الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

أيام العسل بين حكومة العبادي والقوى السنيّة على المحك

المصدر: بغداد – فاضل النشمي
أيام العسل بين حكومة العبادي والقوى السنيّة على المحك
أيام العسل بين حكومة العبادي والقوى السنيّة على المحك
A+ A-

استنكر رئيس الوزراء حيدر العبادي عملية الاغتيال التي تعرض لها الشيخ العشائري قاسم سويدان وسبعة من افراد حمايته قبل يومين. وقال بيان رئيس الوزراء: "ان من نفذ هذه الجريمة يريد ان يشغل قواتنا الامنية عن مواجهة العدو الحقيقي للشعب العراقي والمتمثل بتنظيم "داعش" الارهابي واحداث شرخ في العملية السياسية"، مؤكدا عزمة "الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه العبث بأمن وحياة العراقيين"، وانه "ستتم ملاحقتهم والقاء القبض عليهم وتقديمهم للقضاء".


وكان الناطق باسم عمليات بغداد العميد سعد معن اعلن ان "الشيخ قاسم سويدان احد وجهاء عشيرة الجنابات ونجله محمد وقريبهم النائب زيد الجنابي اختفوا في حدود الساعة السابعة من مساء (الجمعة)، لدى مرورهم قرب علوة الرشيد في منطقة الدورة جنوبي بغداد". وافرجت الجماعة الخاطفة عن النائب زيد الجنابي بعد ان اشبعوه ضربا، ووجدت جثث الضحايا ملقاة أسفل جسر الشعب في منطقة القناة شمال شرقي بغداد، الامر الذي قد يؤشر الى ان الجماعة المنفذة لحادث القتل الاختطاف والقتل مليشيا شيعية، بحيث تمكنت من رمي جثث الضحايا في منطقة نفوذها (منطقة الشعب).


ويمثل الحادث التحدي الأكبر الذي تواجهه حكومة العبادي التي تشكلت مطلع ايلول الماضي. فعلى امتداد الأشهر الأخيرة، حظت حكومته بدعم استثنائي من أغلب القوى السياسية، وخاصة القوى السنية ممثلة بـ"اتحاد القوى العراقية". الذي يتزعمه رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، ونائب الرئيس اسامة النجيفي، ونائب رئيس الوزراء صالح المطلك. ويخشى ان تدفع الحوادث المتكررة التي تقع ضد مواطنين سنَة في بغداد وديالى الى تقويض ثقة القوى السنية بحكومة العبادي وتنهي شهر عسلها معه الذي امتد لنص عام. خاصة وان الاتهامات غالبا ما توجه لمليشيا شيعية في الوقوف وراء تلك الاعمال، ومنها اغتيال الشيخ السويدان أخيراً، ومقتل سبعين شخصا في منطقة بروانة في محافظة ديالى الشهر الماضي. والمفارقة ان حكومة العبادي تجد نفسها عاجزة من مكافحة اعمال القتل التي تقوم بها بعض العناصر المسلحة، التي تنخرط في مجملها في اطار قوات "الحشد الشعبي" الذي يقاتل "داعش".


وربما يمثل تعليق اعضاء "اتحاد القوى العراقية" لنشاطهم في مجلس النواب احتجاجا على اغتيال السويدان، اول خطوات القطيعة مع حكومة العبادي.
واللافت ان ائتلاف القائمة "الوطنية" بزعامة نائب الرئيس اياد علاوي، انضم الى "اتحاد القوى العراقية" وعلق نشاط اعضائه في مجلس النواب، ويعيد مشهد "التعليق" الى الاذهان السياسية الذي اتبعتها القوى السنية، الى جانب اياد علاوي للاحتجاج على السياسات التي كان ينتهجها رئيس الوزراء السابق نوري المالكي. ومع ذلك، ثمة من يعوّل على ادراك القوى السنية للخطر الكبير الذي يمثله "داعش" التي يسيطر على اغلب مناطق القوى السنية، ويرون ان الساسة السنة المنخرطين في الحكومة، سيضطرون لمواجهة ظروف السياسة القاسية التي يفرضها "داعش" عليهم بعد سيطرته على اغلب مناطق نفوذهم، وتاليا هم مضطرون لعدم دق اسفين الخصام النهائي مع العبادي كما فعلوا مع سلفه المالكي. فهامش المنورة لديهم ضعيف، اذا ما استثنينا الضغوط التي قد تمارسها الولايات المتحدة لمصلحتهم.


ولعل البيان الصادر عن تحالف القوى، يكشف الى حد ما تمسكه بخيط الود الذي يربطه بالعبادي، ويظهره ميله للدخول في تفاوض مع الحكومة في شأن حماية "المكون السني". اذ اعلن تحالف القوى العراقية، عن تشكيل "لجنة تفاوضية" مكونة من بعض قياداته مهمتها التفاوض مع الحكومة للحفاظ على "المكون السنّي في العراق"، فيما اكد استمرار تعليق حضور نوابه لجلسات البرلمان.


وقال النائب عن اتحاد القوى العراقية محمد الكربولي في تصريحات صحفية، ان "قيادات تحالف القوى قرر تشكيل لجنة تفاوضية مكونة من قيادات تحالف القوى تضم رئيس مجلس النواب سليم الجبوري ونائب رئيس الجمهورية اسامة النجيفي ونائب رئيس الوزراء صالح المطلك للتفاوض مع الحكومة العراقية بشأن التطورات الاخيرة في البلاد.


الى ذلك، يشير بعض التسريبات الخبرية الى تدخل مرجعية النجف في الازمة الاخيرة واتصالها ببعض قيادات تحالف القوى لتهدئة الاجواء المتوترة الناجمة عن اغتيال السويدان.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم