الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

سيدنا: بدنا نعيّد سوا

المصدر: "النهار"
غسان حجار
غسان حجار @ghassanhajjar
سيدنا: بدنا نعيّد سوا
سيدنا: بدنا نعيّد سوا
A+ A-

قرأت المطران جورج خضر في حديثه الى "النهار" الاسبوع الماضي، يقول ان المهم لديه هي العقيدة وليس تواريخ الاعياد، وانه لو عيد المسيحيون الفصح في عشرة تواريخ مختلفة فهذا لا يهمه. اقدّر المطران خضر كثيرا لفكره الواسع، ولا حاجة لديه للاستماع الى رأيي فيه، فهو ممتلىء من ذاته، وايضا من المسيح، ومن العلم والمعرفة، لكني لا اوافقه الرأي ومثلي اكثرية المسيحيين، لاننا لا نختلف في العقيدة الايمانية بين ارثوذكس وكاثوليك زموارنة وسريان وارمن، وخلافنا زمني محض، اذ يقوم اولا حول السلطة البابوية. وهذه السلطة فيها خير كبير للكنيسة جمعاء يطغى على بعض سلبيات يراها الارثوذكس. وقد تجاوزنا منذ زمن بعيد فكرة عصمة البابا. فالبابا في قراراته العقائدية، والتي تتخذ في مجمع الكرادلة، ربما يكون معصوما اكثر من اسقف محلي يفتي كما يشاء. اما في حياته الشخصية، فيمكن ان يخطأ كأي انسان اخر.


اما الاختلاف في توقيت العيد، فليس عقائدياً البتة، بل هو قائم على روزنامتين زمنيتين، قررت كل كنيسة اعتماد احداهما. ولا فارق حقيقيا في اي واحدة. فالارمن الارثوذكس مثلا يعيدون الفصح وفق التقويم الغربي، لكنهم يعيدون الميلاد وفق الروزنامة الشرقية بعكس ارثوذكس لبنان.
وتقوم روزنامة الفصح على حركة القمر، وترتبط بالفصح اليهودي. وهذه الروزنامة، مع احترامي الشديد للمطران خضر وغيره من رؤساء الكنائس، يمكن اعتبارها تفصيلا ثانوياً لا يتصل بالعقيدة بصلة. ونحن المؤمنين، لا يهمنا، اذا كان العيد يحل بعد اكتمال القمر او قبله، وقبل الفصح اليهودي او بعده، يهمنا ان نشعر اننا واحد في جسد المسيح، نفرح معاً، ونحزن معاً، ونعيد معاً.


فاسمح لي سيدي، وباسم كثيرين من المؤمنين الى اي كنيسة انتموا، ان نعلن رفضنا لعدم اتفاقكم على توحيد العيد، وشجبنا لخلافاتكم ولحساباتكم الدنيوية بامتياز.


[email protected]


twitter:@ghassanhajjar

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم