إليان تعود من الكسليك جثة هامدة إلى أهلها صباح اليوم ... فماذا حصل؟

عند الساعة الرابعة من فجر اليوم الإثنين، قصد المدعو (ح.ح.) ملهى ليلي في الكسليك للسهر، لكنه مُنع من الدخول، فتوجّه إلى سيّارته، وأخذ سلاحه وأطلق بضع رصاصات في الهواء، لم يُدرك أنها ستسلب إليان الصفطلي (20 عامًا) حياتها، وتعيدها جثة هامدة إلى حضن أهلها.

توأمها باتت وحيدة
كانت إليان ابنة الشياح برفقة شقيقتها التوأم جويل، تسهران وتمرحان، لكن فرحتهما لم تكتمل، إذ سقطت إليان بين يدي شقيقتها التي لم تستطع مساعدتها. رأتها تلفظ أنفاسها الأخيرة أمامها. سقطت تؤامها التي لم تفارقها منذ ولادتها. لم تتمكّن من منع الموت من أخذها. فرحلت وتركتها وحيدة.

أهل الفتاة العشرينيّة مفجوعون، والبكاء لا يفارقهم. تجمّع الأقارب حولهم لمواساتهم، وهم يريدون من يخفّف عنهم هول المصيبة. وقال قريب العائلة لـ"النهار": "الحزن يخيّم على البيت، غاب الكلام وحلّ مكانه البكاء، الحرقة تعتصر قلوبنا، كانت إليان مثل قلب النهار، في مقتبل العمر والحياة أمامها".

الحياة لم تحبّها
هذه الفوضى التي يعيشها لبنان لا ترحم أحدًا، تُفقد الأهل فلذات أكبادهم وتحرق قلوبهم من دون أن يرفّ لها جفن، ويتابع قريبها: "ذنبها الوحيد أنها أرادت أن تسهر وتمرح، فعادت إلينا جثة. كانت حنونة وطيّبة، تحبّ الحياة".

أحبّت إليان الحياة، لكن الحياة لم تبادلها المشاعر نفسها، فسمحت للموت بأخذها باكرًا. رحلت قبل أن يفرح أهلها بها. بدل أن تزيّن صورتها وهي عروس حائط المنزل، ستبقى تلك الصورة المحاطة بالورود والمسبحة رفيقتهم الوحيدة، فيصلّون أمامها ويناجونها. ويضيف قريبها: "الله يساعد أهلها، حالهم مزرية، كانوا شايفينا ومش مصدقين".

تفاصيل الحادثة
وفي السياق نفسه، يقول مصدر أمني متابع للتحقيقات لـ"النهار": "كان المدعو (ح.ح.) يريد الدخول إلى الملهى الليلي للسهر مع مجموعة من الشباب، لكنه مُنع من الدخول، فتوجّه إلى سيّارته والتقط مسدسه وأطلق النار في الهواء، مرديًا الفتاة إليان الصفطلي قتيلة بعدما استقرّت الرصاصة في رأسها. نقلت الفتاة إلى مستشفى سيدة لبنان في جونية، وفتح تحقيق في الحادث، وتعمل الأجهزة على معاينة الأدلة. أوقفت مفرزة جونية القضائيّة المشتبه فيه، في محلّة بئر حسن في بيروت، فيما تتابع الشرطة العسكريّة التحقيق".