الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"فخامة الرئيس" لجلال خوري: غواية الكرسي

المصدر: دليل الـ"النهار"
يوليوس هاشم
"فخامة الرئيس" لجلال خوري: غواية الكرسي
"فخامة الرئيس" لجلال خوري: غواية الكرسي
A+ A-

عام 1988 أثناء الفراغ الرئاسي ملأ جلال خوري المسرح بعمل نال نجاحاً كبيراً. اليوم، التاريخ يعيد نفسه، والفراغ الرئاسي يسيطر على لبنان، وجلال خوري قرر أن يعيد مسرحيته الناجحة "فخامة الرئيس" على خشبة مسرح الجمّيزة.
المسرحية تروي حكاية رجلٍ بدأ حياته عاملاً على محطّة وقود، وتمكّن، بالسرقة، أن يجمع ثروة كبيرة، وخصوصاً بعدما تحوّل الوقود، خلال الحرب اللبنانية مزراب ذهب. بعد وفاة زوجته، وافقت فتاة بيروتية على الزواج به بعدما علمت بأنّه مريض وقد يقضي نحبه قريبا. هو يحلم، مذ صار غنيّاً، بكرسي رئاسة الجمهورية، تشجعه زوجته المصابة بحبّ الظهور. المسرحية تبدأ عندما تعلم الزوجة أن زوجها ليس مريضاً ولن يموت، فتلجأ إلى ابتزازه بالمال بمساعدة عشيقها الصحافي الذي يقنع الزوج بأنّه تحدّث إلى السفير الأميركي وبأنّ إمكان فوزه شبه مضمون. الزوجة تصدق الكذبة وتحولها حقيقة، وهنا تبدأ المشكلة الكبرى.


ما الذي اختلف في هذه المسرحية بعد 27 عاما؟ "طاقات الممثلين آنذاك أعطت العمل طابعاً كوميدياً، مع أنّها مكتوبة لتكون farce. اليوم أقدّمها كما تخيّلتها منذ أعوام بالعبثية التي تتحكّم في مصير الشخصيات، وخصوصاً أنّي وفّقت بممثلين يستطيعون الذهاب بأدوارهم حتّى النهاية". هل غيّر شيئاً في النصّ الأصلي؟ "المسرحية كانت مدّتها ساعة و45 دقيقة، ومؤلّفة من فصلين. اليوم لم يعد الجمهور يتحمّل المسرحيات الطويلة لذلك اختصرت منها بعض المشاهد فصارت من فصلٍ واحد".


هل يشعر جلال خوري بالسعادة لعودته إلى المسرح السياسي الذي كان أول مَن أطلقه في لبنان وعُرِف به؟ "بصراحة لا أعرف إلى أي مدى أخطأت حين استمعت إلى جو قديح الذي أقنعني بأن أعيد تقديم هذه المسرحية"، يقول بين المزاح والجد. "صحيح أنّي حين أعمل في المسرح أشعر بأنّي حيّ، لكن هذه المسرحية أتعبتني. الظروف كلّها اختلفت: الجمهور، الممثلون، المسرح... كلّ الناس اليوم...". يصمت قليلاً ثمّ يقول: "خَلَص، مش لازم إحكي". أفاجأ فأقول له: "للمرّة الأولى منذ 12 عاماً أشعر بأنّك تعبت! كنت دائماً مستعدّاً لتقديم عملٍ حتّى لو لم يشاهده سواك، الآن أسمع في صوتك شبه استسلام"... يقاطعني موضحاً: "لم أستسلم، لكن الأمور التي كانت تهمّني في السابق اختلفت اليوم. صار التركيز على العلاقة بيني وبين الفنّ، وليس بيني وبين الجمهور. منذ عام 1995 اتّجهت نحو مسرحٍ نخبوي، مع العلم أنّي قبل ذلك التاريخ كنت أقدّم مسرحاً شعبياً". ثمّ يشدّد: "أنا ما عم قدّم اليوم مسرحيات تَ عيش منها، أنا بشتغل بالمسرح تَ ضلْ موجود وضلْ نشيط".


الممثلون اختارهم خوري بعناية كبيرة. أسعد حداد الذي شارك عام 1988 بدور الحارس الشخصي للمرشحّ لرئاسة الجمهورية، صار اليوم هو المرشّح ليكون فخامة الرئيس. "أسعد يتمتّع بحسّ كوميدي قويّ وبحسّ مهني كبير أقدّره". سولانج تراك متخرجة في جامعة الألبا وتعيش تجربتها المسرحية الأولى. "تعيش قلقاً طموحاً كي تقدّم دورها كما يجب، وأنا أحبّ الطموحين". شربل زيادة يلعب دور الصحافي والعشيق. "دور صعب يؤدّيه شربل بأمانةٍ تطمئنني". بشير مارون بدور الحارس الشخصي. "هو رياضي وشجاع، لذلك كان من الصعب أن أجعل منه جباناً على خشبة المسرح، ولكن بعد جهدٍ كبير نجح وأعطاني الشخصية التي أريدها تماماً". نادين نعمة وربى عبد الله يجد فيهما جلال خوري حماسة تعوض قلّة خبرتهما في المسرح.
هل يفكّر خوري بإعادة إخراج أعماله التي لاقت نجاحاً كبيراً في السبعينات والثمانينات؟ "لا أعرف. دائماً أفكّر بأعمالٍ جديدة. الجمهور سيحبّ كثيراً هذه المسرحية لأنّ إيقاعها سريع ومضبوط ولأنها طريفة. لكن لا أخفي عنك، أنا أحبّ الخط المسرحي الذي أسير عليه منذ أعوام، ثم إن تقديم مسرحيات بعددٍ كبير من الممثلين صار صعباً هذه الأيام".


المسرحية بين 27 آذار و26 نيسان كل جمعة وسبت وأحد.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم