الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

هل غارة القلمون اختبار إسرائيلي لـ"حزب الله"؟

المصدر: خاص – "النهار"
هل غارة القلمون اختبار إسرائيلي لـ"حزب الله"؟
هل غارة القلمون اختبار إسرائيلي لـ"حزب الله"؟
A+ A-

حتى الآن لم يبرز أي رد إسرائيلي رسمي على التقارير التي نشرتها بعض وسائل الاعلام العربية عن هجوم شنته طائرات سلاح الجو الإسرائيلي على مستودعات للسلاح الاستراتيجي في مرتفعات القلمون تابعة للجيش السوري. لكن هذا الصمت الإسرائيلي يدخل تحديداً ضمن سياسة "الإنكار" التي استخدمتها إسرائيل في جميع الغارات السابقة التي شنها الطيران الإسرائيلي ضد مواقع سواء في سورية أو في لبنان.
في مواجهة الصمت الرسمي الإسرائيلي، فإن تقارير الصحف الإسرائيلية، على رغم التزامها سياسة "الانكار" الرسمية، كانت واضحة في اعتبار ما جرى في القلمون هو عملية ردع إسرائيلية لا سيما وانها تزامنت مع إحباط الجيش الإسرائيلي عملية زرع عبوات ناسفة بالقرب من السياج الحدودي في الجولان وقتله ثلاثة من أفراد المجموعة التي نفذت العملية.
في رأي المعلق العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" رون بن يشاي فإن غارة القلمون هي بمثابة "اختبار للأسد ولحزب الله" ولقواعد اللعبة الجديدة التي أعلنها الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله في مطلع هذا العام بعد الهجوم الإسرائيلي على افراد دورية في الجولان أدت الى مقتل ستة عناصر من الحزب بينهم جهاد مغنية وجنرال إيراني رفيع المستوى، وردّ الحزب بعد اسبوع بهجوم على مركبات عسكرية في منطقة مزارع شبعا مما ادى الى مقتل جنديين إسرائيليين.
يقول بن يشاي: "لقد قررت إسرائيل "احتواء" الحادثة التي حدثت في كانون الثاني الماضي فلم يحدث التدهور، لكنه كان واضحاً منذ ذلك الحين أن ما كان قائماً لم يعد موجوداً. كما كان واضحاً أن العملية المقبلة لاحباط تهريب سلاح استراتيجي ستكون بمثابة اختبار للسياسة الجديدة لاطلاق النار لكل من حزب الله وسوريا. فإذا كانت إسرائيل وراء الهجوم فمعنى ذلك أن ساعة الاختبار قد حانت".
فهل معنى ذلك اننا دخلنا في مرحلة جديدة من الصراع بين إسرائيل و"حزب الله"؟ والى اي حد تريد إسرائيل جرّ الحزب الى مواجهة جديدة؟
في الآونة الاخيرة كثرت تحذيرات المسؤولين العسكريين من خطر "حزب الله" وحركة "حماس" واحتمالات انفجار الوضع على الجبهتين في اي وقت. كما حذّر وزير الدفاع الإسرائيلي قبل يومين من مغبة تهريب السلاح المتطور من سوريا الى الحزب ونية إسرائيل التصدي ومنع تهريبه بالقوة. لكن ثمة ما هو ابعد من ذلك، إذ يبدو ان إسرائيل وفقاً للمعلقين الإسرائيليين بدأت تشعر بتحول نوعي في مواقف "حزب الله" وامينه العام من مواجهة محتملة مع إسرائيل وان الحزب لم يعد يخاف من حدوث ذلك، وهو يعدّ نفسه لمثل هذه الاحتمالات.
ففي رأي إيال زيسر في صحيفة "إسرائيل اليوم" أن اعلان الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله مطلع هذا العام تغيير قواعد اللعبة مع إسرائيل والرد على كل هجوم لها بهجوم مضاد معناه أنه"لم يعد خائفاً من جولة قتال جديدة مع إسرائيل، بل هو يأخذها في الحسبان في أعماله وخطواته. لذا يتعين على إسرائيل ألا تتوقع أن يتصرف زعيم حزب الله بمسؤولية ويمنع التدهور، بل على العكس عليها أن تأخذ في اعتبارها أن الحزب سيواصل تحديه لها كما فعل طوال السنة الماضية وسيخرق الخطوط الحمراء التي وضعتها".
حتى الآن تتمسك إسرائيل "بهامش الانكار" ولم تعترف علناً بمسؤوليتها عن الغارة في القلمون، وهي بذلك تفسح المجال امام الطرف الآخر كي يستفيد من هذا الهامش والا يتورط في رد انتقامي يمكن ان يتدهور الى مواجهة خطرة. لكن ما حدث وما قد يحدث يُدخل لبنان من جديد في دائرة الخطر.


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم