الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

بعد موت أمها...هذا ما ورثته ماجدة

المصدر: "النهار"
ف.ع
بعد موت أمها...هذا ما ورثته ماجدة
بعد موت أمها...هذا ما ورثته ماجدة
A+ A-

كم هو صعب مشاهدة العالم بأسره يحتفل بعيد الام، والاولاد والاحفاد منشغلون باحضار الهدايا والورود لامهاتهم او جداتهم، وفي مكان ما اسمه لبنان مئات الامهات محرومات حتى من ابتسامة ابنائهم المعتقلين في السجون السورية او المخطوفين خلال الحرب اللبنانية. لا يردنَ شيئاً في هذه المناسبة التي من المفترض أن تكون سعيدة، سوى عودة فلذات أكبادهن الى أحضانهن سالمين أو معرفة أي شيء ملموس عنهم. مأساة مؤلمة لا تغيب عن اذهان امهات المفقودين اينما وجدوا، وعتبهن كبير على الدولة او ما تبقى منها.


"أريد ان أضمّه"
صونيا عيد والدة العسكري المعتقل في السجون السورية جهاد عيد التي كانت قطعت عهداً في السابق ان لا تتحدث عن موضوع ابنها في الاعلام، قالت لـ"النهار": "انه كابوس يرافقنا منذ سنوات ويؤلمنا ولا يمكنني أن أصف الألم الذي تعاني منه عائلاتنا والدولة غائبة عنا ولا تتابع قضيتنا بجدية ". تتنهد وتقول بصوت يكاد يعبّر عن ألم الامهات الذين فقدوا ابناءهم في ظروف مماثلة "لا نريد سوى عودة ابني وابناء عائلات المفقودين الأخرين...انها مأساة عمرها عشرات السنين ولا يبدو انها ستنتهي قربياً، اريد ان أضمّ ابني".



"أم ايلي صامدة رغم الالم"
مشهد آخر يعبر عن الصمود والامل بعودة الابن الذي خطفته الحرب البشعة. ماري حداد التي اعتاد الجميع على مناداتها بـ"ام ايلي " لا تغيب عن عينيها صورة ابنها ايلي. فرغم خضوعها لعملية جراحية في رجليها ووجعها الجسدي، أبت الا ان توصل صوتها في هذه المناسبة كما فعلت في مناسبات سابقة. وقالت لـ"النهار": "لا يحلو العيد من دون ابني ايلي، الله يحنن قلوب الجميع وان تتوقف الاحداث الاليمة التي تحرم الامهات من ابنائها". ورفضت مقولة انها فقدت الامل بعودة ابنها قائلة: "لم ولن افقد الامل بعودته قبل ان احصل على شيء ملموس يؤكد عكس ذلك لا سمح الله". وفي ردها على سؤال بشأن تطمينات جديدة من الدولة عن مصير ابنها، أجابت:"اية دولة، التي لم تسأل عنا طوال 25 سنة، الله يهدي جميع المسؤولين على واجباتهم، واغتنم الفرصة لأخبرك عن الدولة من وجهة نظر أحد الوزراء، سألناه: نحن نعيش في دولة ام غابة؟، فأجابنا: الم تعرفوا بعد اننا نعيش في غابة...".



توفت "أم احمد" وانا اوصل البحث
ماجدة بشاشة شقيقة المفقود أحمد بشاشة ورثت أمومة أحمد بعد وفاة أمها، وقررت أن تكمل مسيرة البحث عن شقيقها التي منعها الموت من مواصلتها. ماجدة الشقيقة اكتشفت معنى الأمومة بعد زواجها ما جعلها متمسكة أكثر بقضية معرفة مصير أحمد الذي خطف على يد القوات السورية. وقالت لـ"النهار" : "لم اتوقف يوماً عن البحث وخصوصاً بعد وفاة امي ، واتمنى في هذه المناسبة ان نعرف مصير أحمد كي ترقد أمي بسلام هي التي فارقت الحياة بحسرة لا نتمناها لأحد".
لا يمكن أن يمرّ عيد الأم مرور الكرام عليهن، غمرة من ابنائهم او معرفة اي شيء ملموس عنهم قد يكون بالنسبة لهم العيد او العيدية التي تقدمها لهم الدولة الغائبة عن كل شيء الا الفراغ الذي اعتادت عليه وأصبح مكرساً في انتظار الرئيس المفقود في سجون الصراعات الاقليمية.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم