هدية من اللبنانيين إلى مرضى مركز سرطان الأطفال

"لو فكَّر كل شخص للحظة بأنَّ أحداً من أفراد عائلته ومحبّيه مصاب بمرض السرطان، فيما المال غير متوافر لديه للعلاج، فماذا عليه أن يفعل؟" هذه العبارة حثَّت الحضور في حفل العشاء، الذي نظمته مؤسّسة Luxury Limited Edition وصاحبة مشروع منصَّة THE ULTIMATE GOAL سينتيا سركيس في حديقة جامعة الـ ESA في بيروت بحضور الممثلة والمخرجة سلمى حايك وفاعليات لبنانية، للمشاركة في مزاد علني أجري في شهر نيسان عاد ريعه لمركز سرطان الأطفال في بيروت. واستُكملت المهمَّة في شهر أيار بزيارة مركز سرطان الأطفال (St Jude) من قبل عدد من المتبرّعين ومنظّمي الحفل لإيصال شيك بالأموال التي تمَّ جمعها، وإيداعها في المركز بحضور العاملين. لم يتمكّن جميع المتبرّعين من الحضور بسبب وجود بعضهم خارج الأراضي اللبنانية إلاَّ أنَّ رسالتهم السامية وصلت بالطبع إلى أطفال يصارعون المرض بكل ما أوتوا من قوَّة ومن دون استسلام.

التبرعات تساعدنا في علاج الأطفال

" تأسّس مركز سرطان الأطفال منذ 13 عاماً، وساهمنا في طبابة 1000 طفل لغاية الآن، كما أننا نستقبل كل عام 100 حالة جديدة"، بحسب حديث السيدة سلوى سلمان، رئيسة مجلس الأمناء لمركز سرطان الأطفال في لبنان، لـ"النهار"، مضيفةً أنَّ "المركز مهمّ بعطائه ومساعدته للأطفال المرضى من دون أي كلفة للأهل، ولهذا نعتمد على التبرّعات، كي نتمكَّن من مساعدة أكبر عدد من الأطفال والتكفُّل بعلاجهم. حضور سلمى حايك إلى المركز كان له أثر كبير في نفوس الأولاد، وبدا ذلك من خلال حماستهم وتفاعلهم معها، فهي إنسانة لطيفة ومتواضعة. كما أنَّ زيارتها التي تصدّرت الصحف العالمية ساهمت في إيصال رسالة مركز سرطان الأطفال وأهدافه، مساهمةً في زيادة الـوعي حول دور المركز وأهميته. والمزاد العلني الذي نظمته سينتيا سركيس تحت عنوان The Ultimate goal في حديقة جامعة الـ ESA كان مبادرةً مهمة تجاه أطفال مرضى السرطان، حيث عاد ريع الحفل إلى المركز. وكان هناك عدد كبير من المتبرّعين، وتعرفنا اليوم إلى 4 منهم أحبّوا زيارة المركز وتسليم الشيك بالأموال التي جُمعت خلال الحفل. ومن باب تقديرنا لهذه الخطوة، قمنا بوضع لوحة تذكارية لتخليد دور The Ultimate goal وسينتيا سركيس، ونحن نشكر كل من تبرَّع لأنَّ علاج الأطفال قائم فقط على التبرّعات".

نحارب السرطان بالمال والمعنويات

سينتيا سركيس مؤسِّسة Luxury Limited Edition وصاحبة مشروع منصّة THE ULTIMATE GOAL قالت من جهتها لـ"النهار" إنَّ "وضع مركز سرطان الأطفال ضمن جدول زيارات سلمى حايك لدى قرارها المجيء إلى لبنان كان مهماً بالنسبة إليّ، لأنَّ السرطان مرض صعب، خالتي وأقاربي توفّوا بسببه، وأدركت مع الوقت أنَّ محاربة السرطان لا تكون فقط من خلال المال بل برفع معنويات المريض أيضًا، وآمنت بأنَّه إذا تحلى كل شخص بالإيمان والاندفاع والإرادة لتمكَّن من الشفاء من المرض. لهذا بادرنا لإجراء مزاد علني خلال العشاء الذي أقيم بحضور الممثلة سلمى حايك لنجمع مبالغ مالية يعود ريعها إلى مركز سرطان الأطفال في لبنان، واستطعنا جمع مبلغ سيساهم في معالجة 5 أطفال. من تبرّع بألف أو بعشرة آلاف فقد أعطى، وهذا هو هدفنا الذي لا يرتبط بالمال بل بمفهوم العطاء". وتابعت سركيس: "رغبنا في أن نزور المركز برفقة المتبرعين كإثبات على أنَّ الأموال التي دفعوها وصلت إلى المكان والهدف الصحيح، ليس المهم التبرع بدولار واحد أو بمئة دولار، بل الأهم يكمن في تشجيع وتحفيز العطاء دوماً أكثر. 300 شخص حضروا الحفل وتبرعوا، ولو كان العدد أكبر لتمكنا من جمع مبالغ أكثر، ولكن رغم ذلك تبقى هذه المبالغ الوسيلة الوحيدة لإنقاذ حياة طفل من السرطان".

وفي الختام، جال المتبرعون وفريق عمل Luxury Limited Edition في المركز وتعرَّفوا إلى أقسامه وكيفية تلقي المرضى العلاج، برفقة رئيسة مجلس الأمناء في مركز سرطان الأطفال سلوى سلمان، والمديرة العامة للمركز هناء شعار شعيب، ومديرة العلاقات العامة والاتصالات كارن خوري، وأضفت هذه الزيارة بريق أمل للأطفال، حيث ستُرسم الفرحة على وجوه مرضى يبحثون عن مال يكفي لعلاجهم، وستُزرع تالياً السعادة في قلوبهم أملاً بشفائهم.