الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

بالصور: العلم اللبناني يرتفع على أعلى قمة في أفريقيا

المصدر: "النهار " مرجعيون
رونيت ضاهر
بالصور: العلم اللبناني يرتفع على أعلى قمة في أفريقيا
بالصور: العلم اللبناني يرتفع على أعلى قمة في أفريقيا
A+ A-

من جديدة مرجعيون، مدينة العلم والثقافة الجنوبية انطلق المهندس الزراعي منجد مكرم سلامة الى القارة السوداء للعمل في دولة موزامبيق. حبّه للمغامرة دفعه لتحدي أعلى جبل في افريقيا، جبل كلمنجارو في تنزانيا الذي يرتفع 5895 متراً. حقّق حلمه من دون دعم من أي جهة ورفع العلم اللبناني على "قمّة الحرية" مهدياً هذا الانجاز الى كل اللبنانيين الذين يحقّقون نجاحات في كلّ العالم على رغم إمكاناتهم المتواضعة.
لم يكن العلم الذي حمله منجد معه عادياً، بل أراده مميّزاً يحمل مطلع النشيد الوطني "كلنا للوطن"، ومذيّلاً بكلمة مرجعيون، وفي باله كل المناطق اللبنانية التي يجب ان تتوّحد تحت ألوان العلم.
منجد، وفي اتصال مع "النهار" ذكر ان مغامرته لم تكن لتكتسب معنى عميقاً لولا الرسالة التي اراد ايصالها لكل العالم، فالإعلام لا ينقل الا الأخبار السلبية والسيئة عن لبنان، وهو اراد اثبات أن لبنان لا يزال بألف خير وأنّ ايّ مواطن ولو بقدراته المتواضعة يستطيع انجاز او تحقيق اي عمل ينقل من خلاله صورة جميلة عن لبنان الذي يزخر بالطاقات المبدعة. هذه هي الرسالة التي شدّد على نشرها ونقلها مشيراً الى ان المغامرة كانت صعبة ومتعبة، فهو اراد خوضها بمفرده مستعيناً بخمسة اشخاص تنزانيين كدعم لوجستي لنقل الطعام وتحضيره وبينهم دليل. خمسة ايام تطلّبتها عملية تسلّق الجبل (ثلاثة ايام ونصف اليوم صعودا ويوم ونصف يوم نزولاً) وهو عبارة عن بركان لا يزال ناشطاً، اختبر فيها منجد صعوبات الحياة الاستوائية والبرد والمطر، كانت كافية لجعله يتردّد مراراً في اكمال المسير الا أن عزيمته واصراره غلبا الصعوبات. المرحلة الاولى كانت اجتياز غابة استوائية ماطرة وكان عليه تسلّق 11 كلم يومياً ارتفاع 1000 متر، لتأتي بعدها المرحلة الثانية وهي حجارة وصخور كبيرة وصولاً الى القمّة. أكثر الصعوبات التي واجهها هي نقص الاوكسيجين مع الارتفاع الذي يرهق الجسم، وخصوصاً انّه كان يحمل 9 كلغ من الطعام والمياه والادوية. ولفت منجد الى انه استعدّ لهذه الرحلة قبل نحو شهر ببعض التمارين الرياضية والامتناع عن شرب الكحول، مشيراً الى ان كثيرين يتسلّقون الجبل مستغرقين اياماً اضافية ما يسهّل عليهم الامر بسبب اعتيادهم على نقص الاوكسيجين، اما هو فقد اختار الطريق الاصعب وتسلّقه بخمسة ايام فقط. التقى منجد في طريق الصعود اشخاصاً من جنسيات مختلفة تعرّفوا الى لبنان عبره، وعندما وصل الى القمّة ورفع العلم تساءلوا عن اي بلد، فشرح لهم انه لبنان.
ورداعلى سؤال عمّا شعر به حين وصل الى قمة الحرية قال: "انطلقنا بآخر مرحلة عند الثانية عشرة ليلاً، لنصل عند شروق الشمس. كان المشهد خلاباً، وشعرت بفرحة كبيرة تغمرني واحاسيس يصعب وصفها وفي بالي افكار كثيرة لم اتمكّن من تفسيرها سريعاً بسبب شدّة البرد ونقص الاوكسيجين. لم استطع التحمّل اكثر من ربع ساعة، علما ان غيري ممّن كانوا قد وصلوا التقطوا الصور وهربوا نزولاً ومنهم من فقد ذاكرته لدقائق وهذا امر طبيعي عند هذا الارتفاع".
اذاً، لبنان مرّة جديدة في أعلى قمم العالم، واللبنانييون المؤمنون باستمرارية هذا البلد يحقّقون انجازات عجز عنها زعماء وسياسيون نصّبوا انفسهم قيّمين عليه. "كل فريق يحتكر منطقة لبنانية معيّنة، لذا أردت التذكير ان كلّنا واحد، كلّنا تاريخ واحد، وكلنّا مستقبل واحد"، هي رسالة منجد من أعلى قمّة في افريقيا.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم