الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

كيف أعوِّد ابني على الصيام؟

المصدر: "النهار"
كيف أعوِّد ابني على الصيام؟
كيف أعوِّد ابني على الصيام؟
A+ A-

فيما يشير علماء الدين إلى أنَّ مسألة صوم الأولاد ترتبط بسن البلوغ الجسدي لديهم،يشدد الأطباء على ضرورة إيلاء صحة الولد الصائم أهمية كبرى، لأنه في طور النمو. وينصح اختصاصيو طب الأطفال بعدم إجبار الأولاد على الصوم لا سيما من هم دون سن البلوغ،  لأن أجسامهم فى هذا الوقت تكون أشد إحتياجاً للكثير من العناصر الغذائية المهمة التي قد لا يمكن الحصول عليها أثناء الصوم مما يؤثر في نموّهم. ولكن هذا لا يمنع من محاولة تعويدهم على الصوم تدريجياً، بحيث يتدرب الطفل على الصيام ومبطلاته. فمثلاً يمكن أن يبدأ الطفل بالصوم حتى صلاة الظهر أو العصر ثم يبدأ في صوم يومين أو ثلاثة فى الأسبوع، ثم يعتاد تدريجياً على الصوم مع الأخذ في الإعتبار إمكانات الطفل وقدرته على تحمل الجوع والعطش.


الصيام للمرة الأولى


"إنَّ صيام الولد للمرة الأولى وبقاءه لساعات طوال بلا طعام يؤثر سلباً في صحته، بحسب ما تشير إليه اختصاصية التغذية واللياقة البدنية كريستال إيليا، بالتالي يجب عليه أن يعوِّض النقص الغذائي بتناول وجبة إفطار صحية تبدأ بشرب المياه ومن ثمَّ الحساء، لينتقل من بعدها إلى تناول السلطة، من ثمَّ طبقاً رئيسياً غنياً بالكاربوهيدرات يحوي ربعه أرزاً أو بطاطا أو كينوا أو خبزاً، وربعه الثاني مشاوي مثل السمك أو الدجاج، أو اللحم، أو المأكولات الغنية بالألياف والدهون، أو اليخاني. بعد أن يأكل الولد الوجبة الأساسية، من الضروري أن يضيف إلى نظامه الغذائي الفواكه العادية وكذلك المجففة التي تعتبر جيدة للمعدة وتعطيه سعرات حرارية وطاقة".


تضيف إيليا: "غالباً ما يبدأ الكبار بتناول حبة تمر أو فواكه لجعل المعدة لينة أكثر، ولكن في حال صيام الولد، من الصعب عليه وهو جائع تناول الفواكه في البدء، لذا، يفضَّل اعتبار الفواكه وجبات خفيفة يمكنه تناولها في وقتٍ لاحق. ومن الضروري إذا كان قادراً على ذلك، أن يمارس الرياضة بعد الإفطار ما يساعده في إعادة تحريك معدته وجسمه".


شرب الماء


تلفت إيليا إلى أنَّه "على الطفل الصائم شرب ليترين من الماء بين الإفطار والسحور، ولا يجب أن تؤخذ الكمية دفعة واحدة كي لا تتأثر الكليتين".


الحساء


إنَّ الحساء بحسب إيليا أساسي في شهر الصيام، بالتالي، يجب أن يتناول الولد حساءً صحياً مثلاً حساء العدس، أو حساء الخضار الغني بالفيتامينات والمعادن، أو حساء الدجاج. ويجب الابتعاد عن تناول الحساء الجاهز الذي يتمُّ شراؤه جاهزاً من السوق.


المأكولات السريعة


تؤكد إيليا أنَّه "لا يجب على الأولاد طيلة أيام السنة تناول الوجبات السريعة، لأنها غير صحية، ولا تمتلك فوائد غذائية، ومشبعة فقط بالدهون، فما بالك في شهر الصيام، حيث يمتنع الأولاد عن تناول الطعام خلال ساعات طوال. بالتالي، من المحبَّذ تفادي تناول هذه الأطعمة ضمن وجبتي الإفطار والسحور".


المأكولات البحرية


"يمكن الأولاد تناول المأكولات البحرية لما تحويه من الزنك والبروتين والألياف الصحية للجسم. ويعتقد البعض بحسب إيليا أنَّ هذه المأكولات تسبب العطش، وهذه الفكرة خاطئة، بل إنَّ كثرة الملح هي التي تسبب العطش".


الأطعمة المقلية


البطاط المقلية من الأطعمة المفضلة لدى الأولاد، إلا أنها لا تعتبر صحية، ومن غير الجيد تناولها كل يوم، بل فقط مرة واحدة في الأسبوع. كذلك، السمبوسك والكبة والرقاقات أطعمة يجب الابتعاد عنهم. وإذا ما قررت الأم تحضير طبق سمك مقلي عليها ألا نضع إلى جانبه أطعمة مقلية أخرى.


الوجبات الخفيفة


من الضروري بحسب اختصاصية التغذية واللياقة البدنية كريستال إيليا "الابتعاد عن شرب الجلاب والسوس والمشروبات المماثلة لما تحتويه من سكريات كثيرة غير مفيدة". وتنصح عوضاً من ذلك بـ "شرب عصير الجزر لأنه يُليِّن المعدة، كما أنَّه لا يحوي أسيداً بالتالي يمكن تناوله على معدة خاوية، على عكس عصير الليموناضة أو الليمون أو التفاح مع السكر القليل ممكن تناولها بعد وجبة الإفطار. إلى ذلك، يمكن الولد أن يتناول وجبات خفيفة (snack) مثل البسكويت بالشوكولا، أو ما يرغبه من حلويات، ولكن باعتدال، أي من الممكن تناولsnack  واحد كل 3 ساعات، أي بمعدل 2 إلى 3 من الإفطار إلى السحور. كما يمكن إطعام الولد المكسرات النيئة أو المحمصة التي تحوي أوميغا 3 وبروتيين. وإلى من يحب الحليب والوجبات المنزلية، من الصحي تناول المهلبية والأرز مع حليب التي تعتبر مفيدة للصحة وأفضل من تلك المصعنة. ومن الأجدى تفادي الحلويات العربية مثل عيش السرايا أو الكلاج وغيرها من الحلويات الرمضانية، أو تناول قطعة واحدة فقط في الليلة الواحدة.


وللأولاد الذين لا يفضلون تناول السكريات، يمكنهم الاستعاضة عنها بتناول الأطعمة المالحة، مثل اللبن، أو البيض المسلوق، أو الجوز واللوز والفاكهة المجففة، أو الإيدامامي، أو البازيلا والفول.


الطفل ذو الوزن الزائد


يجب على الولد ذي الوزن الزائد تفادي الحلويات العربية والمقالي والمأكولات السريعة. وعليه تناول الطعام المنزلي مع الخضار والفواكه. فإذا كان ابنك يعاني وزناً زائداً، يجب أن يأكل أطعمة غنية بالألياف، وأن تحوي بروتينات أكثر من النشويات. كما عليه الإبتعاد عن العصائر، وأن تكون وجبة الـ Snack خفيفة، أو أن تقتصر على الفاكهة، كذلك عليه ممارسة الرياضة لأنها تساعده على فقدان وزنه الزائد خلال مدَّة قصيرة.


السحور


إنَّ الاستيقاظ في الصباح الباكر لتناول الطعام ليس صحياً بالنسبة للأيض، ولكنَّ الولد الصائم في سنته الأولى مجبر على ذلك لأنه بحاجة إلى إشباع معدته كي لا يشعر بالجوع في اليوم التالي. لذا، يجب أن يتناول في وجبة السحور، سلطة مع خضار مشوية أو نيَّة ولكن غير مقلية، ومن ثمَّ مأكولات تحوي بروتينات مثل الحبوب والسمك والدجاج، وليس كاربوهيدرات مثل الأرز، والبطاطا والخبز فقط لأنه سيشعر بالجوع حتماً. كذلك يجب على الولد الصائم تناول السحور في وقته وليس قبل ساعة النوم، لأنه يمدُّ الجسم بالطاقة لتحمل فترة الصيام الطويلة".


إنَّ الولد الراغب في الصيام، عليه أن يُدرك خطر تعرُّض النظام الغذائي لجسمه لأي خلل. كما عليه أن يعلم أنَّ الإفطار بعد ساعات طويلة من الصيام حيث تكون المعدة خالية من الطعام يجب أن يتم على دفعات، كي تتمكن المعدة من الهضم.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم