هذه الأماكن ممنوعة عليكم عند وصول "زينة"

لا تعتبر "زينة" أول عاصفة ثلجية تجتاح لبنان، لكنَّ اللافت هذه المرة أنَّها الأولى التي حصلت على اسم رسمي صادر عن مصلحة الأرصاد الجوية في مطار بيروت الدولي. لبنان الذي مرَّ بصيف شحّت مياهه ما اضطر مواطنيه إلى شراء مياه الشرب والاستعمال اليومي، هو على موعد ببداية فصل الشتاء مع عاصفة يبدو أنها تبشِّر بالخير، خصوصاً إذا استفادت الدولة من كمية المياه والثلوج التي من المتوقع أن تتساقط خلال هذا الأسبوع، والتي قد تلامس السواحل.

الأعاصير إناث وذكور

يشير المهندس مارك وهيبة رئيس مصلحة الأرصاد الجوية في اتصال لـ"النهار" إلى أنَّه "لا يتمُّ عادةً إطلاق أسماء على العواصف بل الأعاصير، وتنتشر تسمياتها على صعيد عالمي تلتزم غالبية البلدان بها، إذ قسمَّت المنظمة العالمية للأرصاد الكرة الأرضية إلى أقاليم كبيرة، وفي كل إقليم محيط أو منطقة كبيرة معرّضة للأعاصير، وضعوا على أساسها جداول أسماء يتضمّن كلٌّ منها 21 اسماً يعتمد ترتيبها على مدار عام واحد، وتوضع بحسب ترتيب أبجدي، وبالتساوي بين اسم مذكر واسم مؤنّث. ومن الممكن أن يمرَّ أكثر من 21 عاصفة، فيلجأون عندها إلى أسماء جديدة تبعاً لأبجدية الملاحة الجوية والبحرية، ولكنهم غالباً لا يحتاجون إلى أكثر من ذلك".

ويلفت وهيبة إلى أنَّ "التسمية في الماضي كانت تقتصر على أسماء إناث، إذ بدأ بها البحارة الذين كانوا يغيبون لأشهر في البحر، وعندما كانت تمرّ أعاصير كبرى كانوا يطلقون عليها اسم الفتاة التي يحبّونها، أو اسم أحد أفراد عائلتهم". ويؤكّد وهيبة أنَّ "الأسماء الذكورية موجودة ومعتمدة في كل دول العالم، ولكن لا يُسلَّط الضوء عليها إذا لم تصل إلى منطقتنا". ويضيف: "بعد تحرّر المرأة شعرت الأخيرة بالظلم لارتباط الكوارث بأسماء نساء، فتمَّ في نهاية المطاف وضع أسماء مختلطة تبعاً لـ 6 جداول توضع لمدَّة سنة، وبعد انتهاء الجدول السادس، يُعاد استعمال الجدول الأول، ويكون جدولاً ثابتاً بأسماء معروفة. ومع قدوم السنة الجديدة نبدأ بجدول جديد حتى لو لم تنتهِ الأسماء في الجدول المعتمد أولاً".

"زينة" تسمية محليَّة

يؤكّد وهيبة أنَّ "ما من تسمية رسمية صدرت عن مصلحة الأرصاد الجوية سابقاً، وكل ما تمَّ تناوله من أسماء مثل "أولغا" و"كاتسي" انتشر بمحض الصدفة عن طريق "واتساب" من دون معرفة مصدره وأصبح أمراً واقعاً، أما اسم "نانسي" فجاء من باب المزاح. لذا، تعتبر "زينة" أول اسم يطلق بشكل رسمي على صعيد لبنان، وقرّرنا اعتماد تسميات للعواصف لتنظيم هذه المسألة ولئلا تبقى الأمور سائبة. ولحسم الخلاف عقدنا لقاءً وضعنا على أساسه جدول أسماء لنعتمده متى رصدنا قدوم عاصفة قوية، أو ظروف مناخية استثنائية مثل البرد القارس والثلوج الكثيفة والرياح القوية، لتوثيق الأحوال الجوية التي تمرُّ على لبنان واعتمادها كمرجع نحتاج إليه مستقبلاً، وكي يعرف الناس عن أيّ عاصفة نتكلم. لذلك، سوف نعتمد أسماء متتالية لإناث وذكور، وبدأنا بحرف الـ Z لتسمية العاصفة "زينة"، وإذا تلاها عاصفة أخرى حكماً ستحمل اسم ذكر يبدأ بحرف الـ Y".

وأشار وهيبة إلى أنَّ "ما من أسماء يجب أن تصدر عن مصلحة الأبحاث العلميّة الزراعية، لأنهم غير مولجين التعاطي بالأرصاد الجوية، بل إنَّ مهمتهم تبدأ بعد صدور بيانات عن مصلحة الأرصاد الجوية، أي يجب أن يعتمدوا على المعلومات الصادرة من قبلنا لتوعية المزارعين، لأنهم يعرفون أكثر منا انعكاس معلوماتنا على المزروعات".

"زينة" على 600 متر

وفي المعلومات المرتبطة بالطقس طوال هذا الأسبوع، يقول وهيبة إنَّ "الهواء قوي، وموج البحر مرتفع، ويُفترض أن تشتد سرعة الرياح مساء ليل الإثنين. أما الثلج فمن الممكن أن يصل ليل الأربعاء إلى حدود 600 متر، وفي مناطق الشمال إلى ما دون الـ 600، لغاية صباح الخميس. ومن المتوقع أن تنتهي العاصفة يوم الجمعة".

ويتابع: "الثلج سيبدأ يوم الثلاثاء على حوالى 1200 متر في المناطق الجبلية، وليل الثلاثاء سينخفض إلى 800 متر، لذا، نطلب من الناس تجنّب الذهاب إلى المناطق الجبلية إذا كانوا يُقيمون على الساحل، إذ إنهم سوف يحتجزون في الثلج. أما بالنسبة إلى الأمطار فمتوقع تساقطها بغزارة يوم الثلاثاء، من هنا، نحذّر من انتشار المياه على الطرقات، ما قد يؤدي إلى ازدحام مروري، لذا، يُفضل عدم الخروج بالسيارة إلا للضرورة". 

الحذر والابتعاد عن البحر

وفي ما يتعلق بالتدابير الوقائية، يلفت وهيبة إلى أنه "بالنسبة للرياح يفضَّل ربط الستائر الموجودة على شرفات المنزل كي لا تتمزق. كما يحبَّذ الابتعاد عن اللوحات الإعلانية المنتشرة على الطرقات. ونطلب من المقيمين في الجبال تجهيز أنفسهم بشكل أساسي بالمواد المخصصة للتدفأة ليمرّ هذا الأسبوع على خير".واضاف وهيبة أنَّ "سرعة الرياح ازدادت، ومن المتوقع أن تصل الأمواج إلى 7 أمتار ما يستدعي أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر، خصوصاً بالنسبة لروّاد البحر وصيادي السمك وأصحاب الزوارق الصغيرة". وطلب وهيبة من الناس الذين يمارسون الرياضة قريبًا من البحر تجنب ذلك خلال يومي الثلاثاء والأربعاء. وبالنسبة إلى الناس الذين يقطنون في المناطق المشرفة على البحر، وأصحاب المطاعم والمنشآت الانتباه واتخاذ التدابير اللازمة للوقاية من الأمواج. وختم وهيبة أنَّه "من المتوقع أن تتخطى سرعة الرياح الـ 90 كلم بالساعة، ونقول للمواطنين إنَّ الوضع يدعو للحذر".