"نساء على خطوط المواجهة" لمؤسسة مي شدياق كيف تتخطى المرأة العوائق أمام مشاركتها السياسية في العالم العربي؟

شكّل مؤتمر مؤسسة مي شدياق عن "نساء على خطوط المواجهة" في دورته الثالثة، إطلالة على الوضع العربي المتفجر في مقاربات سياسية واعلامية.

في ما تتجاوز المشاركة الكثيفة التي أحاطت مي شدياق ومؤسستها أمس، فإن هذه المرأة التي تتصالح يومياً مع قضيتها ومقاومتها وألمها الممزوج بالإيمان هدفت الى رسائل عدة في المؤتمر، أبرزها دور النساء في الواجهة، والعودة إلى المهنية والتي أصبحت اليوم على قياس المموّل والموالي للقوى الحزبية "المهيمنة".
كثر جاؤوا للمشاركة في المؤتمر الذي رعته السيدة لمى سلام وحضره وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس ووزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دوفريج وجمع من الوزراء السابقين، والنواب بهية الحريري، جيلبرت زوين، مروان حماده، آلان عون، فادي كرم، عاطف مجدلاني، عمار حوري، جان اوغاسبيان وهادي حبيش، منسق الأمانة العامة لـ14 آذار فارس سعيد والسيدات وفاء سليمان، صولانج الجميل، جويس الجميل، منى الهراوي وسفراء الولايات المتحدة الأميركية دايفيد هيل، فرنسا باتريس باؤلي، ايطاليا جيوزيبي مورابيتو، بلجيكا اليكس لينارت، تركيا اينان اوزالديز، وعدد من الصحافيين وشخصيات.
بداية، رسمت شدياق في كلمتها صورة سوداوية لواقعنا الذي تعاني منه المرأة، وتمسّكت شدياق بالأمل والرجاء الذي يدفع المرأة لخوض معترك الإعلام... والأمل الذي يشجعها للدخول في معترك عالم السياسة الذي يسيطر عليه الرجال، حيث نسبة النساء في برلمانات العالم هي 22 في المئة في حين تبلغ هذه النسبة 16 في المئة في المنطقة العربية. أما في المراكز القيادية فهناك 10 نساء رئيسات دول و14 رئيسة حكومة في العالم... وهذه الارقام هي صفر في الحالتين في العالم العربي".
من جهته قال هيل انه "في كل أنحاء العالم نحتفل بعيد المرأة في آذار. انها فرصة للتأمل والاحتفال بمساهمات المرأة في التاريخ والمجتمع، ولتحديد ما لا يزال يتعين القيام به. وهذا الجهد لا يقتصر على شهر آذار فقط ولكن طيلة السنة. فالسفارة الأميركية هنا تعمل مع الشركاء اللبنانيين يوميا على تعزيز مشاركة المرأة في مجال الأعمال التجارية والمجتمع والسياسة والتعليم". اضاف: "إننا نعمل معاً على تقديم المنح الدراسية لتلامذة المدارس الرسمية وتنظيم دورات اللغة الإنكليزية للنساء البالغات، وبرامج التبادل للفتيات في المدارس الثانوية في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات."
وألقت سلام كلمة نوهت فيها بدور المرأة اللبنانية في كل ميادين العمل، وقالت: "من المؤسف أن هذا الحضور الراسخ في مواقع الانتاج المختلفة وفي الحياة العامة وتتخلله ثغر في القوانين. وأخص بالذكر موضوعين على قدر عال من الأهمية: أولهما حماية المرأة من العنف الأسري، والثاني إعطاء المرأة اللبنانية المتزوجة من أجنبي حق منح الجنسية اللبنانية لأبنائها".
وبعد الافتتاح، كانت محطة مميزة بين الروائي ألكسندر نجار ومديرة أخبار TF1 كلير شيزال تحول فيها المحاور من خلال أسئلته الى باحث عن معلومات تمهد لرواية أوتوبيوغرافية عن شيزال.
وبعد حديثها عن العائلة، توقفت عند بدايات عملها في مجال لم يكن يجذب النساء في حينها ِإلى أن حطت رحالها في محطة Antenne 2 فمحطة TF1، مشيرة إلى أنها شعرت في المحطة الأولى بأنه كان عليها احترام بعض القيود التي يحددها بعض مالكي مؤسسات الإعلام. أما في عملها اليوم فهي لا تواجه أي ضغوط وتنعم بحرية مطلقة، مشيرة إلى أنها تراعي بعض التوازنات بين مختلف القوى السياسية.
وسأل نجار شيزال عن انطباعها حول امتعاض البعض من واقع نشرات الأخبار التي تعالج بعض المواضيع بنمط مبسط، متفادية نقل الفظاعة، فقالت: "أفهم ما تقصده تماماً. نسمع هذه الأفكار وهي أفكار مشروعة. ولا نتردد في تناول أي حديث في العالم. لكن المواضيع تختلف يومياً ولا يمكن إعطاء موضوع الأمس المساحة ذاتها في نشرة اليوم التالي".
وتطرقت إلى اغتيال الحرية في مجلة "شارلي إيبدو"، مشيرة إلى أنه لا يمكن انتهاك حرية التعبير بهذه الطريقة البشعة. واعتبرت أن العصر الرقمي يقلق مسار وسائل إعلامية عدة، معتبرة أنها ما زالت تعيش شغف الكتابة على الورق والقلم وقراءة كتاب عادي وهذا ما نجحت "بتوريثه" إلى ابنها.
واستمرت اعمال المؤتمر بجلسة حاضر فيها عدد من المتخصصين، وقدم الصحافي العالمي جيم كلانسي مداخلة عن مهمة الصحافة مع مجموعة من الصحافيين اللبنانيين. وفي جلسة ثانية تناول المحاضرون مواضيع تخص المرأة من زاوية دورها اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً.