السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

رجل دين آشوري لـ"النهار": هكذا قتل "داعش" قريبي وخطف آخر واغتصب فتاة

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
رجل دين آشوري لـ"النهار": هكذا قتل "داعش" قريبي وخطف آخر واغتصب فتاة
رجل دين آشوري لـ"النهار": هكذا قتل "داعش" قريبي وخطف آخر واغتصب فتاة
A+ A-

"الدولة الاسلامية" معك، إجابة سمعها خادم رعية كنيسة مارجيوارجيوس الآشورية في لبنان الأب سرجون زومايا حين حاول الاتصال بعمّ زوجته ونيس في تلّ الجزيرة، الضيعة التي هاجمتها "طيور الظلام" عند الساعة الخامسة فجراً من يوم الاثنين الماضي. زومايا أكّد أن رقم الهاتف لقريبه، عندئذ ناداه عنصر "التنظيم" فتحادثا قليلاً ومن حينها "الخط" خارج الخدمة.


الأب سرجون شرح لـ"النهار" تفاصيل الحديث الذي دار عند الساعة الأولى بعد الظهر يوم الهجوم، إذ قال: "عندما ردّ أحد عناصر التنظيم على الهاتف أجبته يعطيك العافية أريد التكلم مع صاحب الهاتف، أنكر وجوده لكنّ إصراري على أن الرقم يعود إليه دفعه إلى مناداته. تحدثت مع ونيس باللغة الآشورية فأجابني بالعربية بصوت اجتمع فيه رعب العالم:" أنا بصحة جيّدة ولدى الدولة الاسلامية"، هذه هي الكلمات التي استطاع أن يتلفظ بها قبل أن يسحب منه عنصر التنظيم الهاتف".
لم يُقفل الأب سمّاعة الهاتف قبل أن يحمّل "الداعشي" أمانة المحافظة على أبناء القرية، ففي الدين الإسلامي الذين يدّعون اتباعه، المحافظة على الأمانة واجب، لكن عنصر التنظيم رفض حملها فأجابه "هذا ليس عملك".



"خارج الخدمة"
ليس قريب زومايا فقط "خارج الخدمة" بل أبناء الضيعة التي تُعدّ نحواً من 35 منزلاً جميعهم خارجها، وكذلك أبناء بعض القرى المجاورة الواقعة على الضفة الغربية لنهر الخابور لجهة جبل عبد العزيز والتي طاولها الهجوم ويبلغ عددها نحو 12 قرية وهي على طول الخط الممتد من تل تمر الى تل هرمز، أما عدد الرهائن فبلغ نحو المئتي شخص، و"الأخبار الواردة من هناك لا تطمئن، في الأمس وصلني خبر قتل أحد اقاربي، واغتصاب فتاة، ما يحصل لا يبشر بالخير ونخشى من الأسوأ".


الذئاب والفريسة
وقوف ابناء تل الجزيرة على الحياد ومحاولتهم متابعة حياتهم بعيداً مما يدور حولهم، لم يمنع "الذئاب" الضارية من الانقضاض عليهم واتخاذهم حتى الساعة "فريسة" قابلة للذبح، على مرأى من "صيادي" العالم، فطائرات التحالف تحلق في سماء سوريا، وأبناء القرية رهائن بلا حرية.
القرية التي تقع بين الحسكة وتل تمر كانت تنعم بالهدوء لذلك لم يغادرها سكانها الآشوريون كما فعل معظم الآشوريين من أبناء القرى الاخرى. ناموا قريري العين واستيقظوا على بركان يهز المكان. الارهاب غزا القرية من الجهة الجنوبية، وما كانوا يسمعون عنه باتوا يخشون معايشته، وخصوصاً التصاق مترادفات مثل رهائن، تعذيب، اغتصاب، قتل، سبايا وحتى حرق، عند ذكر أسماء ابناء القرية.


أبناء الكهوف
زومايا استغرب الهجوم، قائلاً: "لا أهمية استراتيجية لتلك الضيعة التي يقطنها أقارب زوجته"، مضيفاً " يعيشون كعائلة واحدة، يعملون فلاحين، وينعمون بالراحة والسكينة. لم يخطر على بالهم مطلقاً أن يكونوا ضحية لوحوش كاسرة لا تعرف الرحمة طريقاً إلى قلوبهم، في ظل تخاذل وتواطؤ دوليين فاضحين. فبعد الكلدانيين والايزيديين جاء دور الاشوريين، التطهير العرقي في المنطقة مستمر، من العراق الى الشام وسط صمت دولي مريب".
همجية "داعش" تتوالى فصولاً، وضحاياهم في ازدياد، اليوم دور ريف محافظة الحسكة شمالي شرقي سوريا، وغداً "الدور على مين"؟ "من يجب أن نناشد؟ ليس لي غير يسوع المسيح أناشده".


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم