السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

البقاعيون تحت رحمة جشع اصحاب المحطات والشركات... يستجدون المازوت بالقطارة

المصدر: زحلة – "النهار"
دانيال خياط
البقاعيون تحت رحمة جشع اصحاب المحطات والشركات... يستجدون المازوت بالقطارة
البقاعيون تحت رحمة جشع اصحاب المحطات والشركات... يستجدون المازوت بالقطارة
A+ A-

لا يمكن للبقاعيين الا ان يأملوا بان ترتفع اسعار النفط ومشتقاته، وان تتأخر العاصفة المرتقبة بضعة ايام عن موعد صدور جدول اسعار النفط ومشتقاته، حتى يصلهم ما يكفي حاجتهم من الغاز والمازوت، وبالاسعار الجديدة التصاعدية.
فازمة المازوت والغاز، التي استجدت على البقاعيين، لم تكن سوى استغلالا لحاجتهم الى المادتين في فصل الشتاء، وجاءت العاصفة الاخيرة "شحمة على فطيرة" مستغليهم. فلا شيء يفضح تدهور الاحوال الاقتصادية للعائلات البقاعية اكثر من العواصف الثلجية. وما كان البقاعيون ليهتموا، ايام كان الشتاء يقبل عليهم بعواصفه وثلوجه، والبيوت تزخر بالمونة، الخزانات مملؤة بالمازوت، وقارورة الغاز الاحتياط موجودة. لولا انه ومنذ بضعة سنوات، كثرت اعداد من اصبح منهم يعيش "كل يوم بيومه"، ومع التهاب اسعار المحروقات اضحوا من فئة "غالون المازوت"، ليشاركهم من بعدها في هذا البؤس، الاكثر بؤسا منهم، اللاجئون السوريون.
استكثروا عليهم تراجع اسعار النفط ومشتقاته في الفترة الاخيرة. ومع بدء تباشير ارتفاع اسعارها والاخبار المبشرة بعاصفة "يوهان"، قابل لهفة العائلات البقاعية الى تخزين المازوت بسعر منخفض قبل بدء العاصفة، تقنينا في الوقود والغاز وارتفاع اسعارهما. "الشركات لا تسلمّنا سوى نصف الحصص، في ضؤ تحسن الاسعار واستمرار ارتفاعها المرتقب"، قال اصحاب المحطات الممتنعون عن تلبية كامل طلبات زبائنهم. استفحلت العاصفة وازداد استهلاك البقاعيين واللاجئين السوريين الى البقاع لهذه المادة، "فبعنا مازوت في ثلاثة ايام ما نبيعه بشهر"، هذا في وقت الطرقات بين البقاع وبيروت مقطوعة بسبب العاصفة، فتوجب على الصهاريج سلوك طريق الجنوب الى البقاع مع ما يعنيه من كلفة اضافية... ندرت المادة وارتفع السعر.
باسعار تبدأ ب 14 الف و 600 ليرة الى 17 الف ليرة تباع اليوم تنكة المازوت 20 ليترا بارضها في المحطة، والا فان هذه المادة غير متوافرة بتسعيرة الدولة الرسمية 14 الف و400 ليرة في غالبية المحطات. "المازوت يباع اليوم بالسوق السوداء. يبيعه لنا التجار ب 10 دولارات التنكة، فكيف تتوقع منا الدولة ان نبيعه بتسعيرتها الرسمية؟" يقول اصحاب محطات.
البقاعيون واللاجئون السوريون، يدورون بغالوناتهم على المحطات، المتحكمة بالكميات والاسعار، فيما قوافل من الصهاريج السورية تعبر البقاع ليليا، تنقل هذه المادة عبر الحدود الى دمشق."السوق السورية هي واحدة من اسباب فقدان مادة المازوت" وفق اصحاب محطات الوقود، وبحسبهم فان "شركات النفط تفضل ان تبيع الى التاجر السوري الذي يدفع نقدا وباسعار اعلى". في كل حال فان اكثر من صاحب محطة توقع ان تنتهي "الازمة" بدءا من 20 الجاري، "بحيث تكون اسعار النفط ومشتقاته قد ارتفعت لاسبوعين على التوالي، وبالتالي الشركات عوضت خسائرها يوم كانت الاسعار الى انخفاض" يقول احدهم.
كما المازوت كذلك الغاز، "ارتفع سعر قارورة الغاز 10 كيلوغرامات 500 ليرة قبل ظهر اليوم" يقول موزعّ غاز بالجملة، ويضيف "على الرغم من ذلك فان هذه المادة غير متوافرة في البقاع، ما سيطرح المتوافر منها في السوق سوداء". ويضيف موضحا "هي ليست ازمة غاز، القصة كلها بان الشركات تؤخر تسليم الغاز الى الاربعاء".
فيوم الاربعاء يصدر جدول اسعار النفط بزيادة مرتقبة، وبالتالي فان الكل يتوقع ان تعود وتتوافر مادتي المازوت والغاز، بدءا من الخميس، والارصاد الجوية تتوقع عاصفة ثلجية تصل الى ارتفاع 700 مترا، وبرودة شديدة بدءا من الاربعاء والخميس. انها شريحة "غالون المازوت"، وما اكثر عددها في المجتمع البقاعي، التي تدفع الثمن الاغلى للدفء.


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم