الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

انحسار موجة نزوح الأنباريّين إلى بغداد والقوات العراقية تحرز تقدماً في محيط الرمادي

بغداد – فاضل النشمي
A+ A-

تعد مسألة النزوح واحدة من " التراجيديات الكبرى" التي طبعت تاريخ العراق المعاصر، سواء قبل تاريخ التاسع من نيسان 2003 او بعده. وقد ذاق ويلاتها جميع الشرائح والمكونات العراقية تقريبا، اذ ابتدأت باليهود في اربعينات وخمسينات القرن الماضي، ثم مرت بالأكراد الفيليين في السبعينات ووصلت الى اكراد اقليم كردستان في التسعينات، وكانت نهايتها مع الشيعة والسنة والايزيديين والتركمان والمسيحيين بعد عام 2003. وفي سياق النزوح الاخير لمواطني محافظة الانبار الذين يقدر عددهم بنحو 200 الف نازح، لاحظ مراقبون ان مستشار الأمن السابق وعضو مجلس النواب الحالي موفق الربيعي، اخفق حين وصف نازحي الانبار بـ"حصان طروادة" في اشارة الى امكان دخول بعض عناصر تنظيم "داعش" مع هؤلاء الى بغداد ومحافظات جنوبية اخرى. واعتبروا، انها "زلة لسان" كان يجدر بالربيعي عدم الوقوع فيها في ظل ظروف النزوح القاسية التي تعرض لها الأنباريون نتيجة الحرب ضد "داعش" التي تسيطر على مناطقهم.


وتصريحات الربيعي اثارت استغراب البعض، لأنها بنظره تتجاهل البعد الانساني لنزوح آلاف العوائل بأطفالها ونسائها وشيوخها، وتركّز على القضية في بعدها الامني فقط، علما ان دخول بغداد غير محظور على اهل الانبار وغيرهم، سواء بعد موجة النزوح الاخيرة او قبلها. ومعروف ان "العناصر المندسة" كما وصفها موفق الربيعي في تصريحاته، تستطيع دخول بغداد مع النازحين او بدونهم. وكما يقول المحلل الامني هشام الهاشمي، ان "داعش ليس في حاجة الى حصان طروادة لدخول بغداد". ومع ذلك، وبرغم توقف موجة النزوح الانباري الى بغداد في اليومين الاخيرين نتيجة تطهير القوات الامنية بعض مناطق الرمادي من قبضة "داعش"، فان القضية لا تزال تلقي بظلالها الكثيفة على مجمل الاوضاع في بغداد ومحافظات اخرى، وخصوصاً بعد اشتراط السلطات الأمنية في بغداد وجود "كفيل ضامن" لدخول الاسرة المدينة، الى رفض مجلس محافظة بابل السماح بدخول الشباب الانباريين الذين تراوح اعمارهم بين  18 و 50 سنة والسماح لبقية الفئات من النساء والاطفال والشيوخ فقط بالدخول.
ومع ان رئيس الوزراء حيدر العبادي الغى مسألة الكفالة لدخول النازحين الى بغداد، فان التصريحات التي يطلقها بعض الساسة، ولا سيما منها تلك التي أدلى بها رئيس لجنة الامن والدفاع النيابية حاكم الزاملي عن دخول نحو 1000 عنصر داعشي مع النازحين الى بغداد وغيرها، تغذي الهواجس الامنية وتزيد مخاوف بعض البغداديين من ان يؤدي ذلك الى كسر الهدوء النسبي الذي تعيشه بغداد في الاشهر الاخيرة، على رغم استبعاد بعض المصادر الامنية دخول هذا العدد من عناصر "داعش" مع النازحين. ومع ذلك، وذا كانت بعض القوى السياسية السنية او الشيعية تسعى الى اللعب على ملف النازحين او استغلاله، فقد اظهرت الازمة الاخيرة نوعا من كسر قاعدة الخوف بين السنة والشيعة على المستوى الشعبي، اذ اقدم كثير من الشيعة على مساعدة النازحين، وكانوا محل ترحيب في الكثير من مناطق بغداد.


تطورات ميدانية
الى ذلك، افادت مصادر امنية واعضاء في مجلس محافظة الانبار، ان القوات الأمنية من الجيش والشرطة ومقاتلي العشائر، تمكنت أمس من تطهير ثلاث مناطق شمال الرمادي كان يسيطر عليها تنظيم "داعش".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم