الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

بهية الحريري كرمت مروان حمادة بمنحه درع الطائف وطلاب صيدا حاوروه

المصدر: "صيدا- النهار"
بهية الحريري كرمت مروان حمادة بمنحه درع الطائف وطلاب صيدا حاوروه
بهية الحريري كرمت مروان حمادة بمنحه درع الطائف وطلاب صيدا حاوروه
A+ A-

كرمت النائبة بهية الحريري الشهيد الحي الوزير السابق والنائب مروان حمادة في احتفال اقامته في مجدليون و منحته درع ووسام الطائف تكريما لمسيرته الوطنية والانسانية .
حضر االحفل: الرئيس فؤاد السنيورة ،رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب دوري شمعون، والنواب" محمد الحجار، فؤاد السعد، واللواء انطوان سعد "، ممثل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط وكيل داخلية اقليم الخروب في الحزب سليم السيد، مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان ، مفتي صور ومنطقتها الشيخ مدرار الحبال ، راعي ابرشية صيدا ودير القمر للمورانة المطران الياس نصار، محافظ الجنوب منصور ضو، نائب رئيس تيار المستقبل انطوان اندراوس والأمين العام المساعد للتيار بسام عبد الملك، ومنسق عام الجنوب الدكتور ناصر حمود، رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو ابو كسم، نقيب الصحافة عوني الكعكي ، ممثل قيادة الجماعة الاسلامية في الجنوب حسن ابو زيد، رئيس بلدية صيدا بالانابة ابراهيم البساط، وحشد من الفاعليات الرسمية والروحية والقضائية والأمنية والاقتصادية والبلدية والاجتماعية والتربوية والأهلية وشخصيات اعلامية وعائلة المحتفى به.
الحريري
بعد الوقوف دقيقة صمت تحية لروح الرئيس الشهيد رفيق الحريري والنشيد الوطني اللبناني وعرض فيلم توثيقي عن مسيرة مروان حمادة وابرز المحطات في حياته وعلاقته بالرئيس الشهيد ، القى منسق عام الشبكة المدرسية نبيل بواب كلمة ترحيب .


ثم تحدثت الحريري فقالت:أحبّ الحياة وأحبّته .. فبحث عنها في كلّ مكان..أحبّ الناس فكان له في كلّ زاوية من هذا العالم صديق .. أحبّ العائلة فكان قريباً من الوالد الكبير والشقيقة العظيمة والشقيق الصديق.. وأنشأ أسرةً كريمة حفظها الله .. أحبّ وطنه فترك كلّ الأمكنة ليبقى في وطنه الحبيب لبنان..أحبّ الحرية فعمل في صاحبة الجلالة الصحافة الأحبّ إلى الحرية.. أحبّ الوفاق والوئام فاستوطن عند المفترقات حتى إذا ما أضل صديق صديقه وجده عند مروان .. أحبّ السلام فاسقط كلّ خطوط التّماس وكان دائماً جسراً بين هنا وهناك وهنالك.. أحبّ المسؤولية فكان خير من تحمّلها في الحكومات والبرلمانات .. أحبّ التّنوع والإنفتاح والإبداع والإبتكار فاحترم كلّ الأزمنة والثّقافات واللغات.. أحبّه رفيق الحريري حين التقاه وهو يبحث عن خلاص لبنان بين وديان الحقد وجبال الدمار..كان لقاؤهما قدراً وليس صدفةً أو اختياراً .. وهكذا كان الحال بين الباحثين عن حياة الوطن بين ركام الموت والدمار.. كانت طريقهما واحدة.. وغايتهما واحدة.. وهي الحرية والسيادة والإستقلال .. وكان معهما نخبة من القادرين والمؤمنين بقيامة لبنان.. رغم الأهوال والتحديات.. عملوا ليل نهار.. ومعهم قادة وطنيين كبار وأشقاء وأصدقاء.. حتى وثّقوا الوفاق وأعادوا إلى لبنان النّظام والوحدة والأمل والرجاء..حملوا حلمهم وحبهم.. وخاطبوا الكبار والصغار.. وقرّبوا البعيد وأبعدوا البغيض.. صاروا عشرات ومئات وآلاف ثم مئات الآلاف.. ونبض قلب بيروت بالحياة وعاد إليها كلّ من أحبّها وكلّ من تنكّر لها..ضاق صدر من اعتقدوا بأنّ حياة لبنان ذهبت إلى غير رجعة ووحدتهم سابع المستحيلات.. ضاق صدرهم من المودة والرحمة والأخوة والاستقرار والعمل والإنجاز.. ضاق صدرهم من الغناء والفرح والأعياد..ضاق صدرهم من التلاقي الوطني وتجاوز الأحقاد والذكريات.. ضاق صدرهم من رياح الحرية والديموقراطية ومن ثقة الأشقاء والأصدقاء..ضاق صدرهم من بيروت الحبيبية .. بيروت المدينة ومن وقارها وحرمتها وتألّقها واحتضانها لكلّ أبناء لبنان .. ضاق صدرهم من أحرار لبنان .. من طرابلس وعكار والبقاع والجنوب وجبل لبنان .. فكان ما كان.. وأصيب الكلّ بمروان.. ونجا الكل بمروان.. فصرنا معه كلّنا شهداء وكلّنا أحياء.. رفيق الحريري اليوم الأكثر سعادة وإطمئناناً لأنّه لو كان معنا ..لكرّم من نكرّمه الآن .. هذا ما كان يريد القيام به سعد الحريري في الواحد من تشرين الأول الماضي..أشكركم على إستضافتي في بيتكم في مجدليون ومدينتكم صيدا.. وأشكركم على مشاركتي لكم فيما نحبّ أن نقوم به جميعاً نحو الشاهد الأمين.. والشهيد الحيّ .. جندي الوفاق الوطني المجهول.. الأخ والصديق والرفيق مروان حماده..
حمادة
وتحدث حمادة فقال: قبل ان اتشرف بلقائكم التقيت نخبة من الطلبة من اشلبكة المدرسية في صيدا والجوار بفضل جهود السيدة الفاضلة بهية الحريري . هذا اللقاء اعتبرته تكريما لي يساوي الى حد بعيد هذا التكريم ، لقد كرمتني مرتين سيدة بهية ، مرة بهذا الجيل الجديد الذي كله امل ووحدة وتالق ، والتقيت باولاد صيدا وجوارها والاقليم والشوف .. اين صيدا واين الشوف .. نحن واحد.
واضاف: المكان: مكتب وزير السياحة، صبيحة يوم مُشمس من ربيع 1981. رنين هاتف. على الخط، الشيخ رفيق الحريري من الرياض. لم اكن اعرفه. سمعت عنه طبعاً انه من روّاد العصامية اللبنانية المتألقة فيما نحن تائهون في جولات الحرب اللبنانية. صوت ودي هادىء:" استاذ مروان بدّي اشكرك على اهتمامك بصيدا ومرفئها" . قلت عفوياً "صيدا بتمون شيخ رفيق، فهي مرفأ وبوابة الجبل.والجنوب. بل كانت تاريخيّاً"عاصمتنا".هذه هي الكلمات الاولى التي تبادلتها مع الشهيد رفيق الحريري قبل ان يصبح وسيطاً فمدبراً فراعياً فرئيساً للميثاق الجديد. كنّا قبل يوم وفي مجلس وزراء عاصف اصطدمنا بالوزراء البيروتيين والطرابلسيين والبقاعيين أي بأغلبية مجلس الوزراء حول مشروع توسعة مرفأ صيدا. قلّة منا اذكرمنهم المرحومين الدكتورنزيه البزري وخالد جنبلاط وقفا مع المشروع الذي سقط بالتصويت الجائر. لكن شهامة الرفيق المعبّر عن وفاء صيدا لمن وقف معها تحولت الى علاقة وطيدة ، فصداقة عميقة، فتحالف ثابت مع ابن هذه المدينة الفريدة بتاريخها العريق وبحاضرها النضالي.سنة كاملة مرّت على هذه المحادثة واذا بالخط مع الرياض وجدّه وباريس يتحوّل خطاً مفتوحاً مع الشيخ رفيق . تكثّف التواصل وزادت فيه الحرارة خصوصاً بعد العدوان الاسرائيلي الوحشي على صيدا واجتياح لبنان وحصار بيروت. كنت اعرف مدينتكم العملاقة اصلاً بابنائها وعمرانها ، فتعرفت اذذاك على ترفعها على الشهادة والدمار بفضل ثنائي المقاومة الباسلة والظاهرة العجائبية: ابو بهاء. ابو بهاء الطبيب ،ابو بهاء المهندس، ابو بهاء المربي ، ابو بهاء المواسي ، وقبل كل شيء ابو بهاء الطاقة القيادية والوطنية القومية والوفاقية ، الصابرة على الاحزان والمآسي والخراب ، الاطفائي للفتنة، الكاسح للانقسام ، الساعي في كل لحظة الى وقف للنار والى مؤتمر للسلام والى وثيقة للاصلاح والى ميثاق للعيش المشترك.
وتابع:رفقة العمر والعمل هذه عَبَرنا بها من مؤتمرات جنيف ولوزان الى اسقاط السابع عشر من ايار الى حكومة الوفاق الى محادثات الاتفاق الثلاثي ثم الى ما سمي بأوراق غلاسبي والتي شكّلت كلها روافد لمسودّة وثيقة الوفاق الوطني التي عمل الرئيس الشهيد على اقرارها ثم ابرامها ثم تطبيقها .جولات وصولات ولكن الثوابت هي هي: لبنان في قلبه، فلسطين في عروقه، العروبة في عقله، بيروت في حلمه وصيدا في همه ، لا يكّل ولا يمّل عملاً وابداعاً ، وديّ مع الجميع حتى مع خصومه ، الى ان غدرت به الايادي التي لم تكن تريد من اتفاق الطائف الا ما رأته يناسب احتلالها وهيمنتها واستغلالها.هكذا كانت البداية التي لم يكن لها يوماً نهاية رغم الاغتيال الغادر. فنحن ، رفاق الرفيق ، نحن اصدقاؤه ومحبوه ومعاونوه نعبُراليه في كل لحظة من خلال سيدة اصيبت هي ايضاً بعدوى العصامية والانسانية والابداع العائلي: إم نادر، السيدة بهية التي رافقت شقيقها رفيق في كل مراحل حياته العائلية والسياسية كما في كل محطات الانماء والعطاء. الست المربية تحوّلت بمؤازرة كريمة وصبورة من الحبيب ابو نادر وسنة بعد سنة، من مواكبة الرعاية الى رعاية كاملة الاوصاف تحيط ابو رفيق وام رفيق الوالدين الخارقين لقلوب الجميع، والاولاد والاحفاد كما بهاء والمرحوم حسام وسعد والعزيز العزيز شفيق ومن تمثيلها لصيدا الى تألقها الوزاري والنيابي والاعماري والثقافي والدولي. انطلقت إم نادر من أزقّة وصروح صيدا القديمة التي احبت ورممت الى قاعات الاونيسكو حيث تألقت الى تجسيدها اللبنانية الاولى فعلاً لا لقباً في كل المجالات.لقد عشنا معك، يا سيدتي الفاضلة، لحظات الصمود في الجنوب ولحظات الصراع في بيروت و مفاصل الافراح والاطراح العائلية والوطنية حتى ساعة الغدر والشؤم الكبرى.عندما اضعنا البوصلة من هول الكارثة، بقيتِ واقفة فوقفنا، صامدة فصمدنا، حكيمة فتعقلنا، وفية فتحلقنا حولك كلما ضاقت بنا الآفاق السياسية والخيارات التربوية والهوامش الثقافية.
وقال: السيدة الفاضلة، ايها الحفل الكريم،ان صفحات الماضي، الجميل منها والقبيح، لا تطوى من غير انفلاشها بشكل او بآخر على الحاضر والمستقبل. فما تعرضنا له في فلسطين من عدوان واغتصاب لم ينته فحسب بل ولّد الى جانب النكبة القومية والمآساة الانسانية سلسلة من المتفرعات الدرامية التي حلّت ببلادنا مجتاحة الارض والشعب، مدمّرة العواصم والريف، معتدية على الكرامة منقضة على الهوية .من هنا اهمية الصوت النابع من صيدا. فالعروبة تجد بينكم موطنها والحرية تعتز هنا بحصنِها ولبنانية العيش المشترك تتجلى عندكم بأسمى مظاهرها، وتحط في هذا البيت لتجمع الاحزاب والطوائف والمذاهب ولتحمي الوحدة الوطنية من عدوان الخارج كما من فتنة الداخل.عندما اتذكر الصمود في وجه الاعتداءات على صيدا والجنوب ارى صمود بهية الحريري. عندما اخشى من تصدّع التضامن اللبناني والفلسطيني اطمئن الى جهود بهية الحريري. في كل شأن انمائي نحاول اللحاق بها، في كل واجب اجتماعي نلهث وراء اندفاعها . لذلك ومن دون التطفل على التكريم لاية غاية ارفع الصوت من هذه الهضاب الجنوبية لأؤكد على وقوفنا الى جانب دمشق الثورة وبغداد الوحدة ويمن الحزم ورياض العزيمة وقاهرة الارهاب في وجه الدكتاتوريات الزائلة والانقلابات الزاحفة والشعوبية المطلة.كما أؤكد من هذه الهضاب الجنوبية ان اللبنانيين لن يقبلوا ان تبقى جريمة اغتيال الشيخ رفيق دون عقاب. المحكمة ايها الاخوة، مستمرة في اظهار الحقيقة من جوانبها كافة تحريضاً وتدبيراً وتنفيذاً وستطال القتلة مهما علا شأنهم او أُخفيت آثارهم.لقد تشرّفت اليوم بتلبية دعوتك الكريمة الى تكريم كنت اشعر بحفاوته وحرارته كلما التقيتك مندفعة الى خدمة شعبكِ واجياله الطالعة ، اشعر بالتكريم كلما اقبّل يديك الطاهرة، قبلات تَعبُرُ من خلالك الى صاحب الامانة الرئيس الشهيد والى الامناء افراد هذه العائلة اللبنانية العزيزة والى الابطال ابناء مدينة صيدا العريقة.إم نادر، لن انس هذه اللحظات لقاءات اليوم مع جيل يقرأ في كتاب رفيق الحريري، كتاب تُجَسديّه وكأنك حية فيه .الشكر كل الشكر لك ولكل من لبّى دعوتك الكريمة . تحية الاكبارامام صيدا ، صيدا لبنان والعروبة ،المحتفلة بالذكرى الاربعين للحرب المشؤومة والتي كانت هي عند كل مفصل ، الضحية الاولى والفينيق الدائم. من هذا البيت اذن تحية الوفاء الى روح الرئيس الشهيد وتحية الولاء الى مسيرة الشيخ سعد وتحية العرفان لسيدة البيت وحاميته.
بعد ذلك قدمت الحريري الى حمادة درع ووسام الطائف ، ثم اولمت على شرفه بمشاركة الحضور .
لقاء مع الطلاب
وكان سبق الاحتفال لقاء حواري للنائب حمادة مع طلاب عدد من مدارس الشبكة المدرسية لصيدا والجوار في قاعة ثانوية رفيق الحريري وضمن انشطة الشبكة احياء للذكرى السنوية العاشرة لإستشهاد الرئيس رفيق الحريري، تناول فيها النائب حمادة بعضا من محطات مسيرة الرئيس الشهيد وعلاقته به ومرحلة محاولة اغتيال حمادة ثم اغتيال الرئيس الشهيد وصولا الى اقرار المحكمة الدولية وشهادته الأخيرة امامها. حيث اعتبر حمادة ان المحكمة من خلال الدلائل والشهود العمليين والسريين ستصل الى تحديد المحرض والمدبر والمنفذ وبالتالي ستتوصل الى معرفة الحقيقة ومحاكمة القاتل ...
وردة الزامل
اللقاء الذي شاركت فيه الحريري وحضره منسق عام المستقبل في الجنوب الدكتور ناصر حمود ومديرة الثانوية رندة درزي الزين، وعدد من مدراء مدارس الشبكة المدرسية ، وسبقه عرض فيلم وثائقي عن حمادة وترحيب من نبيل بواب ، ادارته الاعلامية وردة الزامل التي قدمت لحمادة بالقول: شاءت يد القدرة الالهية ان تخلص مروان حمادة من شر ايادي الغدر على رفيق الحريري عل رفيق الحريري يتلقى الرسالة ويصدق انها له وعليه ان ياخذ اقصى درجات الحيطة والحذر ولكن بعض الحذر لم يمنع القدر فقدر مروان حمادة ان لا تجف دموع عينيه منذ14 شباط 2005 دمعا وحزنا ومرارة على صديق العمر والرفيق الذي لم يهدأ له بال الا بمعاينة مروان والصديق يوميا وفي كل لحظة منذ ذلك الاول من تشرين ال2004 ويشجعه على استعادة الحياة الى ان دقت ساعة الاجرام في 14 شباط 2005 الأسود.. ولكن الطيبين الاوفياء يولدون اكثر من مرة ، مروان حمادة ولد ثانية في اول تشرين الاول 2004 ورفيق الحريري ولد مرة ثانية شهيدا بطلا محررا لوطنه في 14 شباط 2005 ..
والقت المديرة رندة الزين كلمة الشبكة المدرسية لصيدا والجوار فاعتبرت ان هذا اللقاء مميز لجهة الطريقة التربوية من الإسهام في إحياء ذكرى الرئيس الشهيد، طريقةِ استضافةِ شخصيّةٍ وازنةٍ ومؤثّرةٍ ومحببة، للإضاءة على جوانب من سيرتِهِ وحياتِه ونهجِه
حمادة
وتحدث حمادة فقال: ان ابن الشوف والشوف عبر الاقليم الحبيب هو جزء من صيدا وصيدا كانت عبر التاريخ وفي مراحل عدة عاصمة جبل لبنان وعاصمة جبل لبنان الجنوبي خصوصا ، وصيدا كانت دائما عنوان العيش المشترك كما كان الجبل قبل ان تحل المحن بنا جميعا..نحن جيلنا وساخبركم عن الماضي ، لأننا في الذكرى الأربعين لانطلاق الحرب الأهلية المشؤومة . 13 نيسان لا تتذكروه لكن لا احد من اهلكم اذا سألتوه اين كان حينهاعندما انفجرت الحرب سيخبركم لأنها الذكرى الأكثر التصاقا بالذاكرة اللبنانية الجماعية والعامة . ورغم كل ما مررت عبر هذه العقود من الحياة والنضال في مجالات مختلفة تسمح لي بالتحدث عن كل هذه البوتقة ..جئت احكي من موقع المتفائل بمستقبل لبنان وايضا بمستقبل المنطقة ..كثيرون يتعجبون من ذلك ولكن عندما اتذكر الحرب التي كنا للأسف فيها ليس فقط حاضرين مناضلين بل كنا في بعض الأحيان شركاء فيها ،وفي مراحل كثيرة اختلط فيها الدفاع الأساسي ضد العدوان الاسرائيلي التي كانت صيدا وجوارها اول الأهداف ، وهذا ما سمح لي ان اتعرف اكثر ليس فقط الى شهدائكم الكبار ، الشهيد معروف سعد ، والشهداء الذين اطبق عليهم الطيران الاسرائيلي في الأبنية والجوامع والمدارس والمستشفيات والمخيمات . كنت انذاك وزيرا شابا في الحكومة التي واجهت الاجتياح ، واتذكر ان صيدا كانت ليس فقط الضحية الأولى بل تعرضت لذبح جماعي لهذه المدينة التي كانت مدينة المقاومة للعدوان ولكل افات المجتمع اللبناني وازماته ، اكتشفت وراء هذا الدخان الأسود اعجوبة اسمها رفيق الحريري ، اكتشفته اولا شاكرا لي وقوفي الى جانب صيدا ، واكتشفت بعد ذلك ونحن محاصرون في بيروت وصيدا في اتون الحرب لا يكل ولا يمل بحثا عن ارسال باخرة ،او خارقا حصار ،عن موزعا مؤونة عن مساعدا مستشفيات عن ناقلا جرحى الى الخارج بالطائرات الخاصة ، ومن ثم اكتشتفته عندما اكتشف لبنان ونور لبنان وامله من خلال الطلاب. واظن انه سيحكى كثيرا عن رفيق الحريري ابو الطائف اي الوفاق الوطني ابو الاعمار.. كل ذلك ندين به لرفيق الحريري .. كنا نجول وراءه نضع حجارة اساس للبناء .... قالوا عنه انه يهتم بالحجر.. فمن الذي يسكن بالحجر اليس البشر !.. وانا من المذهب التوحيدي الاسلامي الدرزي لا اتذكر يوما ان رفيق الحريري تاخر لتلبية طلب منحة لشاب درزي او مسيحي من دير القمر او من الجوار ، كان يعاملنا مثل الاقليم وصيدا وبيروت ، وهناك مئات الشابات والشباب الذين عادوا اليوم مع شهاداتهم ربما 80 او 90 % اوفياء و10 %انجرفوا تحت التعمية السياسية في محاولة لتحطيم صورة رفيق الحريري ..كان يجول بين المتحاربين يرجونا لنوقف اطلاق النار ، ينطلق وحده هو والشهيد ابو طارق بين زعماء المحاور في بيروت لمحاولة لملمة الوضع ..
واضاف: عندما احكي عن الماضي اقول ان هناك شيء اليوم يحميكم ويحمي لبنان ليس فقط هذه الصورة البهية والشقيقة بهية ، ولكن ايضا هذه الذاكرة الجماعية التي تحول بين اللبنانيين وبين الوقوع مجددا في الحرب الأهلية وهذا الدرس كبير وربما من اهم ما يجب ان يدخل الى قلب وعقل ونفس كل واحد منكم .. نحن اخطأنا وانجرفنا وراء قضايا كبرى ولا تزال كبرى، فلسطين، استقلال لبنان، القرار الوطني المستقل، المشاركة ، التوازن في السلطة ، التعديلات الدستورية كل ذلك مهم.. ولكن لا شيء كان يحرز مذبحة بين اللبنانيين ..يكفي اليوم ان ننظر لما حدث لأخواننا الأشقاء وانا قومي عربي وناصري ..نحن اليوم من رفيق الحريري ناخذ درس الماضي وفتح امال على المستقبل ...
وتابع: كان جيل بداية السبعينات موحدا الى حد بعيد ، اذكر الاتحاد العام لطلبة لبنان كانوا ينزلوا بالمظاهرات موحدين مع بعضهم ، من كل التيارات والتوجهات ، لمطالب الطلاب ، وكان الاتحاد العام العمالي قبل ان يصاب بهذه الشرذمة اليوم ، كان اتحادا يجمع كل عمال لبنان ، وعندما وقعت كارثة معامل غندور كانوا جميعا في الطريق موحدين للمطالبة بحقوق العمال .. جاءت البذرة الطائفية دخلت بين المسلمين والمسيحيين ، وبين كل منهما لوحده . ووقع اقتتال بينهم اصبح من كانوا بنفس التظاهرة كل منهما في متراس يطلق النار على الآخر . برايي ان الكبار تعلموا لأنهم اكتووا بالحرب والشباب هم اجمل بوتقة تجميع جغرافيا وطائفيا وربما حزبيا ، هناك ما يحول بينهم وبين استعمال العنف واصبح العلم يتقدم على العنف .. لا يمكن ان يعود لبنان يهيمن عليه احد ، هذا بلد مشاركة وحوار ووئام ولا يعيش الا هكذا ، ولا تخافوا اذا قيل عنه بلد طائفي ، اليوم ربما هذه الصيغة الطائفية الهشة التي لا بد ان نفتح نافذة منها على المستقبل اللاطائفي.
ثم اجاب حمادة على اسئلة الطلاب فقال ردا على سؤال حول المحطات الأبرز في مسيرته مع الرئيس رفيق الحريري : لا اختصرها بمحطة ، ولكن اكتشاف الرئيس الحريري بدا كما قلت من رنين هاتف ، وتطور سريعا للعمل على تخفيف ماسي اللبنانيين . رفيق الحريري عمل بفترة ليس فقط حامل صناديق مؤن بل جارف للأنقاض وتعرفنا عليه بكل تلك المحطات لكن اهم محطة هي عندما حط في دمشق حيث كنا نهيء لمؤتمر للسلام وجاء مندوبا عن المملكة العربية السعودية اختاره الملك عبد الله انذاك ليكون وسيطا لمعرفته انه قادر على ذلك وهو مؤمن بذلك المحطة الكبيرة عندما سافرنا سويا الى جنيف ولوزان وكرت السبحة واخذت معنا عشر سنوات هذه المحطات لتجمعنا محطة حتى توصلنا الى اتفاق الطائف ..اتفاق الطائف وصية رفيق الحريري ووصيتي لكم حافظوا على اتفاق الطائف ، واعتبروا ان لديكم اليوم فرصة نادرة لتسوقوا هذا الاتفاق في سوريا الممزق وفي العراق المقسم وفي مصر التي عانت من هذا التمزق وفي البحرين وفي فلسطين ..
وعن علاقته الصحافة والحنين اليها قال: الذي يكون صحافيا لا يمكن ان يتوقف عن ان يكون صحافيا حتى في مقاربة الأمور السياسية يلجأ الواحد الى الثقافة العامة التي تعطيه اياه الصحافة الصحافي يجب ان يكون باحثا يتطلع الى كل شيء ويدرب ذاكرته لكي يستطيع اذا كان على الهواء او امام ورقة او وراء الشاشة لكي يستطيع ان يوصف الأمر وهذا ساعدني باعمالي الأخرى . وبالتالي اذا رايت بتاريخ لبنان كثر جاءوا من الصحافة الى رئاسة الجمهورية ووزارات وكثر سقطوا شهدءا .
وعن رايه بالصحافي الذي يشتغل سياسة قال:هناك نوعان : الصحافي عليه اولا ان يروي الحادثة ويصفها وله اذا كان سياسيا ان يحللها ويعلق عليها وهذا حق من حقوقه ، لكن عليه ان يكون دقيق في نقل الخبر ووصفه ، وان يبقي مجالا للراي الأخر ، ان يكون موضوعيا في التحليل وهذا مهم في كل عمل نقوم به .
هل يعود الحلف الرباعي ؟
وسأله احد الطلاب :هل يمكن ان يعاد الحلف الحلف الرباعي الذي جرى في الـ2005 ، في الانتخابات القادمة ؟ فأجاب حمادة:في المرحلة الحالية على مستوى الحوار الداخلي حاليا لا ارى حتى الان مجالا لتحالف انتخابي لكن.. لماذا ، قبل ان نصل الى انتخابات لأن من علاتنا اننا نواب ممد لهم ، قبل ان يتم انتخاب رئيس للجمهورية ويعود انتظام الحياة السياسية لا يمكن ان تقوم بتحالفات بين قوى تتحارب سياسيا وكل حلفائها بالخارج يتحاربون عسكريا .. في الـ2005 كان الوضع مختلف كان هناك امل كبير بان نجمع لأول مرة خارج الوصاية السورية فرقاء المستقبل الذي كان جريحا باغتيال مؤسسه الرئيس الشهيد ، وحزب الله الذي لم يكن بعد التحقيق قد توصل الى اتهام خمسة من اعضائه باغتيال الحريري .كان هناك امل ان القوات اللبنانية لا زالت منحلة ورئيسها بالسجن ، وان ناتي بالتيار الوطني الحر والحزب التقدمي الاشتراكي وحركة امل طبعا ، وان نجري فعلا انتخابات تنم عن وحدة وطنية عميقة تحل محل الوصاية التي كانت توقع الصدام بيننا نحن اللبنانيين ، كانت تخلق المشكلة وتأتي لتحلها .. اليوم لا ارى تحالفا رباعيا في الأفق ولكن لا اغلق الباب امام اي تفاهم بين اللبنانيين لكن ادعو اليه لكن بعد جلاء امرين :الحقيقة في عملية اغتيال الحريري وهذه الحقيقة يجب كما طرح ذلك الشيخ سعد في رسالة الى السيد حسن بأنه اذا كان هؤلاء متهمين تخل عنهم وقل ان هؤلاء المتهمين ليس لهم علاقة بالمقاومة التي وقفنا معها ومستمرون بالوقوف الى جانبها في تصديها لاسرائيل .. والامر الثاني هو خروج حزب الله من الحروب العربية التي وسع مشاركته فيها لدرجة اصبحنا منخرطين بمشاكل لها اول وليس لها اخر تسيء الى حزب الله والى كل منا وتسيء الى علاقتنا بحزب الله الذي نريده حزبا لبنانيا عائدا الى لبنان ومتمتعا بقوة انتخابية واسعة هنو وحركة امل وغيرهم من المستقلين الشيعة وغيرهم ولكن هذا الاحتكار بقرار الحرب والسلم في لبنان على حساب كل اللبنانيين الاخرين لا يفيد نحن جربناها في الحرب اللبنانية وهذا الامر لم يفيد ....اليوم اذا اعتقد حزب الله انه يستطيع وحده ان ياخذ لبنان حيث يريد في الحرب والسلم والقرار والتحالفات وما الى اخره فآخرتها وخيمة عليه وعلينا واقولها من تجربة كلنا مررنا بها.. بالمحصلة لا ارى اتفاقا رباعيا في الظرف الحالي .
رستم غزالة ربما اختفى لأنه شاهد في مكان ما!
وعما اذا كانت المحكمة ستتمكن المحكمة من كشف الحقيقة ام ستؤثر التجاذبات المحلية والصراعات الاقليمية على قرارها ، قال حمادة : قبل ان اذهب الى لاهاي بستة اشهر كانت لدي شكوك بنجاح هذه المحكمة وليس بمناقبيتها وشرعيتها لأننا ناضلنا كثيرا عبر مجلس الامن وفي مجلس النواب اللبناني وقدمنا شهداء منهم الشهيد وليد عيدو وبيار الجميل هؤلاء شهداء المحكمة ووسام عيد ووسام الحسن شهداء المحكمة..وصلت الى المحكمة قلت ماذا سأجد ؟ .. كنت لاول مرة ادخل الى محكمة ، شعرت ان هناك هيبة وجو ومهنية ومزيج من القضاة اللبنانيين الذين تحرروا من الارهاب المحلي عليهم ومن القضاة الدوليين اللي مش فارقة معهم ، هل هؤلاء المتهمين قتلوا رفيق الحريري.. هل غيرهم قتل رفيق الحريري ؟ ..وهناك مكتب دفاع اكبر من فريق الادعاء عن كل المتهمين الذين هم لم يحضروا اولا وثانيا اساسا غير معترفين بالمحكمة . مع ذلك اقول ان هذه المحكمة من خلال الدلائل والشهود العمليين وعلمت مؤخرا ان هناك شهود سريين وربما رستم غزالة اختفى لذلك لانه شاهد في مكان ما !.. ستصل الى تحديد المحرض والمدبر والمنفذ . وقد لا يعتقل احد واساسا لا عقوبة اعدام في المحاكم الدولية ونحن لسنا مع الثأر ضد احد ولكن سياسيا ومعنويا ، وربما من ألآن الى سنة يصدر حكم عن غرفة الدرجة الأولى ويبقى على المتهمين ان يستأنفوا الحكم واذا هم غير معترفين بالمحكمة لن يستأنفوا، لكن يكون عرفت الحقيقة ، وانا اؤكد ان المحكمة ستتوصل الى الحقيقة . وستحدد القاتل لمحاكمته اكيد مؤبد ....
واضاف: انا في موقع الشاهد ولست في موقع القاضي ، وتحديد المسؤولية النهائية للمتهمين يعود الى المحكمة ، ولكن انا لي راي في هذا الموضوع من خلال هذه التجربة الطويلة ان من يخفي المتهمين ومن يرفض المحكمة ومن عطل المسار الدستوري للوصول اليها ومن يشتم بها كل يوم لا بد ان "فيه مسلة تحت باطو" .
وعن الدافع الذي جعله يكمل بالعمل السياسي بعد محاولة اغتياله قال:الدافع كان اولا استشهاد الرئيس الحريري والظلم الكبير الذي شعرت انه حل بلبنان بالغاء شخص اعطى هذا القدر من التقديمات لهذا البلد ومن ثم الغاء رفاق اخرين له . ومن بينهم سمير قصير وجبران تويني ..اما القدر فهذا عند ربنا ربما اراد ان يكون رفيق الحريري شهيد استقلال لبنان ومن خلاله نستعيد حكمتنا واستقلالنا ونكمل بالنضال . بهذه الولادة الثانية لي لا شك ان الواحد يتعلم ان اهم شيء بالسياسة هو الوفاء والبقاء على مبدا واحد وانا بقيت الى جانب رفيق الحريري ثم سعد الحريري ولم ولن اتركهم .
وكانت مداخلة للنائبة الحريري اكدت فيها الايمان بالحوار طريقا وحيدا لخلاص لبنان .


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم