الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

هلع وذعر في حيّ السلم ... هذا ما أصاب محمد ونايا ذوي الأشهر المعدودة

المصدر: "النهار"
فيفيان عقيقي
هلع وذعر في حيّ السلم ... هذا ما أصاب محمد ونايا ذوي الأشهر المعدودة
هلع وذعر في حيّ السلم ... هذا ما أصاب محمد ونايا ذوي الأشهر المعدودة
A+ A-

لم يكن ليل أمس هادئاً في حيّ السلم، إذ عند منتصف الليل قطع عويل النساء وبكاء الأطفال وأصوات الإسعاف والدفاع المدني، الصمت المخيّم في "مدينة العبّاس"، بعدما شبّ حريق في غرفة كهرباء أحد المباني الذي يسكنه أكثر من خمسين شخصاً وامتدّ إلى غرفة الناطور، فانفجرت قارورة غاز محدثة صوتاً مدوياً.


احترقت الغرفة بالكامل بعد أن فرّ الناطور منها، كما امتدّت النار إلى مدخل المبنى محدثة أضراراً فيه، ووصل الدخان إلى طوابقه الخمس مسبّباً حالات اختناق كما أصيب السكان بإغماء نتيجة الذعر والهلع.


شهادة الضحايا
نايا عميط (سنة وأربعة أشهر) وشقيقها محمد (ستة أشهر) نقلا إلى مستشفى الرسول الأعظم نتيجة إصابتهما بحالات اختناق، هناك وضعا تحت الأوكسيجين وأجريت لهما الإسعافات الأوليّة، بعد أن ظنّت والدتهما أنها ستفقدهما.


تعيش عائلة عميط في الطابق الرابع، شعر الوالد بحالة مريبة بعدما سمع أصوات الجيران تعلو في المبنى محذّرة من حريق، فتح غرفة الأولاد التي كانت مليئة بالدخان وطلب النجدة: "لم أعد أسمع صوتهما، لقد اختنقا، طلبت الإسعاف والإطفائيّة فنقلا إلى المستشفى حيث وضعوا لهما الأوكسيجين. والدتهما وقعت فوقهما، فاقدة الوعي خوفاً عليهما، لكننا اليوم بخير". هذا ما يؤكّده علي والد الطفلين لـ"النهار"، مؤكّداً أنهما الآن بخير وقد خرجا من المستشفى وانتقلا إلى منزل الجدّ ريثما تزال أثار الحريق من المبنى.


زهراء الساحلي ابنة التاسعة عشرة عاماً، تسكن في المبنى نفسه، تروي لـ"النهار" ما حصل ليلة أمس: "سمعنا صوتاً قوياً مصحوباً بنور ساطع، ظننّا بداية أنه انفجار قبل أن يندلع الحريق ويشتعل المبنى، وصل الدخان إلى الطوابق ولم نستطع كلّنا الخروج، لو لم يسعفوني وينقلوني إلى المستشفى لكنت اختنقت داخل البيت. البعض كان نائماً ولا يشعر بشيء، فأيقظنا بعضنا وصعدنا إلى السطح، حيث ساعدنا الدفاع المدني وأمدّنا بسلالم فنزلنا إلى الشارع، كما أسعفوا من علق داخل منزله".


كيف وقع الحريق؟
في هذا السياق، يقول عنصر في مركز الدفاع المدني في برج البراجنة لـ"النهار" أن الحريق وقع في غرفة الكهرباء في المبنى، فاحترقت مع غرفة الناطور، دون أن تقع أي أضرار ماديّة في شقق المبنى باستثناء المدخل، ويضيف: "الحريق لم يكن قوياً، لكن المشكلة الأكبر سببها الدخان الذي تصاعد إلى طوابق المبنى، ما أدّى إلى حالة من الذعر والهلع والإرباك بين السكّان، كما سبّب اختناقاً لعدد من الأطفال. قدمت سيّارات الإسعاف وساعدت الناس ونقلت ثلاث حالات إلى مستشفيات المنطقة".


ويتابع: "تقنياً لم يكن الحريق كبيراً، لكن سوء التنسيق بين الجهات التي تعمل على الأرض فاقم الوضع وأصاب الناس بالهلع، إذ قدمت كثير من سيّارات الإسعاف. أمّا السبب هي التعديات على شبكة الكهرباء ومدّ خطوط بطريقة مخالفة من حيّ إلى آخر للحصول على الكهرباء، ما ولّد فوضى في انتشار الخطوط بين الأبنية والأحياء".


يشار إلى أن عناصر الدفاع المدني سيطرت على الحريق بعد ساعتين على اندلاعه، كما أجلت السكان من بيوتهم، ونقل الإسعاف الذين أصيبوا بضيق نفس إلى مستشفيات المنطقة.


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم