الأردن: السفيرة الأميركية تثير الشارع بأسئلة "حساسة" لأكبر قبائل المملكة

للمرة الثانية خلال ثلاثة أسابيع، تتصدر السفيرة الأميركية في عمان أليس ويلز المشهد السياسي الاجتماعي في الأردن، مثيرة موجة من السخط حيال سلوكاتها وتحركاتها في الشارع الأردني.
فبعد مشاركتها المثيرة للجدل والاستهجان في اجتماع للمثليين جنسيا في الأردن في 16 أيار، عادت ويلز لتثير ضدها نشطاء وشباب قبيلة بني حسن (اكبر قبائل الأردن) بعد زيارتها الأحد منزل أحد أفراد القبيلة والتقائها عددا من وجهائها وطرحها اسئلة اعتبرها الأردنيون حساسة ومريبة.
وفجرت موجة الغضب ضد ويلز أربعة تجمعات سياسية مستقلة من أبناء القبيلة، وصفت الزيارة بـ"المشبوهة لسفيرة تعيث في أرض الأردن فسادا وتجوب البلاد طولا وعرضا كمندوبة سامية لامبراطوية الشر أميركا".
ورأى هؤلاء في بيان شديد اللهجة أصدروه الإثنين، أن السفيرة تتدخل في الشؤون الداخلية السياسية والاجتماعية والعسكرية للبلاد بتوجيهها أسئلة "عميقة وحساسة" أثناء زيارتها "كسؤالها عن أعداد أبناء القبيلة المنتسبين للقوات المسلحة، وعن الدور السياسي والاجتماعي لشيوخ القبيلة وعلاقتهم بشبابها".
ووصف البيان الزيارة بأنها "سابقة تجلل بالسواد تاريخ القبيلة". ولاحظ أن زيارة السفيرة "تأتي ضمن سلسلة زيارات واختراقات لمنظومة المجتمع الأردني وتشكل خرقا للأعراف الديبلوماسية وانتهاكا صارخاً لسيادة الدولة بالقفز على مرجعية وزارة الخارجية".
وطالب البيان الأردنيين إعلان رفضهم "لمسلسل الزيارات الاختراقية لهذه السفيرة"، ودعا الحكومة الأميركية "للجم سفيرتها العابثة بعقيدة الأمة وعاداتنا وتقاليدنا".
هذا الغضب جاوز أبناء قبيلة بني حسن المتوزعين على خمس محافظات شمالية، إلى باقي الشارع الأردني، الذي لام الحكومة التي رأى انها تتغافل عن تجاوزات السفيرة الأميركية وبخاصة تأكيدها دعمها لحقوق المثليين الشهر الماضي ودعوتها إلى ضرورة تعديل القوانين المتعلقة بحقوقهم، وفقا لما تداولته وسائل الاعلام المحلية.
وكان محام أردني تقدم بشكوى إلى النائب العام ضد ويلز ووزيرة التنمية الاجتماعية لمخالفتهم "النظام العام والدستور من خلال السماح باقامة اجتماع للمطالبة بحقوق المثليين والشواذ بالاردن بحضور السفيرة الاميركية" وفقا لنص الشكوى".
غير أن النيابة العامة ردت الشكوى "لأنها مقدمة ضد شخصيتين تتمتعان بالحصانة".