الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

‏"حبيش" اصبح مختلفاً

المصدر: خاص-"النهار"
عباس صالح
‏"حبيش" اصبح مختلفاً
‏"حبيش" اصبح مختلفاً
A+ A-

شرَّع مركز الشرطة المجتمعية في رأس بيروت ابوابه اليوم أمام المواطنين وكل من يرغب بالتعرف على برامج تجربة الشرطة المجتمعية، في يوم مفتوح دعت اليه السفارة الاميركية في بيروت، بصفتها الراعية الاساسية لهذا البرنامج، ولهذا المركز الذي أرادته نموذجاً لهذا النوع من العمل الشرطي المتطور والمتفاعل مع الشرائح الاجتماعية المدنية، ليشكل انطلاقة سيتم تعميمها على كل المناطق اللبنانية في مرحلة لاحقة.
ولتكريس الفكرة، والتقرب أكثر فأكثر من جمهور المدنيين والمواطنين و"تعويدهم" على فكرة الصداقة مع افراد قوى الامن والمشاركة في العمل الامني، فتح المركز أبوابه للجمهور على طريقة "اليوم المفتوح"، وأتاح للزوار من كل المستويات التجوال في المبنى الذي تم تجديده والتعرف على مختلف الإدارات، وعقد لقاءات مع ضباط وعناصر قوى الأمن الداخلي في داخله.
"النهار" زارت المبنى في هذا الاطار، وجالت الى جانب مواطنين واعلاميين في أرجائه وتحدثت الى بعض المعنيين من الضباط والعناصر الذين لفتوا الى ان لهم الحق القانوني بالتحدث والتوضيح والشرح لكل من يستفسر منهم عن آليات عمل الشرطة المجتمعية، ولكن من دون ان يكون لهم أي حق بذكر اسمائهم في الاعلام.


اللافت في هذا السياق ان كل الاجراءات المتطورة واللائقة في برنامج الشرطة المجتمعية تمت وتتم باشراف دقيق وتدخل مباشر في أدق التفاصيل من قبل الجهة الراعية للبرنامج وهي الحكومة الاميركية عبر سفارتها في بيروت، والتي يلاحظ الزائر بصماتها بوضوح على كل تفصيل من تفاصيل هذه النقلة النوعية في العمل الشرطي في لبنان، حيث تولى موظفي السفارة ومسؤولين فيها مواكبة الزوار والاعلاميين وشرحوا لهم طبيعة البرنامج وعمله، وما تعتزم الحكومة الاميركية فعله في هذا السياق وتوسعة البرنامج في مراحل لاحقة ليغطي كل لبنان عند نهاية الخطة المرسومة لذلك.
مشاهدات


المعاينة الميدانية للمكان تنبيء للزائر بأنه أمام شكل مختلف، ومكان مختلف تماما، عن أمكنة الشرطة التي اعتاد اللبنانيون مشاهدتها في المخافر وكل المراكز الامنية.
كل شيء هنا مختلف الى حد التناقض، نظافة مركزة الى أبعد حدود النظافة، تجهيزات متطورة الى اقصى حدود التطور، فضلا عن ان تعاطي افراد الشرطة مع المواطنين يشكل نموذجا أخلاقيا راقيا يجب ان يحتذى ويتم الاقتداء به عند كل افراد القوى الامنية والعسكرية الرسمية، في كل القطعات والوحدات والاجهزة حيث يشعر الزائر أنه أمام أرقى أنواع التعاطي الانساني.
أمام مبنى فصيلة راس بيروت للشرطة المجتمعية الذي كان يعرف بثكنة حبيش سابقا، أجواء توحي باحتفال.حزمة بالونات رسم عليها شعار الشرطة المجتمعية، وطاولة للضيافة، عليها حلويات الى جانب "بروشورات" تعرِّف بالبرنامج باللغات الثلاثة العربية والانكليزية والفرنسية، وبعض صور وشعارات وعند الدرج الخارجي الصغير ثبتت آلة كهربائية كبيرة مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة الذين بامكانهم الدخول من خلال بسطها فوق الدرجات لمساعدتهم في التسلق عليها عبر كراسيهم الكهربائية.
لدى دخول الزائر الى موزع المبنى الرئيسي في الطبقة الارضية، يقابل مباشرة بوجود كونتوار مرتب ونظيف، هو الكونتوار المخصص لتلقي الاتصالات، والى يسار المدخل ثمة "كونتوار" آخر للاستعلامات ومنه تدخل الى منطقة انتظار مزودة بمقاعد نظيفة ومرتبة، مخصصة لانتظار الزوار في داخلها الى ان يحين دورهم، عند حصول الازدحام، وفقا لارقام يحصلون عليها لدى دخولهم من ماكينة اصدار الارقام المثبتة الى جانب الجدار.
في الجهة المقابلة الى يمين المدخل، غرفتان مرتبتان ومجهزتان بأجهزة كومبيوترات متطورة، وهذه الغرف مخصصة للتحقيقات التي تجري مع المدنيين ممن يحضرون لتقديم الدعاوى وما شابهها. وبالتالي فان القسم الاول الذي يدخل اليه الزوار هو قسم مخصص للزوار المدنيين دون سواهم، اما القسم الآخر الذي يليه مباشرة في الطبقة الارضية فهو قسم مخصص للعسكريين من افراد الشرطة دون سواهم وثمة باب فاصل بين القسمين، يمنع فتحه. ثمة باب ثالث موصد ايضا باحكام ضمن القسم المخصص للعسكريين هو باب الموقوفين، وهذا الباب لا يفتح لأن من غير المسموح ان يرى المدنيون الموقوفين بأي شكل في مقار الشرطة المجتمعية، وذلك مختلف تماما عن المشاهد المألوفة في المخافر الامنية وأماكن التوقيف الاخرى حيث بإمكان أي زائر ان يصادف مشهدا مقززا حين يشاهد بعض الموقوفين وقد قيدت أيديهم بالقيود التي تم ربطها من الجهة الثانية بالسرير المخصص لمنامة العسكريين!.
أول ما يواجة الزائر في القسم المخصص للعسكريين في الطبقة الارضية في فصيلة راس بيروت هو "كونتوار" يجلس عليه رتيب الخدمة، والى يمينه قسم يعرف ب"منطقة التعامل مع الموقوفين" ويضم غرفتين، الاولى تضم غرفة الفحص الطبي الشرعي والتفتيش، والثانية تعرف بمنطقة التوقيف وتضم غرفة التصوير والبصمات.
ثمة أيضا في الطبقة الارضية قاعة اجتماعات وتضم طاولة مستديرة مخصصة لاجتماعات العسكريين كما يدخل اليها مدنيون احيانا وتتعقد فيها بعض الاجتماعات لحل بعض المشكلات.هناك ايضا مكتب آمر الفصيلة، ومستودع.
القسم الثالث في الطبقة الاولى من المبنى مخصص فقط للعسكريين دون سواهم ويضم مكاتب ومنامة للعسكريين، ويضم غرفاً لمنامة الاناث، وأخرى لمنامة الذكور، ومكاتب للمحققين وغرفة استراحة "كافتيريا" للعسكريين، كما يحوي على غرفة القلم الاداري الذي يعنى بشؤون العسكريين ووثائقهم القانونية والادارية فقط، ومكتب الاحصاء والبيانات، وهو مكتب دراسات داخلية ترمي الى تخفيض نسب الجريمة عموما والحد منها يقابله مكتب مساعد آمر الفصيلة.
هدف الشرطة المجتمعية
الهدف من الشرطة المجتمعية هو بناء عقد اجتماعي للأمن، أولوياته
اولا : بناء علاقة قوامها الثقة بين المواطن وقوى الامن، وعدم التسامح مع اي شكل من اشكال الفساد.
ثانيا: خفض معدلات الجريمة مثل السرقة والنشل، والمخدرات والجرائم المتصلة بها، والاعتداء على الاشخاص والممتلكات.
ثالثا: معالجة الظواهر والسلوكيات المناوئة للمجتمع التي تشوه صورة البلد الحضارية مثل التسول، والسكر العام، وإزعاج الناس خلال الليل، واستغلال الاطفال، وانتشار الباعة المتجولين.
رابعا: الحد من المخالفات المحلية الشائعة، بدءا من مخالات المرور مثل القيادة المتهورة وعرقلة الطرق والارصفة، وصولا الى مخالفات البناء.
تقول الشرطة المجتمعية ان مجموعة من القيم الاخلاقية والحقوقية والمسلكية ترعى عملنا وهي :
أ‌- احترام حقوق الانسان.
ب‌- الاستقامة والنزاهة.
ج - العدالة والمساواة.
د - القدوة في القيادة.
ه- المهنية واللياقة.
دوريات راجلة


يركز المسؤولون في فصيلة الشرطة المجتمعية على تمييز عناصرهم عبر تأهيلهم وتدريبهم على التعاطي المرن والدبلوماسي والاخلاقي مع المواطنين، ويشيرون الى ان الفوارق بيننا وبين المخافر الاخرى عديدة ولكن ابرزها وقد يكون اهمها اننا نسير دوريات راجلة، باعتبار ان الدوريات الراجلة قلما ينفذ منها أي مخالفة على الارض، وان ثمة آليات مراقبة دقيقة ومشددة على عناصرهم لمراقبة ادائهم في تلك السياقات اضافة الى ان لدينا مجموعة التحليل التي تزودنا بدراسات وبمعلومات مفصلة بدقة، مبنية على تحليل كل ما حصل خلال الشهر الماضي للافادة منها في البناء على ضوئها وتوجيه الدوريات الراجلة والهوائية وغيرها نحو الاماكن التي تبرز الحاجة فيها اكثر الى وجودنا الامني.ويقولون انه بفضل تواجد الدوريات الراجلة مدار الساعة وباعداد كثيفة فقد أصبحت الاستجابة لنداءات المواطن أسرع من السابق حيث خلال 5 دقائق بالاكثر نصل الى المكان في الحمرا وجوارها ضمن نطاق عملنا، حيث لا تستطيع الدوريات السيارة من الوصول قبل ساعة احيانا بفعل الازدحام في المرور.
[email protected]


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم