السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

"جيش الحرمون" يفتح الطريق نحو القنيطرة..."الدروز اخوتنا شرط الحياد"

المصدر: "النهار"
محمد نمر
"جيش الحرمون" يفتح الطريق نحو القنيطرة..."الدروز اخوتنا شرط الحياد"
"جيش الحرمون" يفتح الطريق نحو القنيطرة..."الدروز اخوتنا شرط الحياد"
A+ A-

 


لن تصوم المعارضة السورية المسلحة عن أهدافها في شهر رمضان، بل ستشهد غالبية المحافظات معارك متزامنة، ومنها القنيطرة حيث أعلنت "الجبهة الجنوبية" عن تشكيل "غرفة عمليات عاصفة الحق" وبدء معركة "نصرة لحرائرنا" لتحرير ما تبقى من محافظة القنيطرة.


وعلى مقربة من هذه المعركة وبالتزامن معها، انطلقت فصائل أخرى من "الجبهة الجنوبية" بمعركة الحرمون التي تهدف إلى فتح طريق امداد بين قرى جبل الشيخ في الريف الغربي، في اتجاه العاصمة دمشق وبلدات الريف الشمالي للقنيطرة، بعد حصار دام سنتين حول قرى جبل الشيخ. وللمعركة حساسيتها لثلاثة أسباب، الأول يعود الى وجود لجان شعبية من الدروز تساند النظام في بعض القرى، والثاني يكمن في انها تدور في بقعة جغرافية ملاصقة لمنطقة منزوعة السلاح بين إسرائيل وسوريا وآخرها أنها تبعد بضعة كيلمترات عن الحدود اللبنانية من ناحية شبعا.


ولم تعد المعارك مع النظام السوري طويلة، خصوصاً بعد اعتماده سياسة الهروب والانسحاب لصالح الطرف الآخر، إذ استطاعت فصائل "الجيش السوري الحر" المعتدلة صباح الثلثاء التسلل من مزرعة بيت جن نحو التلال الحمراء التي تقع على الخط الفاصل بين قرى جبل الشيخ في الريف الغربي للعاصمة والريف الشمالي للقنيطرة، وهي قريبة للحدود مع لبنان من ناحية شبعا (14.5 كلم عن لبنان)، وبحسب المعلومات، فإن هذه التلال ملاصقة لمنطقة منزوعة السلاح وفق اتفاقية فض النزاع عام 1974 حيث لا يسمح للنظام او اسرائيل دخولها بالسلاح جوياً او برياً، وفيها أكثر من 50 قرية، وسكانها من الدروز والمسيحيين والسنة والشركس.
وبالعودة إلى مسار المعركة، فإن اشتباكات عنيفة بين النظام وجيش الحرمون المتعاون مه "الجبهة الجنوبية" أدت إلى مقتل العديد من قوات النظام، إضافة إلى اغتنام دبابة وعدد من الرشاشات المتوسطة وانتهت بتحرير التلال الحمراء.
سارعت هذه الفصائل المعارضة إلى التنويه بالموقف الدرزي، داعية "الاخوة" الدروز إلى الحياد، خصوصاً أن جيش الحرمون يتواجد في سبع قرى في جبل الشيخ منها واحدة درزية وهي مغر المير ولم تتعرض فيها الطائفة الدرزية لأي ضرر بل كان الدروز عوناً "للجيش الحر" وقدموا بعض المساعدات، بحسب بعض الناشطين هناك. أما القرى الاخرى فيقطنها سُنة. وقرب التلال الحمراء، قرى أخرى فيها أنصار للنظام من المسيحيين والدروز شكلوا اللجان الشعبية التابعة لجيش الأسد ومن أهمها بلدتا حرفا وحضر (غالبية درزية).
وكانت غرفة عمليات جيش الحرمون قد أعلنت السيطرة على التلال الحمراء الفاصلة بين القنيطرة وريف دمشق الغربي (جبل الشيخ)، والتي تربط قرى الجبل بمحافظة القنيطرة. وبات الامداد مفتوحاً للثوار في ريف دمشق الغربي بعدما قطعته قوات الأسد في الشهر الثاني من العام الحالي عقب السيطرة على المثلث الجنوبي الذي يربط أرياف درعا ودمشق والقنيطرة .


تحرير التلال
ويؤكد أبو كنان الشامي وهو المنسق العام لألوية توحيد العاصمة (عضو مؤسس لجيش الحرمون) أن "الهدف الأساسي للمعركة وصل ريف دمشق الغربي بمحافظة القنيطرة، وكانت التلال الحمراء أحد العوائق الموجودة وتم تحريرها، وسيتم العمل على تحرير باقي المناطق العسكرية التي يستخدمها النظام هناك".
لهذه التلال أهمية استراتيجية تكمن في "انها تفصل بين الغوطة الغربية لريف دمشق ومحافظة القنيطرة، وبالتالي هي تقطع طرق الإمداد لدمشق وريفها، اضافة إلى أن النظام كان يستخدمها لقصف أماكن مدنية بسبب ارتفاعها الكبير"، وفق الشامي.
ثلاث ساعات فقط كانت كافية لجيش الحرمون لتحرير التلال، ويوضح الشامي أن "العملية بدأت صباح امس واستمرت نحو ثلاث ساعات فقط وبعدها تم التحرير في شكل كامل ويحاول النظام استعادتها لكنه فشل في ذلك"، مذكراً بأن "المناطق التي كانت محاصرة وخاضعة لسيطرتنا هي مناطق ريف دمشق الغربي كاملة، إضافة لمنطقة بيت جن، ولكن بعد هذه العملية وما سيليها نأمل أن نستطيع فك الحصار عن كل المناطق، أما مناطق النظام فهي قرى عدّة مثل خان أرنبة، حضر، وحرفا".


إلى الدروز.. "الحياد ونحن نحميكم"
وخصّ أبو كنان الدروز برسالة واضحة قال فيها: "إن القوات التي تأتي لمؤازرة جيش النظام لمحاولة استعادة التلال غالبيتها من قريتي حضر وحرفا الدرزيتين، ورسالتنا هي أن الطائفة عمرها مئات السنين واستمرارها ليس له علاقة بوجود نظام الأسد، ونوجه النداء للدروز بأن يحيّدوا أنفسهم ولا يشاركوا جيش النظام بعملياته، وعلى الأقل اتخاذ خيار الوقوف على الحياد ونحن سنتكفل بأمر حمايتهم"، مشدداً على أن "من يحمل السلاح من الدروز في وجهنا فسيكون حكمه كحكم جنود الأسد، أي قتله أينما وجد، لهذا نرجو الحذر".
لا يرى المتحدث أي خطر على لبنان جراء هذه المعركة، فرغم قربها من الحدود إلا أنه يؤكد "لن ولم يكن هناك أي تهديد للبنان من جانبنا وهذا ليس وارداً في خططنا، بالعكس تماماً، فإن وجود الأسد ومن يواليه هو ما يشكل التهديد لأمن لبنان واستقراره، ومعركتنا تقتصر على ريف دمشق الغربي مع القنيطرة فقط وليس أي أمر آخر".


مع الجولان ولبنان
"أولية سيف الشام" أحد فصائل جيش الحرمون أيضاً، ويوضح مسؤولها الاعلامي أبو غياث الشامي أن "أهداف جيش الحرمون كانت فتح الطريق إلى الجنوب السوري من درعا والقنيطرة، ومن ثم الاندماج مع فصائل هناك باالعمليات العسكرية"، مؤكداً أنه "تمت السيطرة على كامل التلال وحصار بلدة حضر".
وعن مصير البلدة الدرزية قال: "ان لم تساند الاسد ونظامه فهي ليست هدفاً لنا لأن الدروز أخوتنا في الوطن، لكن من يؤازر النظام خلال معاركنا فسيكون عدواً لنا حتى لو كان من الطائفة السنية" . وتعتبر المعارضة أن هذه المنطقة مهمة جداً كونها حدودية مع لبنان والجولان المحتل، ويستبعد الشامي أن "يستطيع "حزب الله" استهدافهم عبر الدخول من لبنان".


فتح الامداد
إلى ذلك، يشير مدير وكالة سوريا برس للأنباء ماهر الحمدان إلى أن "آلية عمل جيش الحرمون كانت منظمة و متوازية ونأمل أن تكون قاعدة للإنطلاق منها نحو تحرير مناطق اخرى ونحن في مرحلة صعبة وعلينا البدء بآلية عسكرية جديدة للحفاظ على كامل المنشآت وتجهيزها وحماية المدنيين بصرف النظر عن الطوائف التي ينتمون لها، لا سيما أن على الطائفة الدرزية اتخاذ خيار الحياد وألا تكون مع القارب الذي يغرق وهو النظام، والطائفة لن تزول مع زواله ولا نريد أن تتحول المعركة إلى طائفية".
واعتبر أن "معركة فتح الحرمون كانت ضربة موجعة لحزب الله بعدما ظن انه أغلق طرق الامداد في معركة مثلث الجنوب، فاليوم فتح الطريق في شكل أكبر مما كان ونأمل من الجانب اللبناني ضبط الحدود وعدم السماح لحزب الله بالدخول"، مشيراً إلى أن "التلال الحمر هي نقطة عسكرية كانت تتواجد فيها قيادات لحزب الله تدير معارك شمال القنيطرة وكانت اسرائيل استهدفت التلال مرات عدة". وقال: "ليس هناك من عمليات نزوح داخلية أو باتجاه لبنان لأن المعركة كانت في منطقة وعرة تتواجد فيها الثكنات بعيداً عن مواقع سكنية لكن النظام إنتقم من الشعب السوري واستهدف عشوائياً قرى محررة منها مغر المير الدرزية بالبراميل المتفجرة".
ماذا بعد تحرير التلال؟ "سيحدد الهدف الثاني عقب تحرير مركز مدينة القنيطرة الذي أعلنت قوات "الجبهة الجنوبية" عن معركة تحريرها وستكون قوات الجبهة على تلاقي مع جيش الحرمون في هذه النقاط لتوسع دائرة المعارك ليحصل ما هو أشبه بزحف نحو ريف العاصمة دمشقّ".
[email protected]
Twitter: @Mohamad_nimer


 


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم