الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

بث اشارات الى الكون... هل من يستجيب؟

المصدر: "ا ف ب"
بث اشارات الى الكون... هل من يستجيب؟
بث اشارات الى الكون... هل من يستجيب؟
A+ A-

يعتزم علماء اميركيون ارسال اشارات باتجاه الفضاء على امل التواصل مع كائنات ذكية في كواكب خارج المجموعة الشمسية، رافضين ما يثار من مخاوف حول ما قد يشكله ذلك من مخاطر على البشرية.
ويتخوف علماء، ومنهم عالم الفيزياء البريطاني المشهور ستفين هوكينغ من المخاطر التي قد تنجم من اعلام حضارات اخرى قد تكون موجودة في كواكب اخرى، بوجود حضارة على كوكب الارض.
لكن العلماء في معهد البحث عن كائنات ذكية خارج الارض "سيتي" مصممون على اطلاق مشروعهم لارسال اشارات باتجاه الفضاء على امل ان تلتقطها كائنات ذكية في كواكب اخرى.
وقال دوغلاس فاكوش الباحث في المعهد "درج البشر على مدى الاعوام الخمسين الماضية على توجيه تلسكوباتهم اللاسلكية باتجاه النجوم بحثا عن اي اشارات ذكية من حضارات" تعيش في كواكب اخرى.
واضاف "لكن مشروعنا الجديد يقضي باعتماد مسار معاكس، وهو بث اشارات ضخمة غنية بالمعلومات على امل ان تلتقطها عوالم اخرى وترد عليها".
وستبث هذه الاشارات باتجاه مجموعات شمسية تعد قريبة نسبيا، ويرجح العلماء ان تكون فيها كواكب يمكن ان تكون مناسبة لنشوء الحياة وتطورها على سطحها.
ويرى علماء الفيزياء الفلكية المشرفون على هذا المشروع ان هذا المسار اجدى من المسار المتبع سابقا في سبيل اجراء اي نوع من الاتصال مع كائنات خارج الارض.
ومن المحاولات السابقة في هذا المجال ما قامت به وكالة الفضاء الاميركية ناسا في العام 1977، حين اطلقت مسبارين فضائيين "فويجر-1" و"فويجر-2"، وعلى متنهما اسطوانات تحتوي على اصوات وصور تعطي نظرة عامة عن الحياة والحضارة على كوكب الارض، وقد خرج احد هذين المسبارين في الاشهر الماضية من حدود المجموعة الشمسية مواصلا سبره اغوار الفضاء.
ومن المحاولات السابقة ايضا ارسال اشارات لاسلكية الى الفضاء، ففي العام 1999 بث علماء روس رسالة الى الفضاء، وفي العام 2008 بثت وكالة الفضاء الاميركية ناسا اشارات لاسلكية لاغنية "اكروس ذي يونيفرس" باتجاه النجم القطبي الذي يبعد عن الارض 430 سنة ضوئية.
والسنة الضوئية هي وحدة لقياس المسافة وليس الزمن، وهي المسافة التي يقطعها الضوء في سنة، وتوازي عشرة مليارات كيلومتر تقريبا.
لكن تطور التلسكوبات اللاسلكية اليوم يجعل من هذه المهمة اكثر جدوى، ويأمل سيث شوستاك مدير معهد سيتي ببث كل محتويات شبكة الانترنت في العالم الى الفضاء، وهو ما يتيح لكائنات خارجية، في حال وجدت، ان تفك رموزها وتفهم قصة البشرية وحضارتها، بحسب ما قال الخميس اثناء عرض مشروعه في مؤتمر الجمعية الاميركية للتقدم العلمي في كاليفورنيا.
ويدرك القيمون على هذا المشروع ان فكرتهم تثير قلق بعض العلماء، مثل ستيفن هوكينغ الذي يصف اي فكرة من هذا النوع بانها "تفتقر الى الحس بالمسؤولية".
ويتخوف العالم البريطاني من فكرة لقاء الحضارات المختلفة، مستندا الى النتائج المأسوية التي شابت لقاء حضارات مختلفة متباينة في التقدم العلمي، على كوكب الارض نفسه، مثل لقاء الحضارة الاسبانية مع حضارة الانكا في اميركا اللاتينية، والتي اسفرت عن اندثار الثانية تحت قوة الاولى المادية والعسكرية.
لكن العلماء في معهد "سيتي" يرون ان هذه المخاوف ليس مبررة.
ويقول سيث شوستاك "في حال وجود حضارة خارج كوكب الارض لديها تقدم علمي كبير يسمح لها بابادة كوكبنا، فانها بلا شك قادرة من تلقاء نفسها على رصد وجودنا على الارض بسبب الاشارات اللاسلكية التي نبثها منذ الحرب العالمية الثانية".
وبرأي شوستاك، فان كان الخوف من بث اشارات الى الفضاء مبررا، فينبغي حينها ايضا وقف العمل باجهزة الرادار وربما اطفاء اضواء المدن.
لكن عالم الفيزياء الفلكية ديفيد برين يرفض مقولة ان هذه المخاوف غير مبررة، ويطالب بوقف العمل بهذا المشروع.
ويقول "نطالب بان يخضع هذا المشروع للتوافق الدولي والتصويت العام قبل ان تقوم البشرية بخطوة لا يمكن لا رجوع عنها، وهي بث رسائل الى انحاء الكون تفيد اننا موجودون هنا".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم