الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

هل حضنت بكركي اتفاق "التيار" و"القوات" رسمياً؟

المصدر: "النهار"
ألين فرح
هل حضنت بكركي اتفاق "التيار" و"القوات" رسمياً؟
هل حضنت بكركي اتفاق "التيار" و"القوات" رسمياً؟
A+ A-

يفخر النائب ابرهيم كنعان وملحم الرياشي بما حققاه الى الآن. فلقاء العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع ووضع ورقة "إعلان النيات" من 16 بنداً فيها تفاهمات ورؤية مشتركة، بعد 30 سنة من العداوة والدعاوى بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" ليس أمراً عادياً. رغم العراقيل والضغوط التي واجهتهما طوال 5 أشهر لم ييأسا، تنقلا بين معراب والرابية مرات عدة وتنقلت معهما ورقة "الاعلان" بتنقيحاتها وتعديلاتها الى أن رست على صيغة نهائية. تكتّما على الكثير من الأمور أثناء المفاوضات حرصاً على نجاحها... وهما نجحا. صحيح ان وضع المنطقة المأزوم والوضع الوطني وتحديداً المسيحي المتعب "فرضا"، عن اقتناع، اللقاء بين جعجع وعون، لكنه حصل رغم المشككين، وأراح الشارع المسيحي. منذ الاعلان عن الحوار بين "التيار" و"القوات" اختلف المشهد، وصار التنسيق النيابي والنقابي والطالبي أمراً واقعاً... مع الحفاظ كل على تحالفاته. "فاختلاف وجهات النظر أمر طبيعي شرط ألا يتحول خلافاً بل تنافساً في الاطار الصحيح"، وفق المعنيين.


شكك كثيرون في امكان عقد اللقاء، وحتى في امكان التوصل الى تفاهم، لكن الأمر حصل، ويرى الطرفان انه مجرد بداية، وهما وعدا بخطوات أخرى لاحقة وايجابية، وبإشراك بقية المكونات المسيحية في حوارهما. يأسف كنعان والرياشي ان ثمة من يريد إفشال الاتفاق وما زال يستحضر لغة الحرب ونكء الجراح. فالطرفان، أي "القوات" و"التيار"، يعملان على إزالة هذه الرواسب، وهو ما عبّر عنه كنعان والرياشي أثناء زيارتهما أمس البطريرك الماروني لتقديم ورقة "إعلان النيات" رسمياً الى الراعي باسم عون وجعجع. فقال كنعان "ان هذا الإعلان المشترك سوف نعممه ونترجمه بكل إرادة وتصميم ليصبح واقعاً على الارض، وهذا الإعلان يعني صفحة جديدة ودينامية وأملاً جديداً للمسيحيين". اما الرياشي فشدد على انهما في بكركي "لنؤكد سوياً ان النسيج المجتمعي الواحد عاد الى الإلتحام من جديد ولنؤكد ان هذه المصالحة هي مع الذات وهذا يعني ان جدار الفصل الاغترابي الذي كان قائماً منذ 30 عاماً بين المكون الاساسي في هذا الوطن، المسيحيين وأكبر مكونين داخل الجسم المسيحي سقط وسقط الى غير رجعة".


اذاً ترجمة "الاعلان" بدأت بزيارة الحلفاء والقيادات المسيحية والروحية، وستستكمل مع القواعد الشعبية، اذ ستبدأ اللقاءات مع الطلاب الاسبوع المقبل لشرح أهداف "الاعلان" وتعميمه وكيفية ترجمته بين الطلاب، على ان يستكمل أيضاً على المستويات الاعلامية والنقابية والمجتمع المدني. بمعنى آخر، ما سيحصل هو نوع من الحملة لشرح هذا الاتفاق وأهدافه وأبعاده وخلفيات التلاقي وتخطّي الماضي السيئ بين الطرفين لبناء وطن أفضل.


لا يخفى انه منذ ان بدأ يتبلور فعلياً نجاح الحوار بين الطرفين، حرصا على وضع سيد بكركي في أجوائه ونيل بركته. فمهندسا "إعلان النيات" زاراه قبل يوم من لقاء عون - جعجع وأطلعاه على كل التفاصيل. لم يخف البطريرك سعادته مما تحقق، واعتبره يوماً تاريخياً. ثم زاره الثنائي كنعان - الرياشي أمس وسلماه رسمياً ورقة "الاعلان"، ووضعا بين يديه الرؤية الكاملة للمشروع والخطوات المقبلة لاستكمال مشروعهما الذي أثنى عليه عدد كبير من الشخصيات المسيحية تحديداً.


يعوّل الطرفان على دور بكركي ويعتبران انه "أساسياً وطنياً ومسيحياً"، والبطريرك الراعي حرص أمس على تقديم التهاني الى كنعان والرياشي على جهودهما معاً وعلى هذا الانجاز الذي تحقق في ورقة "الاعلان" وفي تخفيف التشنج بين فريقي "التيار" و"القوات"، وفي التنسيق بينهما وتحديداً في لقاء عون وجعجع. وكان كلام في الخطوات المستقبلية على صعيد الاتفاق في التوصل الى انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن، وفي توسيع اطار اللقاء والتنسيق ليشمل بقية المكونات المسيحية. اذاً، وفق المجتمعين أمس، حضنت بكركي الاتفاق رسمياً.


[email protected]

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم