اشترِك في نشرتنا الإخبارية
يعاني البعض من انزعاج يومي فيما يشعر البعض بألم يشبه الشلل، هنا ما دفع العلماء إلى التوصل لنتيجة مفادها أنَّ "شدة التهاب المفاصل متصل بالجينات الخاصة بالشخص". إذ أشارت الدراسة إلى أنَّ الجينات لا ترتبط فقط بخطر الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي، بل تساهم في التنبؤ بمسار المرض.
ووجد علماء في جامعة مانشستر من خلال دراسة نشرت في American Medical Association ونشرت في موقع صحيفة "الدايلي ميل" البريطانية، ارتباطاً بين طفرة الجينات والاستجابة للعلاج، إلى جانب إمكان قياس خطر الموت وشدة المرض من خلال التصوير الطبي. وتبين للعلماء أنَّ من يحمل جينات وراثية مختلفة يعدُّ أكثر احتمالاً للإصابة بمرض شديد والوفاة المبكرة جراء أي مرض أو انتكاسة. وهنا لا بدَّ من الإشارة إلى أنَّ التهاب المفاصل الروماتويدي مرض يصيب الجهاز المناعي في الجسم ويهاجم المفاصل، مما يسبب ألماً وتورماً في المفاصل، ويعتبر أكثر شيوعاً في اليدين والقدمين والرسغين.
وتشير أرقام NHS (National Health Service) إلى أنَّ المرض يؤثر على 400 ألف شخص في إنجلترا وويلز، وتكون النساء أكثر عرضة بثلاثة أضعاف للإصابة به من الرجال. ويطال الفئة العمرية بين الـ 40 والـ70 عاماً، كما أنَّ نصف المصابين به يصبحون عاجزين عن العمل بعد الإصابة به. وقامت الباحثة آن بارتون وزملاؤها المشاركون في الدراسة باستطلاع بيانات أكثر من 6000 مريض بريطاني. ومن ثمَّ قارنوا هذه البيانات مع وجود اختلافات وراثية معروفة للتمكُّن من تحديد أمراض المناعة الذاتية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي. ووجدوا ارتباطاً قوياً بين عوامل وراثية معينة والمتضررين جراء الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي. وللتأكد من نتائج الدراسة كرر الباحثون هذه العملية على مجموعات مختلفة من المرضى.
وفي افتتاحية إحدى المجلات الأميركية، قال الدكتور ديفيد فيلسون من كلية الطب في بوسطن، والدكتور لارس كلاريسكوغ من مستشفى جامعة كارولينسكا في ستوكهولم، أنَّ "ظهور العوامل البيولوجية لهذا المرض، تساهم في معرفة كيفية التعامل مع هذا المرض، الذي أصبح أقل حدة منذ 20 عاماً". ولكن على الرغم من التوصل إلى علاجات فعالة إلاَّ أنَّ هناك شخصاً واحداً من بين خمسة مرضى لا يزال يعاني الألم والعجز". وفي هذا الصدد، لفت الباحثون إلى أنَّ هذه النتائج قد تزيد من القدرة على التنبؤ بالتهاب المفاصل الروماتويدي، ما يساعد في تحسين الاستراتيجيات العلاجية لمختلف المرضى عبر فهم الآليات الجزيئية التي تحدد مسار المرض والوفاة.
