فرعون: حياد لبنان عن الأزمات الخارجية يؤمن استقراره

أكد وزير السياحة ميشال فرعون أن "نجاح الخطة الأمنية حتى الآن يبقينا في انتظار حل سياسي على شكل سلة كاملة يشبه ما تم التوصل اليه في الدوحة، ويضم الاتفاق على رئيس الجمهورية وقائد الجيش وقانون الانتخاب وتشكيل حكومة جديدة".

ولفت في حديث إذاعي الى أن "الحل الموقت لموضوع قيادة الجيش هو التمديد إلا أن مدة هذا التمديد غير محسومة حتى الآن، ولكن السؤال الأساسي والخطير هو الى متى يستمر التمديد للفراغ الرئاسي والذي يستتبع أزمات في مواقع أخرى ومنها قيادة الجيش؟"

ورأى أن "الأزمة الرئاسية تتفاقم أكثر فأكثر وتنعكس شللا زاحفا على المؤسسات، على الرغم من الدور الذي تقوم به الحكومة، ويبقى غير مكتمل من دون رئيس للجمهورية".

وأشار الى أن "مجلس النواب ليس عاجزا عن انتخاب رئيس بل هناك فريق سياسي يعطل ذلك، وتجدر الاشارة هنا الى أن سلاح التعطيل كان متوفرا دوما في النظام اللبناني إلا أنه لم يستخدم يوما من أي فريق سياسي ما يجعل من الأزمة الرئاسية اليوم سابقة خطيرة يجب وضع حد لها فورا".

وقال: "هذا التعطيل هو طعن للعقد الديموقراطي والميثاقي وأيضا طعن للناس، مصدر السلطات، الذين انتخبوا النواب ليقوموا بدورهم فإذا ببعضهم يحجم عن ذلك. أي نظام هذا الذي يفتقد الى رئيس والى قانون انتخاب والى موازنة منذ تسع سنوات؟"

وتوقف عند "القرار الدولي لحماية لبنان ونجاح تنفيذ الخطة الأمنية، فلبنان يملك صيغة حكم قابلة للحياة على الرغم من التعددية الطائفية، في حين تبحث دول عربية عدة اليوم عن صيغ لنظامها تؤمن الاستقرار فيها". ورسم "خريطة طريق لتأمين الاستقرار في لبنان تقوم على حياد لبنان عن الأزمات الخارجية وليس عن عروبته، وعلى أن يكون لبنان وطن حوار مؤسساتي وأن نعتمد خطة استراتيجية في مواجهة الخطر الاسرائيلي، ويجب أن تكون الحدود اللبنانية مقدسة في حين يفرض الجيش والقوى الامنية الأمن على كامل الأراضي اللبنانية".

وردا على كلام الأمين العام ل "حزب الله" السيد حسن نصرالله عن الأحداث في اليمن، أكد أن "ما يهم هو موقف الحكومة من هذه الأحداث أو من غيرها، والسعودية تعمل وفق القرارات الدولية في حين يتدخل حزب الله عسكريا في دول أخرى، متجاوزا الدولة اللبنانية وحاصرا بنفسه قرار السلم والحرب".

وعن السجال بين "تيار المستقبل" و"حزب الله" ومدى تأثيره على استمرار الحوار، رأى أن "سلوك حزب الله وخطابه وتدخله في شؤون دول أخرى استتبع ردودا وأنتج توترا، وهذا السجال لن يجمد الحوار لأن الأخير ولد في عز التوتر بين الفريقين".

ولفت الى أن "جولات الرئيس سعد الحريري مهمة وخصوصا أنه يملك ثقة ورصيدا في عدد من الدول، تماما مثل والده الرئيس الشهيد، وهو يسمع كلمة لبنان في هذه الدول".

وعن الهبة السعودية للجيش التي سيبدأ تسليم الجزء الأول منها، رحب بهذه الهبة "التي تأتي في سياق إجماع خارجي على دعم الجيش اللبناني يجب أن نستفيد منه لكي يكون الجيش قادرا على صعيد التجهيزات والأسلحة على القيام بمهامه الصعبة على كامل مساحة لبنان".

وتوقع أن "تنجز الحكومة الموازنة في الجلسة المقبلة، والنقاش حولها كان منتجا ومفيدا ويمكن على أساسها أن يتم إقرار سلسلة الرتب والرواتب، لأن النقاش الذي كان قائما حول السلسلة من دون توفر موازنة لم يكن بناء".

وردا على سؤال عن واقع بلدية بيروت، عبر عن "عدم الرضى على أداء البلدية"، وقال: "هناك محافظ جديد يعالج الملفات بجدية وأعضاء نثق بكافاءتهم، إلا أن الصيغة المتبعة في إدارة البلدية تمنع الإنتاجية وتعطل الكثير من القرارات، الأمر الذي يحول دون تحقيق الإنماء المطلوب وخصوصا في الأشرفية والرميل والصيفي والمدور، علما أن قدرتنا كنواب على معالجة هذا الأمر محدودة على عكس ما يظن كثيرون، من دون أن يعني ذلك السكوت عنه وعدم وضع الإصبع على الجرح والمطالبة المستمرة بأن تؤدي البلدية الدور الإنمائي المطلوب منها على أكمل وجه".