الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

هذه قصة صورة "سيدة البقدونس" الشهيرة

المصدر: "النهار"
ب. ع.
هذه قصة صورة "سيدة البقدونس" الشهيرة
هذه قصة صورة "سيدة البقدونس" الشهيرة
A+ A-

لم يعد إتمام بعض الواجبات المنزليّة كالطبخ وتجهيز لوازم التبّولة داخل السيارة ممكناً، وعلى اللواتي يتأخّرن صباحاُ في تحضير أنفسهن للخروج من المنزل، أو يهرولن للقاء حبيب أو عشيق في ناحية ما أن يضطرّوا للبقاء على طبيعتهن فالتبرّج أصبح ممنوعاً على مرآة السيارة. ولمن يتلذذون في تناول قهوة الصباح الساخنة داخل السيارة على أنغام توافق مزاجهم الصباحي أن يعدّلوا مزاجهم بحسب مزاج الدّولة. باختصار، على اللبناني أن يتكيّف مع وضع جديد، فكلّ الأمور التي اعتاد القيام بها في السيارة من طبخ ونفخ وتبرّج وصبحيّة دعماً لنظريّة "توفير الوقت هيك هيك الوقت ضايع على الطريق" أصبحت ممنوعة بموجب قانون السير الجديد وغرامات ماليّة مرتفعة تعد الدولة بحزم مالية ضخمة.


المبكي المضحك


ويمضغ المواطن القانون السمج، يبتلعه بصعوبة تسهّلها النكات الساخرة التي انهالت على مواقع التواصل الإجتماعي منذ الإعلان عنه، فيتحوّل الواقع المبكي إلى وضع مضحك. وليس ما سبق ذكره تعبيراً عن موقف مناهض للقانون، ففرض شروط السلامة والغرامات الموجعة ضروريّة كرادع يحمي المواطن من نفسه ومن غيره، لكن لا بدّ من الإعتراف أن ثمّة مبالغة في سنّ الغرامات والقواعد القانونيّة.


وبعيداً عن الواقع المبكي، فلنتحدّث قليلاً عن الوضع المضحك، فقد تحوّلت منى بعلبكي الخطيب "أيقونة النكات" في كل ما يتّصل بموضوع الزحمة وقانون السير الجديد. ومن من اللبنانيّين لم يشاهد أو لا يتذكّر نهفات الضحك الكثيرة التي أثيرت بسبب تلك السيّدة "اللي عم تنقي بقدونس" في زحمة سير خانقة داخل سيّارتها؟ حتّى وإن غرّمها قانون السير الجديد لفعلتها، فهذا لا يلغي حقّها وحقّ كل مواطن في تغريم الدولة مقابل الساعات الطويلة التي تسرقها زحمة السير يوميّاً من حياته.


وتعرض "النهار" تفاصيل تلك اللحظة العفويّة التي دخلت سجّل النكت اللبنانية على واتساب وانستغرام ومواقع التواصل الإجتماعي منذ عام،لانتقاد زحمة السير الخانقة، بعد أن وضع الجيش الحواجز الأمنيّة عند مدخل الضاحية الجنوبيّة لمدينة بيروت. وعادت هذه الصورة لتظهر من جديد بعد صدور قانون السير لتذيلها تعليقات على مثال "ما عرفنا قدي ضبط البقدونس"؟ فما قصّة هذه الصورة؟


قصة الصورة
تضحك الخطيب للسؤال وتقول "أنا من سكّان الضاحية، وأخرج منها يومياً لإحضار إبنتي من مدرستها في الأشرفيّة، وخلال طريق العودة إلى البيت كنا نمضي يوميّاً زهاء ساعتين كحد أدنى ومن دون مبالغة عند حاجز الجيش بسبب الزحمة التي تفرضها الاجراءات الامنية. وفي أحد الأيام، وفيما كنت أنتظر كالعادة قمت بتحضير باقات البقدونس التي يبلغ عددها خمس باقات للإفادة من الوقت الضائع، فالتقطت ابنتي صورة لي وأرسلتها إلى خالتها التي وضعتها على صفحتها على "الفايسبوك" فانتشرت بشكل سريع بين الناس على مواقع التواصل والواتساب وإنستغرام".


وعن تعليق زوجها وأولادها عن الحالة التي خلقتها الصورة بين الناس قالت: "كانوا يجمعون النكات التي يطلقها الناس على الصورة ويتشاركونها في المنزل ويضحكون، في البداية انزعجت كثيراً من انتشار الصّورة خشية أن يطلق أحدهم عليها تعليقات بذيئة أو ما شابه لكن الجميع استخدمها لانتقاد الزحمة لا أكثر". وتضحك الخطيب مضيفة "على "القليلة صرت مشهورة"، كلما مررت في شارع أو دخلت إلى متجر يقولون لي شفنا صورتك إنت وعم تنقي بقدونس بالعجقة". ولفتت إلى أن مواقع إلكترونية كثيرة اتصلت بها لتسألها إذا كان في إمكانهم استخدام الصورة مع مواضيع ذات صلة بزحمة السير. وها الصورة قد عادت لتظهر من جديد مع صدور قانون السير "فالناس يستخدمون الصورة من باب السخرية ليسألوا عن الغرامة التي يفرضها القانون على البقدونس"، وأضافت ممازحة "أفكّر في وضع عدّة مطبخ صغيرة في السيارة لسيسرة أعمالي خلال الأوقات الضائعة وسط الشوارع، يحقّ لنا استثمار وقتنا المهدور على الأقل نحن نبتكر طريقة لنواجه زحمة السير في حلول عمليّة وممكنة، فيما على الدولة أن تبحث بنفسها عن حلّ لأزمة السير، وبدلاً من فرض قانون تعجيزي بغرامات مرتفعة لماذا لا تمنحنا حقّنا في إنارة الطرق وتجهيزها؟ دولتنا تطلب من المواطن كلّ شيء وفي المقابل هي غير مستعدّة لأن تقدّم له شيئاً".


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم