الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

بالصور- ظاهرة غريبة تجتاح سماء لبنان!

المصدر: "النهار"
بالصور- ظاهرة غريبة تجتاح سماء لبنان!
بالصور- ظاهرة غريبة تجتاح سماء لبنان!
A+ A-

بعد ظهر امس، ذهل سكان منطقة المنارة وزوار الكورنيش والمارة برؤية نوع غريب من الغيوم يشبه الثريا الكبيرة التي تتدلى من السماء، وقد ترافقت الظاهرة مع اختلاف حراري مفاجىء شهده الطقس حيث تحول الى البرودة منذ فترة ما بعد الظهر.
الصور التي نعرضها التقطتها ميرنا مكتبي قرابة الساعة الثانية والنصف بعد الظهر من على الشرفة في المنارة، وزودت بها "النهار".
وقد تحولت الغيمة الكبيرة الى حالة استعراضية على الشاطىء حيث وقف المتفرجون يسألون عن الظاهرة وخطورتها، علما انها ليست المرة الاولى التي ترصد في سماء المناطق اللبنانية، لكن فرادة ما شهدناه في المنارة يتأتى من حجم الغيمة الكبير وقربها من الشاطئ.
الخبير في الأرصاد الجوية المهندس عبد الرحمن زواوي شرح ل"النهار" ان الغيمة تدعى "غيمة القمع" (Funnel cloud) وهي توأم لظاهرة "عمود الماء"(Waterspout) المناخية، وهي تتشكل نتيجة الاختلاف الحراري بين سطح البحر وبين الطبقة العليا التي يزيد ارتفاعها عن ٥٠٠٠ متر، وكلما ازداد الفارق الحراري كبر حجم الغيمة.
وفي حال زاد الفارق الحراري عن ٣٤ درجة مئوية ، فانه يكون سببا لتشكل هذه الغيمة.
ويشرح زواوي طريقة تشكل "عمود الماء" داخل "الغيمة القمع" قائلا ان "الهواء البارد و الدافئ بلقائهما يلتف احدهما على الآخر بشكل vortex دائري متحرك و متصاعد من سطح البحر الى السماء ومن قاعدة الغيمة في اتجاه سطح البحر، وفي بعض الاحيان لا يلتقيان من تحت لفوق مثل ما حصل اليوم عالمنارة، وفي احيان اخرى يلتقيان ليشكلا "عمود ماء".
ويضيف زواوي ان "غيمة القمع" التي تترافق مع ظاهرة "عمود الماء" التي تولد داخلها، مثلها مثل "غيمة tower cumulus", لا تعد خطيرة غير انها مزعجة بالنسبة للطيران حيث يعمد الطيارون الى تفادي المرور بها من خلال مساعدة الرادار، والامر اسهل خلال النهار بسبب سهولة الرؤية، وفي حال دخلت الطائرة مجال الغيمة، فان الامر يكون مزعجا ومرعبا كمطب هوائي عنيف، لكن لا يمكن القول انه يؤدي الى سقوط الطائرة.
تأتي فرادة الغيمة التي رصدت في المنارة من قربها من الشاطىء، حيث نادرا ما تقترب هذه الغيوم الى هذا الحد من الشاطىء، ويصفها زواوي بالظاهرة الجمالية السلمية، اما سرعة اختفائها فتعود الى زوال عامل الاختلاف الحراري الكبير بين الطبقات العليا والسفلى والذي كان سببا لتشكلها.


ويتابع زواوي انه عندما يقوى الفارق الحراري و يستمر بين الكتلة الهوائية الدافئة نسبيا على سطح البحر و الكتل الهوائية الباردة نسبيا في الطبقات العليا للجو ( ٣٠٠٠ متر او ٥٠٠٠ متر وما فوق) تتطور غيمة القمع عاموديا او الغيمة towercumulus عاموديا لتصبح cumulonimbus اي الغيوم الركامية المرتفعة جدا ، وهنا يتحول تأثير هذه الغيوم على الطيران من المزعج جدا الى الخطير جدا.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم