السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

كرة القدم... ساحة صراع جديدة بين روسيا وأميركا

المصدر: (أ ف ب)
كرة القدم... ساحة صراع جديدة بين روسيا وأميركا
كرة القدم... ساحة صراع جديدة بين روسيا وأميركا
A+ A-

انتقل الخلاف بين الولايات المتحدة وروسيا حول النزاع في اوكرانيا الى ساحة كرة القدم بعد اتهام الرئيس الروسي واشنطن بالسعي الى منع اعادة انتخاب جوزف بلاتر رئيسا للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).


ولم يستغرق الامر وقتا طويلا كي تشن روسيا هجومها، علما ان ايا من مسؤوليها لم يتعرض حتى الساعة لأي توقيف او اتهام في ملف الفساد المدوي الذي يطال الفيفا.


فبعد ساعات على اعلان تحقيق القضاء الاميركي في 14 شخصا من اعضاء حاليين او سابقين للفيفا ورؤساء شركات تسويق رياضي على علاقة بالاتحاد للاشتباه في تلقيهم رشى منذ 1990، اشارت وسائل الاعلام الروسية الى مؤامرة أميركية لمنع تنظيم كاس العام 2018 في روسيا.
ومساء أصدرت الخارجية الروسية بياناً هاجم اللجوء "غير المشروع" الى القانون الاميركي في هذه القضية وطلبت من واشنطن وقف "المحاولات لتطبيق قوانينها خارج حدودها".


كما نشر الكرملين أمس مقابلة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اجريت في وقت متأخر من الليل بالاضافة الى النص الحرفي لها.
وقال بوتين ان جوهر فضيحة الفساد ليس الا "منع اعادة انتخاب" جوزف بلاتر رئيساً للفيفا، وذلك لانه قاوم "ضغوط" الساعين الى اقناعه بالعودة عن اختيار روسيا لاستضافة كأس العالم 2018، بحسبه.


ولم يذكر بوتين الولايات المتحدة بالاسم من ضمن المعارضين لتنظيم كأس العالم في روسيا.


لكنه أكد ان القضية الجارية "محاولة واضحة لمنع اعادة انتخاب بلاتر رئيسا للفيفا، ما يشكل خرقاً صارخاً لقواعد عمل المنظمات الدولية".
كما شكك بوتين الذي تشهد علاقاته مع واشنطن تدهوراً بسبب النزاع الجاري في اوكرانيا، في شرعية تحرك القضاء الاميركي في قضية لا تجري احداثها على اراضيه ولا احد من المتهمين من مواطنيه.


وصرح "كل هذا غريب"، وتابع: "لا ادري ان كان اي منهم خالف القانون، لكن في جميع الاحوال لا علاقة للولايات المتحدة بأي شكل بهذا كله. هؤلاء المسؤولين ليسوا مواطنين أميركيين، وان حصل شيء، فلم يجر على اراضي الولايات المتحدة، التي لا دخل لها بالمسألة برمتها".


وأضاف: "انها محاولة جلية جديدة (للولايات المتحدة) لتوسيع صلاحيتها القضائية الى دول اخرى".
في المقابل، امتنعت الديبلوماسية الاميركية عن خوض هذا الجدل.


وتجنب المتحدث باسم الخارجية الاميركي جيفري راثكي الرد مباشرة وصرح "ان التلميح بانه من غير المرحب ان نبدي اهتماما ب(مكافحة) الفساد، امر يصعب فهمه".


وعن الأثر المحتمل لهذه القضية على العلاقات الاميركية الروسية اكد المتحدث انه "لن يكون لها اي تاثير على العلاقات".
واعتبر اكثر من ثلث قراء مجلس سوفييتسكي سبور، واحدة من اهم صحافيتين رياضيتين يوميتين في روسيا، ان القضية "مؤامرة ضد تنظيم كأس العالم 2018".
واعتبر مدير مجموعة الخبراء السياسيين قسطنطين كلاتشيف ان "الرئيس قلق جدا بالطبع ازاء كاس العالم 2018. وهو لا يخشى الغاءه فحسب، بل كذلك افساد الاجواء في اثناء كاس العالم" نتيجة فضيحة الفساد.


بشكل عام تشعر روسيا التي تخوض صراع القوة الديبلوماسي الاقوى مع الولايات المتحدة منذ انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991، بانها "حصن محاصر" محاط بالاعداء واولهم الولايات المتحدة التي تسعى الى القضاء عليها، بما في ذلك في مجال الرياضة.


وختم المحلل بالقول ان "بوتين وضع انتخاب بلاتر على ساحة المواجهة السياسية. وفي حال عدم انتخابه، فإن ذلك سيعتبر في روسيا انه جريمة اضافية يرتكبها الاميركيون بحق كرة القدم وبحق اصدقاء روسيا".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم