مع هبوط سعر الروبل هل بدأ العد العكسي لحكم بوتين؟

يبدو ان الاسس التي بنى عليها بوتين حكمه طوال 18 عاماً بدأت تنهار. فانخفاض الروبل بنحو 18% مقابل الدولار خلال اليومين الاخيرين يشكل تهديداً للاستقرار الذي بنى عليه بوتين حكمه. في راي محللين في موسكو فانه رغم الشعبية الكبيرة التي ما يزال يتمتع بها بوتين بسبب مواقفه من أوكرانيا، فان ازمة العملة المحلية تشكل خطراً حقيقياً على هذه الشعبية ويمكن ان تزعزع حكمه.
تسلم بوتين مقاليد الحكم من بوريس يلتسين سنة 1999 وتعهد بمعالجة الفوضى التي سادت روسيا بعد انهيار الشيوعية. ورغم ان روسيا نعمت بنمو اقتصادي وارتفاع في الاجور طوال سنوات الفترة التي حكم فيها بوتين لوحده تقريباً، فان انهيار اسعار النفط وتزامنه مع العقوبا الأميركية والأوروبية على روسيا هما اليوم التحدي الاكبر الذي تواجههما زاعمة بوتين.
لم تنجح محاولات المصرف المركزي الروسي في رفع الفوائد الى 17% في لجم انهيار الروبل الذي هبطت قيمته الى النصف منذ منتصف السنة وبصورة خاصة منذ انخفاض اسعار النفط الى نحو 60 دولاراً البرميل.
في راي الخبير الاقتصادي نيل شيرينغ في لندن يشكل انهيار الروبل الذي يترافق مع الانكماش الاقتصادي مؤشرا على انهيار النظام الاقتصادي الذي اعتمد على النفط خلال السنوات الـ15 الأخيرة. كما ان رفع نسبة الفوائد من شأنه ان يلحق ضرراً كبيراً بالقروض الى قطاع الاعمال والى المصانع وسيعمق من الجمود الذي يهدد روسيا.
وبدات ازمة الروبل بالانعكاس تدريجياً على التأييد لبوتين، لكن الاحتجاج سيتوجه على الارجح ضد افراد الحكومة الذين هم في مراتب ادنى وليس ضد بوتين نفسه. ففي راي رئيس مركز التقنيات السياسية في موسكو إيغور بونين " بوتين هو رمز لروسيا والدولة بالنسبة للمواطن العادي، والناس تعتبره المنقذ وهم يخافون ان يخسروه كرمز".
لقد استطاع بوتين في الماضي الصمود في وجه الازمة المالية العالمية التي نشبت سنة 2008 والتي ادت الى خسارة 7.8% من الناتج المحلي الروسي، والى فقدان الروبل نحو ثلث قيمته. لكن الاقتصاد الروسي استطاع منذ ذلك الحين مواصلة نموه السنوي بفضل ارتفاع اسعار النفط.
ورغم ذلك فالعقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا تضاعف اليوم من حجم المشكلات التي يواجهها بوتين هذه المرة. وفي راي عالمة الاجتماع أولغا كريشتنوفسكي فان الاجراءات الرامية الى التخفيف من الوضع مثل فرض قيود على الاموال او المرونة في موقف روسيا من أوكرانيا تنطوي على الكثيرمن المخاطر، وما يجري اليوم اخطر مما جرى قبل خمس سنوات، ويمكن ان يلحق ضرراً بالغاً بصورته كزعيم في السلطة . وفي راي كيريل روغوف باحث كبير في معهد غايدر للسياسات الاقتصادية في موسكو الازمة الحالية لا يمكن التحكم بها وهي تقوض الثقة بالنموذج الاقتصادي الذي يطبقه بوتين.