السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

صيدا والمتسولون... بعد رحيل "بائعة الورد"

المصدر: النهار
صيدا- احمد منتش:
صيدا والمتسولون... بعد رحيل "بائعة الورد"
صيدا والمتسولون... بعد رحيل "بائعة الورد"
A+ A-

نشاهد يومياً، خصوصاً ايام الجمعة والسبت والاحد، العديد من الاطفال والفتيات والفتية والشبان، يتجولون وسط الطريق الرئيسي العام قبل جسر الاولي، عند المدخل الشمالي لمدينة صيدا والجنوب، وعلى بعد بضعة امتار من حاجز الجيش اللبناني. يركضون ويندفعون في اتجاه سائقي وركاب السيارات، بهدف التسول او عرض بعض ما يحملونه في أياديهم من ورود أو ألعاب وأدوات تسلية ولوزام خفيفة للبيع، غير آبهين بحياتهم او تعرّضهم إلى حوادث اصطدام؛ وعندما نفكر بأن نلتقط بعض الصور لهم وأن تكتب عنهم بهدف معالجة وضعهم ومطالبة الجهات المسؤولة بمنع تواجدهم في الشارع، نخشى ان نكون مسؤولين او مساهمين في حرمانهم المال، ربما هم في أمسّ الحاجة إليه، خصوصاً بعدما وجدوا أنفسهم نازحين ومهجّرين قسرًا عن بلدهم وأرضهم وبيوتهم في سوريا.


لكننا نعي وندرك ان كل الأنظمة والقوانين تمنع التسوّل، وان ثمة من يستغل أوضاع الاطفال، لا سيما الفتيات للاتجار بهن وإجبارهن على التسول، كما ندرك ايضا ان العديد من الجمعيات والمؤسسات القائمة او المستحدثة، خصوصاً في صيدا منذ اندلاع الاحداث في سوريا، تجمع الاموال من الداخل والخارج تحت عباءة مساعدة "اهلنا واخواننا النازحين من سوريا"، نجدها غير مسؤولة او معنية بهذه الفئة من النازحين، مثلها مثل مؤسسات الدولة اللبنانية أمنية او اجتماعية، ما يدفعنا إلى التحدث عن هذه الظاهرة.


بائعة الورد


قبل ايام قضت النازحة السورية الطفلة فاطمة الزهراء عبد الفتاح المعروفة بـ "بائعة الورد" عند مستديرة ايليا في صيدا في حادث سير، بعد ان نقلها شقيقها في ساعة متأخرة من الليل وهي تعمل، ما أثار تعاطف كبير من الناشطين في صيدا، واول امس نظّموا وقفة تضامنية وأضاؤوا الشموع إحياء لذكراها في المكان الذي كانت تتواجد فيه ووقّعوا على عريضة تضمّنت ما يلي:
- تحريك الرأي العام لحماية أمثال بائعة الورد . - محاربة أصحاب التسول . - نشر الوعي. ومحاسبة المتاجرين والمستغلين للاطفال.


وعُلم ان محافظ الجنوب اتخذ قرارًا بمنع التسول وأعمال البيع عند مستديرتي ايليا وسبينس في صيدا، ولكن ماذا عن الذين يتواجدون عند مداخل المدينة وفي شوارعها وامام مساجدها في وضح النهار وعلى مراى ومسمع الجميع؟

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم