الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الأمين والسمّاك وبوحبيب يتحدثون لـ"النهار" عن علاقة الملك بلبنان

أسرار شبارو
أسرار شبارو
الأمين والسمّاك وبوحبيب يتحدثون لـ"النهار" عن علاقة الملك بلبنان
الأمين والسمّاك وبوحبيب يتحدثون لـ"النهار" عن علاقة الملك بلبنان
A+ A-

عشرة أعوام وهو في خدمة الحرمين الشريفين والسعوديين وأشقائه العرب. عشرة أعوام لم يتعب من حمل الشعلة التي سلّمه إياها شقيقه فهد، بل على العكس سار فيها بمختلف قطاعات المملكة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فطورها ورفع من شأنها. إنه السياسي الناشط الذي أعاد ترتيب بيت الحكم من خلال هيئة البيعة، وجعل من المملكة لاعباً أساسياً في الشرق الأوسط، هو بلا شكّ الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي رحل عن عمر يناهز 91 عاماً.


تركة الملك لشعبه ودولته والدول العربية تحدّثت عنها لـ"النهار" ثلاث شخصيات.
بالنسبة للسيد محمد حسين الأمين كان الملك الراحل "من الزعماء العرب الذين استطاعوا أن يسجلوا اسمهم بين قلّة كان لهم حضورهم وتأثيرهم على مستوى بلده وعلى المستوى الدولي بصورة عامة، كما كان عنصراً فاعلاً في ترسيخ الاعتدال السياسي في الرؤية الشمولية للعالم العربي المساعدة على مواجهة عناصر الاغتراب والصراع التي يشهدها العالم العربي بصورة عامة، لذلك أستطيع القول إنه يمثل آخر أجيال الملوك والرؤساء الذين سبقوا هذه المرحلة الراهنة".


سياسة فاعلة ومؤثّرة
أما سياسته فاعتبرها "فاعلة ومؤثرة سواء على صعيد الوضع العربي أو على صعيد ترسيخ عناصر التماسك في هذه المملكة التي تشكل في بنية الوضع العربي، ركيزة مهمة وأساسية لجهة تأهيلها الفاعل في الأحداث وموقفها المؤثر بصورة واضحة على التطلعات العربية نحو ترسيخ علاقات التفاهم بالرغم من أن المملكة لم تستطع أن تحقق كل ما تطمح اليه في هذا المجال، ولكن هذا السياسي الاستثنائي استطاع أن يمرر المرحلة السابقة بأقل قدر من المشكلات والمخاطر التي تحيط بالمملكة وحتى في بعض الدول العربية". وهذا ما أكد عليه السفير اللبناني السابق في واشنطن عبد الله بو حبيب حيث رأى في حديث لـ"النهار" أن المملكة "برزت أيام الملك عبد الله الذي نشّط سياستها الهادئة حتى وصلت الى مرتبة القيادة في العالم العربي، رغم أن ذلك كان مكلفاً عليها اذ أوجد لها أخصامًا وحتى عداوات مع بعض الدول العربية".
النهج الذي رسّخه سوف يفرض نفسه بحسب الأمين "ولو بنسبة معينة على السياسة القادمة في المملكة العربية السعودية وسيبقى تأثيره قوياً وفاعلاً".


رجل الحوار
يذكر خادم الحرمين الشرفين بأمور عدة توقف رئيس لجنة الحوار الإسلامي - المسيحي محمد السماك عند أهمها: "أولاً نجاحه في الحوار الوطني داخل المملكة وتوجهه للحوار العالمي الذي بدأ مع البابا بيندكتوس السادس عشر، ثم في مؤتمر مدريد حيث دعا إلى حوار عالمي بين الأديان والثقافات وأخذ بمبادرته ضوءًا أخضر من الجمعية العامة للأمم المتحدة، والآن يتكرس هذا الأمر في وجود مؤسسة دولية تتألف من ثلاث دول هي المملكة السعودية واسبانيا والنمسا".
واستطرد:"هذه المبادرات التي قام بها في إطار الحوار تعكس حقيقة موقفه من التطرف والغلو في المجتمعات العربية والاسلامية وذكر بحملته على بعض الأئمة والمشايخ في المملكة السعودية وادانته لسكوتهم على هذا التطرف وحثهم على التحرك لمواجته لذلك نفتقد برحيله ركناً أساسيا من أركان مكافحة التطرف في العالم الاسلامي والدعوة الى الحوار مع العالم كله".


حكمة في لبنان
"لا يمكن للمرء إلا ان ينوّه بالمواقف الإيجابية والمؤثرة لجهة دعم الدولة اللبنانية والحكمة التي تمّيزت بها سياسة الملك في الموقف من أطراف الصراع في لبنان"، بحسب الأمين الذي اضاف: "لكن ذلك لا يعني أنه لم يكن أقرب الى بعض الاتجاهات والأحزاب منه الى بعضه الآخر، ولكن من دون أن تتسم مواقفه بالحدة تجاه الاطراف الاخرى".
الامين نوه بالبادرة الأخيرة تجاه الجيش اللبناني والدعم الذي قدّمته المملكة حيث كان" الملك هو المؤثر الاساسي في هذا الدعم ما يعني أنه كان عنصراً مؤثراً في دعم مشروع قيام الدولة القوية التي يطمح اللبنانيون إليها".
هذا ما أكده السماك الذي قال"يتميز الملك بأنه يسير على نفس الخط الذي بدأه الملك المؤسس عبد العزيز وتوالى أبناؤه الملوك على تخصيص لبنان بمعاملة خاصة وبموقف خاص في السياسة الخارجية السعودية. وتتمثل هذه السياسة الخاصة في الدعم المالي والمعنوي من دون أي تدخّل في شأنه الداخلي وهذا الامر وجدناه مؤخراً عندما قدم هبة بقيمة 3 مليارات دولار وقبلها مليار دولار لمساعدة لبنان في مقاومة الارهاب. كل المسؤولين السعوديين يردّدون أمامنا ان لبنان أمانة، ويجب أن يكون منارة للحوار والثقافة والعلم والتفهم هذه النظرة الخاصة للبنان أصبحت جزءًا من السياسة السعودية وقد تمثلت بمواقفه الاخيرة بشكل واضح". من جانبه لفت بو حبيب "لا شكّ في أن السعودية ساعدت لبنان كثيرًا، لكن دعمها لجهة معينة على حساب أخرى دفع إلى ظهور خصوم في بلاد الارز".
"ندعو الله تعالى أن يقيّد لشعب المملكة السعودية قيادة حكيمة تشكل استمراراً وتطويراً لنهج الاعتدال التي ساهم الفقيد الراحل بإرساء الكثير من قواعده"، ختم الأمين.


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم