الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

مانديلا اختفى بشكل غامض يوم الإفراج عنه

المصدر: "ا ف ب"
مانديلا اختفى بشكل غامض يوم الإفراج عنه
مانديلا اختفى بشكل غامض يوم الإفراج عنه
A+ A-

أفرج في 11 شباط 1990 عن زعيم المقاومة السوداء لنظام الفصل العنصري نلسون مانديلا بعد 27 عاماً أمضاها في السجن رافعاً قبضته أمام كاميرات العالم بأسره فيما جموع ضخمة في انتظاره في كايب تاون لكن في طريقه الى وسط هذه المدينة...اختفى مانديلا في شكل غامض.
وكان موكبه قد غادر فعلاً سجن فيكتور فيرستير بنية التوجه إلى مقر البلدية حيث كان من المقرر أن يلقي كلمة.
لكن في تلك الفترة لم تكن الهواتف النقالة متوفرة بعد وكان بإمكان أكثر الاشخاص تعقباً من قبل الصحافة في العالم، الاختفاء.
وقالت مؤسسة مانديلا التي روت للمرة الأولى الأسبوع الماضي تفاصيل هذا الحدث التاريخي: "أفرج أخيراً عن مانديلا وكان العالم بأسره في انتظاره ولم يكن لتريفور مانويل أدنى فكرة عن مكان وجوده".
وكان تريفور مانويل الذي أصبح وزيراً للمال في ما بعد، رفيق نضال نلسون مانيلا مكلفا تنظيم هذا اليوم التاريخي، وروت المؤسسة تقول: "بالنسبة لتريفور مانويل شكل السبت في 11 شباط 1990 اليوم الذي فقد فيه أثر مانديلا".
وكان مانديلا المعروف بمزيج من الصلابة واللامبالاة المحسوبة، طلب من سائقه القيام بتغيير مساره مرات عدة والتوقف في محطات مختلفة لتجنب الجموع.
وقد عثر عليه المنظمون نهاية المطاف في المحطة الأخيرة من تجواله هذا في منزل يقع في حي هادئ، وكان مانديلا قد نزع حذاءه لمزيد من الراحة فيما كان يتمتع باحتساء الشاي.
ويذكر الاسقف الانغليكاني لكايب تاون ديسموند توتو الذي كان أمام الجموع التي راح توترها يزداد شيئاً فشيئاً، بأنه شعر بالخوف موضحاً: "لقد بعثت رسالة مفادها انه في حال لم يأت ستحصل أعمال شغب".
ووصل مانديلا في نهاية المطاف مع حلول الليل، واضطر إلى قراءة خطابه على نور مصباح يد فيما استعار نظارات من أحد الأشخاص بعدما فقد نظاراته بسبب الفوضى التي رافقت مغادرته السجن.
وكان حكم على نلسون مانديلا "الإرهابي" زعيم المؤتمر الوطني الأفريقي رأس حربة النضال ضد نظام الفصل العنصري، بالسجن مدى الحياة العام 1964 بتهمة قيادة الجناح المسلح السري لهذه المنظمة، وقد امضى 27 عاماً في السجن من بينها 18 عاماً في سجن جزيرة روبن ايلاند قبالة كايب تاون.
وعلى مدى أربع سنوات تفاوض مع الرئيس فريدريك دي كليرك للتوصل إلى إجراء انتخابات بالاقتراع العام على أساس "شخص واحد صوت واحد"، وفي العام 1994 حقق المؤتمر الوطني الأفريقي فوزاً كاسحاً في الانتخابات حاملاً إلى الرئاسة الرجل الذي انقطع عن العالم لمدة ثلاثة عقود تقريباً.
وقبل سنة على ذلك حصل مانديلا ودي كليرك معاً على جائزة نوبل للسلام لأنهما نجحا في قيادة المرحلة الانتقالية مع تجنب اندلاع حرب أهلية كان يخشاها الجميع عند خروج مانديلا من السجن.
وقد أمضى اول رئيس اسود لجنوب افريقيا ولاية واحدة في الرئاسة منسحبا في العام 1999. وتوفي في 13 كانون الأول 2013 عن 95 عاماً.
وبعد 25 عاماً على الإفراج عنه لا تزال ندوب نظام الفصل العنصري تطبع هذا البلد مع أن الكثير من قيم مانديلا تحولت إلى واقع، ويقول الخبير في الشؤون السياسية ستيفن فريدمان من جامعة جوهانسبرغ إن "النصر الرئيسي يتمثل في أنه بات للناس حقوق وكرامة، وبات الآن ثمة طبقة سوداء متوسطة لم تكن موجودة في العام 1994".
لكن في العام 2015 لم تصبح جنوب أفريقيا البلد المزدهر الذي كان يحلم به مانديلا. فالبطالة تطال رسمياً ربع السكان وربما 40 في المئة اذا ما احتسب الاشخاص الذين تخلوا عن فكرة البحث عن عمل.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم