السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

العلاقة بين العبادي والسنّة على المحك بعد اغتيال الشيخ سويدان ونجله

بغداد – فاضل النشمي
العلاقة بين العبادي والسنّة على المحك بعد اغتيال الشيخ سويدان ونجله
العلاقة بين العبادي والسنّة على المحك بعد اغتيال الشيخ سويدان ونجله
A+ A-

استنكر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عملية الاغتيال التي تعرض لها الشيخ العشائري قاسم سويدان الجنابي وسبعة من افراد حمايته قبل يومين، فيما علقت الكتل السنية مشاركتها في جلسات مجلس النواب احتجاجاً.
وجاء في بيان أصدره: "إن من نفذ هذه الجريمة يريد ان يشغل قواتنا الامنية عن مواجهة العدو الحقيقي للشعب العراقي والمتمثل بتنظيم داعش الارهابي واحداث شرخ في العملية السياسية". وأعرب عزمه على "الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه العبث بأمن وحياة العراقيين"، محذراً الفاعلين من "ملاحقتهم والقاء القبض عليهم وتقديمهم الى القضاء".
وكان الناطق باسم عمليات بغداد العميد سعد معن صرح بان "الشيخ قاسم سويدان أحد وجهاء عشيرة الجنابات ونجله محمد وقريبهم النائب زيد الجنابي اختفوا في حدود الساعة السابعة من مساء (الجمعة)، لدى مرورهم قرب علوة الرشيد في منطقة الدورة جنوب بغداد". وأفرجت الجماعة الخاطفة عن النائب زيد الجنابي بعدما اشبعته ضرباً. ثم وجدت جثث الضحايا ملقاة أسفل جسر الشعب في منطقة القناة شمال شرق بغداد، الامر الذي قد يؤشر لكون الجماعة المنفذة لحادث الخطة والقتل ميليشيا شيعية، اذ تمكنت من رمي جثث الضحايا في منطقة نفوذها (منطقة الشعب).
ويمثل هذا الحادث التحدي الأكبر الذي تواجهه حكومة العبادي التي تألفت مطلع ايلول الماضي. فطوال الأشهر الأخيرة، حظيت الحكومة بدعم استثنائي من غالبية القوى السياسية، وخصوصاً القوى السنية ممثلة بـ"اتحاد القوى العراقية" الذي يتزعمه رئيس مجلس النواب سليم الجبوري ونائب الرئيس اسامة النجيفي ونائب رئيس الوزراء صالح المطلك. ويخشى ان تدفع الحوادث المتكررة التي تستهدف مواطنين سنّة في بغداد وديالى الى تقويض ثقة القوى السنية بحكومة العبادي وتنهي شهر عسلها معه الذي امتد نصف سنة، خصوصاً ن الاتهامات غالبا ما توجه الى ميليشيات شيعية بالوقوف وراء تلك الاعمال، ومنها اغتيال الشيخ سويدان، ومقتل 70 شخصاً في منطقة بروانة بمحافظة ديالى الشهر الماضي. والمفارقة ان حكومة العبادي تجد نفسها عاجزة عن مكافحة اعمال القتل التي تقوم بها بعض العناصر المسلحة، التي تنخرط بمجملها في اطار قوات "الحشد الشعبي" الذي يقاتل "داعش".
وربما كان تعليق اعضاء "تحالف القوى العراقية" نشاطهم في مجلس النواب احتجاجاً على اغتيال سويدان، أولى خطوات القطيعة مع حكومة العبادي.
واللافت ان ائتلاف "القائمة الوطنية" بزعامة نائب الرئيس اياد علاوي، انضم الى "تحالف القوى العراقية" وعلق نشاط اعضائه في مجلس النواب. ويعيد مشهد "التعليق" الى الاذهان السياسة الذي اتبعتها القوى السنية الى جانب علاوي للاحتجاج على السياسات التي كان ينتهجها رئيس الوزراء السابق نوري المالكي.
ولعل البيان الصادر عن "تحالف القوى العراقية"، يكشف الى حد ما تمسكه بخيط الود الذي يربطه بالعبادي، ويظهر ميله الى الدخول في تفاوض مع الحكومة في شأن حماية "المكون السني". فقد اعلن هذا التحالف عن تأليف "لجنة تفاوضية" مكونة من بعض قياداته مهمتها التفاوض مع الحكومة للحفاظ على "المكون السني في العراق"، فيما أكد استمرار تعليق حضور نوابه جلسات مجلس النواب.
الى ذلك، يشير بعض التسريبات الخبرية الى تدخل مرجعية النجف في الازمة الاخيرة واتصالها ببعض قيادات "تحالف القوى العراقية" لتهدئة الاجواء المتوترة الناجمة عن اغتيال سويدان.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم