الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الملك عبدالله اصلاحي حمى بلاده في زمن العواصف العربية

المصدر: (ا ف ب)
الملك عبدالله اصلاحي حمى بلاده في زمن العواصف العربية
الملك عبدالله اصلاحي حمى بلاده في زمن العواصف العربية
A+ A-

يعد العاهل السعودي عبدالله بن عبد العزيز الذي توفي فجر اليوم، اصلاحيا حذرا تمكن من الحفاظ على اكبر قوة نفطية في العالم بعيدا من الاضطرابات التي عصفت بالعالم العربي طوال السنوات الاربع الماضية.


والملك عبدالله الذي توفي عن عمر يناهز التسعين عاما، كان صعد الى سدة الحكم مع وفاة اخيه الملك فهد في 2005، الا انه كان يدير شؤون المملكة بحكم الامر الواقع منذ سنوات.
وبعد خضوعه لجراحات عدة خلال السنوات الاخيرة، قلل الملك عبدالله من ظهوره في المناسبات العامة، وكان يمثله ولي العهد الامير سلمان بن عبد العزيز البالغ من العمر 77 سنة والذي تمت مبايعته ملكا.


وعبدالله الذي كان معروفا ببساطته وايمانه، عزز صورته كملك نزيه وقريب من الناس.


وقال ديبلوماسي غربي ان "الملك عبدالله هو الملك الاكثر شعبية منذ الملك فيصل" الذي قتل في 1975.
والمملكة التي تحتضن على ارضها الحرمين الشريفين، واجهت بحزم المجموعات المتطرفة وانضمت خلال عهد عبدالله الى الائتلاف الدولي ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" وشاركت في الضربات الجوية ضد المتطرفين.
وحذر الملك عبدالله الغرب بشدة من خطر المتطرفين اذا لم يتم اتخاذ تدابير حازمة ضدهم، معتبرا ان خطر هؤلاء قد يصل الى اوروبا واميركا في غضون اشهر.


وفي الوقت عينه، وضعت المملكة في عهد عبدالله ثقلها من أجل حماية حصتها من سوق النفط في مواجهة تنامي انتاج النفط الصخري في أميركا الشمالية.
وتحت تأثير المملكة، امتنعت منظمة الدول المصدرة للنفط عن اتخاذ قرار بخفض مستويات الانتاج على الرغم من انخفاض الاسعار.
وعلى الساحة الداخلية، قاد الملك عبدالله مشروعاً اصلاحياً حذراً اذ حاول التوفيق بين جناح ليبرالي متعطش للتطوير والمؤسسة الدينية البالغة النفوذ في المملكة المحافظة جدا.


وفي 2005، نظم الملك اول انتخابات بلدية جزئية ومنح المراة الحق في التصويت خلال العملية الانتخابية المقبلة في 2015، حتى ولو ان المملكة ما زالت تحظر على النساء قيادة السيارات.
وخفف الملك عبدالله ايضا من سطوة الشرطة الدينية وادخل اصلاحات الى قطاع التربية، كما افتتح في 2009 جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، وهي اول جامعة مختلطة في المملكة.
وتمكن الملك عبدالله خصوصا من حماية بلاده من العاصفة التي هبت على العالم العربي في 2011. واستخدم العاهل السعودي الراحل ثروة بلاده الضخمة من اجل اتخاذ تدابير ترضي المواطنين، وخصص 36 مليار دولار من اجل خلق الوظائف وبناء الوحدات السكنية ولمساعدة العاطلين عن العمل.
وعلى الرغم من انخفاض اسعار النفط في النصف الثاني من 2014، أمر الملك عبدالله بالابقاء على مستويات انفاق مرتفعة في ميزانية العام 2015، وذلك خصوصا للحفاظ على السلم الاجتماعي.


والملك عبدالله الذي عرف بدفاعه عن النظام العربي القائم، استقبل على ارض المملكة الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، ولم يرحب باسقاط الرئيس المصري السابق حسني مبارك.
ودعم الملك عبدالله بقوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بعد عزل الرئيس الاسلامي محمد مرسي في تموز 2013، كما اعتبرت المملكة جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها مرسي "منظمة ارهابية".


وعلى المستوى الاقليمي، أطلق الملك عبدالله مبادرة السلام العربية مع اسرائيل، وهي المبادرة التي رفضتها الدولة العبرية.
كما حاول الملك عبدالله باستمرار مواجهة تمدد النفوذ الايراني.
وعلى الرغم من التحالف القوي مع الولايات المتحدة، لم يتوان الملك عبدالله عن توجيه انتقادات لاذعة الى واشنطن لا سيما عندما اشار الى "الاحتلال غير الشرعي" للعراق من القوات الاميركية.


والملك عبدالله الذي ولد في الرياض، هو الابن الثالث عشر للملك عبدالعزيز، مؤسس المملكة.
وكان عبدالله قريبا من القبائل التي كانت المصدر الرئيسي لعناصر الحرس الوطني الذي قاده طول عقود قبل ان يسلمه الى نجله الامير متعب.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم