الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

رئيس الائتلاف السوري الجديد لـ"النهار": النظام لن يجد أي معارض في موسكو

المصدر: "لنهار"
محمد نمر
رئيس الائتلاف السوري الجديد لـ"النهار": النظام لن يجد أي معارض في موسكو
رئيس الائتلاف السوري الجديد لـ"النهار": النظام لن يجد أي معارض في موسكو
A+ A-

لا خيار أمام الشعب السوري المعارض سوى إعطاء الائتلاف الوطني السوري برئاسته الجديدة فرصة أخرى، فرغم فقدان هذا المكوّن مكانته في الداخل إلا انه يبقى الجهة الأكثر تواصلاً مع المجتمع الدولي العاجز عن إنهاء الأزمة السورية، والممثل الشرعي للشعب السوري باعتراف دول عدة.
خالد خوجة اسم جديد فاز بمنصب رئاسة الائتلاف خلفاً للرئيس السابق هادي البحرة الذي مرّ عهده بلمح البصر، من دون أيّ تطوّر إيجابي، وكان سبقه إلى هذا المنصب أحمد الجربا ومعاذ الخطيب. وتأتي هذه التغييرات في ظل مزيد من تعقيد الأزمة السورية، وتوسّع رقعة تنظيم "الدولة الاسلامية" في الداخل، والحديث عن محادثات "غير واضحة" في موسكو نهاية الشهر الحالي.


العقبات الثلاث


ويبدو أن الرئيس الجديد يدرك تماماً مكان المرض في جسم المعارضة، فأجندته تبدأ من الاصلاح داخل الائتلاف بناء على "الاتفاق" بدل "الانتخاب"، بهدف إعادة الاعتبار لهذا المكون في الداخل، وبالتالي البدء بأخذ زمام المبادرة.
هناك ثلاث قضايا تعترض "الائتلاف"، ويقول رئيسه الجديد خالد خوجة لـ"النهار": "العقدة الأولى ترتبط بإعادة اللحمة الداخلية وترتيب الصف في الائتلاف، خصوصاً أن فسيفساء الشعب انعكست على المعارضة بأطيافها وطوائفها، من اليسار إلى اليمين ومن التركمان إلى الأكراد ومن الاخوان المسلمين إلى اليساريين، وباتت هذه المكونات تعمل بسياسة الديموقراطية المستقرّة، وهذا ما جعل الائتلاف يبتعد عن حالة الثورة التي تقتضي التوافق وليس الانتخاب". ويعتبر أن "التحدّي في هذه العقبة هو إيجاد آليات جديدة كالتوافق بدلاً من الانتخاب، ليكون الائتلاف قريبًا من نبض الثورة".
العقبة الثانية هي "إعادة الاعتبار للائتلاف"، ويوضح خوجة: "بُعد الائتلاف عن الساحة في سوريا وعدم استطاعته جلب الدعم الكافي من مجموعة الاصدقاء من المجتمع الدولي، جعل الائتلاف مهمشاً وغير مهتم به كما في السابق منذ تأسيسه. لذلك، لا بد من تفعيل العلاقات العامة مع الدول الداعمة وإيجاد قنوات للتواصل، سواء مع الفصائل المقاتلة على الارض أو مع النشطاء، لمعرفة احتياجاتهم، لإعادة الائتلاف إلى المعادلة". وبحسب خوجة يؤدّي تجاوز هاتين العقبتين إلى نجاح العقبة الثالثة التي هي "الأخذ بزمام المبادرة"، معتبراً أن "الضغط على الشعب السوري والقمع الذي يمارسه النظام السوري مع تأييد روسي - ايراني جعل المبادرات الدولية تنطلق من منظمات المجتمع الدولي برعاية دولية أو بعض عواصم الدول التي تفرض على الشعب السوري وهو محاصر في مناطقه أو تحت القصف، شروطاً من شأنها إعادة إنتاج النظام السوري". ولأن "المجلس الوطني ومن بعده الائتلاف كانت مواقفهما عبارة عن ردود افعال تجاه المبادرات، فلا بد من البدء بأخذ زمام المبادرة. لذلك لا بد من تحسين الوضع الداخلي وجعل الشعب السوري يؤيد المبادرات السياسية التي نقوم بها".


النظام "يحاور" نفسه


محادثات موسكو تعتبر الأكثر حساسية بالنسبة إلى "الائتلاف" الذي لم يُدْعَ إليها، بل وصلت دعوات إلى شخصيات معارضة. ويتوقف خوجة عند هذا الحدث ليؤكد أن "الحوار مع النظام غير وارد. وبين "الائتلاف" والنظام كانت هناك عملية تفاوضية عرقلها النظام في "جنيف 2"، وإذا كانت هناك إعادة للعلاقة معه، فستكون هي العلاقة التفاوضية نفسها من حيث انتهت في "جنيف 2" وبحسب النقاط الست للمبعوث الاممي كوفي أنان ومقررات مجلس الامن التي تقضي بنقل الصلاحيات إلى جسم انتقالي ذي صلاحيات تنفيذية كاملة، ولا يمكن الجلوس مع النظام بأي مبادرة بغير هذا المفهوم"، مشدداً على أن "مصطلح حوار يطلق على العلاقة بين أطياف المعارضة، وهذا وارد وموجود ولم ينقطع ولا يحتاج إلى مبادرات". وخلاصة موقف الائتلاف: "موسكو تدعو إلى حوار ونحن نتفاوض ولا نتحاور، وأساساً لم توجّه إلينا دعوة بل إلى شخصيات"، ويضيف: "اذا كانت المباحثات ضمن الاطار الذي تفكر به موسكو، فسيجد النظام نفسه في الطرف الآخر من الطاولة ولن يجد أي معارض".


"داعش" و"النصرة"


كيف ستواجهون "داعش"؟ يجيب خوجة: "الجيش الحرّ أول من واجه داعش وطردها من حلب حيث نشأت. لكن للأسف الشديد تخاذل الدول الداعمة عن دعم الجيش الحر وإعادة هيكلته جعلت الاخيرة تنمو في الشمال وتتّجه إلى الجنوب، فضلاً عن سقوط الموصل والهدايا التي قدمها النظام السوري لداعش كالمطارات والثكنات في الرقة، ولدينا الآن الحكومة المنبثقة عن الائتلاف ووزارة الدفاع وهناك برامج تدريب ودعم وافق عليها الكونغرس الاميركي ومع هذا الأمر لن تستطيع "داعش" ان تواجه الجيش الحر الذي كانت لديه خبرة سابقة في مقاتلة داعش". أما عن "جبهة النصرة" فإن المرة الأولى التي يصدر عن الائتلاف موقف صريح منها، إذ يقول خوجة: "زعيم النصرة الجولاني بايع الظواهري في شكل علنيّ، وهذا يعني انها مرتبطة بجهة إرهابية ولا تستطيع النصرة ان تنفك عن هذه الصفة، إلا اذا فكّ او تراجع الجولاني عن مبايعته"، لافتاً إلى أن "النصرة وبسبب أنها أكثر محلية من داعش، (لا يوجد فيها عناصر أجانب)، وبسبب الدعم انضم عناصر إلى "النصرة"، وهي لا تحمل الفكر التكفيري المتطرف، ما جعل بعض الفصائل تنسق معها على خلاف "داعش"، اذ لا يوجد لدى النصرة توجّهًا تكفيريًا بمعنى لاذع، إلا في مناطق محدودة، واذا استمرت النصرة على ما هي عليه فإن داعش ستقتلعها، وأدعو الجولاني إلى فكّ مبايعة الظواهري والاقتراب من خط الاعتدال الوطني السوري".
لبنانياً، تطرق خوجة إلى قرار الحكومة الأخير فرض "تأشيرة" على السوريين الراغبين بالدخول، معتبراً أن "الهجرة السورية إلى لبنان تسبّبت ببعض الأزمات ونحن نتفهّم هذا، لكن اعتقد أن المسؤولية هي على المجتمع الدولي أكثر منها على الحكومة اللبنانية. ويمكن للامم المتحدة أن تجد الحلول للاجئين السوريين سواء في الخدمات أو في رفع العبء عن الحكومة او باعتبارهم لاجئين تحت رعاية الأمم المتحدة"، معرباً عن أسفه "لإعلان الامم المتحدة في أكثر من مرة عجزها عن تقديم الغذاء والدواء رغم وجود الدعم الكافي لا سيما الاموال الهائلة التي تصلها".


هشام مروة


فاز المعارض السوري هشام مروة بمنصب نائب رئيس، ويؤكد لـ"النهار" ان الرئاسة الجديدة للائتلاف "ستستكمل المهمات والمشاريع التي كان يعمل عليها الائتلاف سابقاً، والتعاطي مع التطورات السياسية، والاستعداد لاستحقاقات جديدة ، ومن أهم الملفات البحث عن حلٍّ سياسي فعلي، والتعاطي مع المبادرات السياسية وتواصل الحكومة مع القوى في الداخل في المناطق المحررة، وإغاثة اللاجئين"، مضيفاً: "نبحث عن حلّ يخترق انسداد الأفق السياسي سواء في ما يتعلق بالمفاوضات والحوارات، ومن جهة أخرى الوضع الداخلي".
ويذكّر مروة بملف "العودة إلى الداخل، وان يكون للائتلاف والحكومة موطئ قدم، والانطلاق من المناطق المحرّرة"، من دون أن يخفي وجود "تحديات تنظيمية وداخلية، وتأمين الدعم المطلوب للحكومة والكتائب والفصائل في مواجهة الاستبداد والإرهاب"، معتبراً أن "مواجهة داعش تكون بتأمين الدعم اللوجستي للسوريين ولوزارة الدفاع، لأن من اتجه إلى "داعش" فهو لجأ بسبب عدم قدرته على حماية نفسه وتأمين احتياجاته".


إعادة تأهيل النظام


يخشى أن تكون المحادثات في موسكو "بوابة من بوابات إعادة تأهيل النظام"، مذكراً بأن "القوى المعارضة الداخلية بدأت تتعامل مع هذه المحادثات على أنها بلا جدوى"، ويقول: "إذا كانت المحادثات في موسكو مجرد لقاءات بين وفود من المعارضة، فالاخيرة تستطيع أن تلتقي في القاهرة أو اسطنبول أو اي مكان، لهذا لا نفع لمحادثات بموسكو، خصوصاً أن ليس هناك توجها حقيقيا للحل"، ويؤكد أن "لا مشكلة في الحوار بين المعارضة ولا مشكلة في التفاوض مع النظام، ولا نرى في الحوار في موسكو مكانًا للحل الجدي في سوريا، وروسيا لا تتعامل مع الثورة وقواها ككيانات بل مع شخصيات، واذا استطاعت روسيا أن تفرج عن المعتقلين وتوقف البراميل وتقنع النظام بمبادرة "جنيف 1" عندها يمكن أن نتّجه إلى موسكو، وغير ذلك سيكون قفزة في الفراغ".


من هو خوجة؟


بحسب "شبكة شام" فإن "خالد خوجة رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، هو من مواليد دمشق 1965، درس المرحلة الابتدائية في مدرسة عثمان ذي النورين ١٩٧٧، والإعدادية في مدرسة جودت الهاشمي ١٩٨٠بدمشق، واعتقله النظام خلال دراسته مرتين، الأولى سنة 1980 ودامت فترة اعتقاله أربعة أشهر، والثانية سنة 1981 مدة عام وثلاثة أشهر.
وبعد الإفراج عنه سافر إلى ليبيا، وأكمل هناك تعليمه الثانوي سنة 1985، ثم انتقل إلى جامعة اسطنبول لدراسة العلوم السياسية مدة عامين، وبعدها انتقل إلى جامعة أزمير للتخصّص في دراسة الطب، وتخرّج سنة 1994. وهو رئيس هيئة الإدارة في مجموعة الأكاديمية الطبية، ومستشار استثمار وتطوير وإدارة بالقطاع الطبّي منذ عام 1994 حتى الآن. وهو مؤسس ومسؤول لجنة إعلان دمشق في تركيا، وعضو مؤسس لمنبر التضامن مع الشعب السوري.
ويعدّ خوجة من مؤسّسي المجلس الوطني السوري الذي أنشئ في 2 تشرين الأول 2011، كما ساهم في تأسيس الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة، الذي أُعلن عن تشكيله في تشرين الثاني 2012، وهو ممثل الائتلاف حالياً في تركيا، وشخصية قريبة من الحراك المدني والعسكري، ويعدّ من مؤسسي مشروع المجالس المحلية في سورية. متزوج وله أربعة أولاد".


[email protected]


Twitter: @mohamad_nimer

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم