الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

لائحة اغتيالات "داعش" في لبنان...واقع أم فبركة غرف سوداء؟

عباس صالح
لائحة اغتيالات "داعش" في لبنان...واقع أم فبركة غرف سوداء؟
لائحة اغتيالات "داعش" في لبنان...واقع أم فبركة غرف سوداء؟
A+ A-

هل صحيح ان الحركات الارهابية المتطرفة تسعى الى تنفيذ عمليات اغتيال في الساحة الاسلامية، والسنية على وجه التحديد؟ وهل تعيد الاكتشافات الأمنية الجديدة خلط الأوراق السياسية من جديد على الساحة السياسية في لبنان، ويعاد في ضوئها وصل ما انقطع بين مكونات سياسية أساسية في ظل العثور على حلقات مفقودة؟ وما هي حقيقة النظريات التي تقول بأن "داعش" ومثيلاتها تعمل على إحداث خرق على الساحة الاسلامية السنية في لبنان بالذات، من خلال تنفيذ عمليات أمنية واغتيالات ترمي الى إيجاد فراغات في بعض الأماكن تمكنها من التقدم لتعبئة الفراغ في شارع يضج بالحماسة والشوق للجهاد ولو عبر دعم الجهاديين؟


أسئلة كثيرة استولدتها اعترافات 4 موقوفين من تنظيم "داعش" تم توقيفهم في الآونة الاخيرة بناء لمعلومات تمت مقاطعتها مع جهازين أمنيين غربيين، استندا في تأكيدها الى تحقيق كان أجراه "الجيش السوري الحر" مع أحد قياديي "داعش" في سوريا، والذي اعترف بأنه مكلف بالتخطيط لاغتيال قادة سنة ورجال دين سوريين، وقال بأنه أرسلَ عشرة من معاونيه إلى شمال لبنان، لتنفيذ عمليات في هذا السياق، وقتل عددٍ محددٍ من الفاعليات السياسية ورجال الدين.


وبناءً على ذلك، تم توقيف هؤلاء الذين أكدوا على ضلوعهم بالتخطيط ومراقبة والتحضير لاغتيال عدد من الشخصيات السنية عموماً والشمالية تحديداً، لاخلاء الساحات الشمالية من قيادييها والسيطرة التامة عليها للانطلاق منها نحو الامارة الموعودة.
المستهدفون على القائمة، بحسب اعترافات الموقوفين "م.س." و"أ.م." و"م.ع." و"ب.ع." هم من عدد من الشخصيات الشمالية، وذلك بهدف تزكية الفتنة في لبنان.


مصدر امني: اعترافات تعيدنا الى اغتيالات سابقة
يقرأ مصدر أمني لـ"النهار" في أبعاد ومرامي هذه الخطط والمشاريع، ويربطها بمعطيات عدة تكونت من خلال اعترافات وردت على ألسنة عدد من الموقوفين على ذمم قضايا قتل وإرهاب وأبرزها المجموعات الارهابية التي اعترفت سابقاً بتنفيذ جرائم كبيرة جداً كتلك المجموعة التي عرفت بمجموعة الـ13 والموقوف خالد طه الذي كان تم توقيفه سابقاً في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهرب بعد ذلك من السجن في ظروف ما تزال غامضة حتى الآن، إضافة الى عدد من موقوفي "فتح الاسلام" الذين اعترفوا صراحة بضلوعهم في اغتيالات عدة أبرزها اغتيال النائب وليد عيدو ونواب آخرين، وقيامهم بتفجيرات في الداخل اللبناني وابرزها تفجير باص عين علق وعدد من التفجيرات الاخرى.
ويقول المصدر ان التحقيقات ما تزال قائمة مع الموقوفين على ذمة هذه القضية، ولم يسرب منها شيء حتى الآن، حفاظاً على سرية التحقيقات، ولكن اذا ما ثبت ان هذه المجموعة تخططُ فعلاً لما تم الاعلان عنه، فينبغي ان تسفر تلك الاعترافات عن ثورة حقيقية من شأنها ان تبّدل الاجواء القائمة.


رجل دين مستهدف: كلنا هددتنا داعش مرارا
وفي سياق البحث عما يؤكد او ينفي مثل هذه المعلومات ، اتصلت "النهار" ببعض المعنيين من رجال الدين المدرجة اسماؤهم على قائمة الاغتيالات، فقال أحدهم:" أنا لا أستبعد ابدا ما ورد في هذه التحقيقات، لا سيما وانني تلقيت عدداً من التهديدات المباشرة وغير المباشرة، من "داعش" ومن غيرها من أناس معروفين وعبر ارقام هواتف معروفة، والشيخ نبيل رحيم ايضا تلقى مثل هذه التهديدات مراراً، كذلك الشيخ مصباح الحنون هُدِّد مرارا وأوقفه مناصرو هذه الحركات مرات عدة في طرابلس قبل الخطة الامنية وضربوه وسلبوه اغراضه الشخصية ".
وقال ان الفبركة قد تكون واردة في عملية تركيب الاسماء في اللائحة، ورغم ان كل المدرجين على القائمة، معروفون بمواقفهم الشديدة ضد التطرف وضد هذه التنظيمات الارهابية، لكن تنظيم "داعش" وغيره من هذه التنظمات ليس لديهم القدرة اللوجستية والعملانية لتنفيذ مثل هذه الاغتيالات، وانطلاقاً مما ورد فانني أطالب الاجهزة الامنية بأن تتولى كشف الخبر اليقين المتعلق بهذه اللائحة ، واذا كان ما نشر في هذا الاطار صحيحاً فنرجو منها تأمين الحراسات اللازمة للشخصيات الواردة على لائحة الاغتيالات".
سألناه:لماذا انتم المستهدفون وليس سواكم؟ علما ان كل البشر اعداء لهذه الحركات الارهابية ؟ يقول :"اولا لأن المشايخ السنة هم أقدر على مواجهة بعض الافكار الظلامية أكثر منة سواهم، ثانياً، وهو ما يجعلني أشك في هذه اللائحة هو انني اعرف ان اولوية العداء لدى هذه التنظيمات اليوم هي لـ"حزب الله" ولديهم بعدها اولويات كثيرة قبل ان يصلوا الى الساحة السنية، ولكن المشايخ الذين وردت أسماؤهم في هذه اللائحة رغم انهم من أهل السنة، لكن تلك التنظيمات يكفرونهم، وكل هؤلاء المشايخ معروفون بمواقفهم المناوئة والمناهضة لداعش وأفكارها، وعلى ذلك فقد تمت محاولات عديدة سابقا للانتقام منهم".


الضاهر: فبركة الغرف السوداء
اما النائب خالد الضاهر الذي ورد اسمه في اللائحة فوصف في حديث الى "النهار" هذا الامر بـ"عمل من صنع مخابراتي محترف، في الاغتيالات وكل الاعمال الارهابية والتفجيرية".
وقال ان "هذه الجهة التي تروّج مثل هذه التسريبات لها تاريخ طويل من الأعمال الاجرامية، وهي التي تقف وراء اغتيال القيادات، وهذه الجهات المخابراتية تحاول الافادة من لافتات "داعش" وغيرها من اللافتات الاسلامية المصطنعة، لكنها في الواقع تعمل لصالح المخابرات السورية والايرانية، ولصالح الغرف السوداء في لبنان ولاسيما تلك المتناغمة مع "حزب الله" وهو المتهم باغتيال الرئيس الحريري ومحاولة اغتيال الوزير بطرس حرب وآخرين، وهم يهددون دائما بدون استحياء".
وقال الضاهر"لن أسمي هذه الغرف السوداء، والتي هي صاحبة تاريخ أسود في هذه الاعمال المخابراتية وهذه الغرف لها دور مباشر في هذا الموضوع، فلا يحاول أحد أن يضحك علينا ويضلل الرأي العام من خلال نسب هذه الاعمال الارهابية الى قوى وتنظيمات اسلامية معروفة وغير معروفة".
وجهنا سؤالا الى الضاهر، حول ما اذا كان يعتبر ان "داعش" يمكن ان تكون ضالعة في مثل هذه الاعمال، فقال:" ان "داعش" لا تخجل بما تفعل، وهي عندما تفعل شيئاً تتبناه، ولا تحاول ان تخفي اعمالها، بل هي واضحة في اعمالها الارهابية وتجاهر بها من دون مواربة. اما من ركب مسرحية ابو عدس المكشوفة فهو معروف، وهو النظام السوري والايراني وأدواتهما في لبنان".


[email protected]

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم