع عن حقوق الانسان متابعة هذا الملف حتى بلوغ نتيجتين اولها معاقبة كل المرتكبين دون ضغوط سياسية وتحرير سجون لبنان من كل انتهاك يصيب الانسان بكرامته، مشيرا الى ان الارتكابات في سجن روميه خطيرة تطال الانسان بحقوقه وكرامته وتطال لبنان بسمعته وتثير النعرات في لحظة سياسية وامنية مأزومة لا بل خطيرة.

وطالب جريج بعقد جلسة لمجلس الوزراء دون انتظار المعالجة السياسية، بكامل اعضائه واتخاذ الاجراءات الكفيلة بوقف هذه الممارسات الشنيعة، والدعوة الى تنفيذ نقل مديرية السجون من سلطة وزارة الداخلية الى وزارة العدل مع ما يعني ذلك من نقلة نوعية من دولة الامن الى دولة القانون، وتسريع محاكمة الاسلاميين واصدار الاحكام المناسبة مع التشدد على ضرورة انزال اقصى العقوبات بمن تثبت بحقه تهمة الارهاب، وكشف عن ان نقابة المحامين تدرس طلب انشاء مركزا دائما لها في السجون المركزية والاقليمية لتكون على بينة من البيئة الحقيقية في السجون دون البقاء تحت رحمة الاجهزة والافلام.

وختم: " لبنان الذي يكافح ليبقى وطن الانسان ودولة السيادة والحق لن يسمح بان تنال منه وسمعته عناصر جاهلة وفاقدة لمقومات الانسان، ونحن لن نقبل ان ياخذ الارهاب من لبنان ملاذا، وامارة رومية لن تتهاوى الا بانتقالها قانونا الى سلطة وزارة العدل عندها يمكن ان نصدق ان هذه الارتكابات لن تتكرر بعد اليوم، لا للارهاب في لبنان ولا للتعذيب في سجون لبنان".