كورال الفيحاء يعيدنا الى ذلك النهار \r\nقسم جبران مموسقاً

هيا بنا نعود إلى ذاك النهار المشمس الذي تحققت فيه الأحلام. إلى ساحة الشهداء التي نسج حولها جبران، ومن خلال قسمه الشهير، خيوط الأمل الذهبية. لن نحتاج إلى الصور لتعيدنا إلى زمن عبر، إذ سينقلنا كورال الفيحاء (الرائد في غناء الأكابيلا العربية) ومن خلال القسم الذي لحّنه ووزّعه الدكتور أدي طوريغيان، إلى هذا المكان المزخرف بجمل يرددها التاريخ.
أكثر من 30 عضواً في الكورال العريق يقفون على خشبة المسرح ليرددوا بحزن نبيل: "نقسم بالله العظيم... مسلمين ومسيحيين". يقول قائد الكورال باركيف تسلاكيان: "في المستقبل القريب، وإذا ما أراد الله، سوف ننشر هذا القسم الموزّع للكورال، وللأوركسترا السمفونية، في كل أنحاء العالم، لكي يسمعه الإنسان أينما كان... لم أعرف جبران شخصياً، ولكنني مثل كل الرجال الأحرار، إرتحت الى قسمه والى رسالة السلام في مبادئه".
إذاً، سنعود، ومن خلال الأصوات الراقية، إلى ساحة الشهداء، إلى تلك الساعة التي أعلن خلالها جبران، بدويّ: "... ان نبقى موحّدين، إلى أبد الآبدين... دفاعاً عن لبنان العظيم". "أعد أسرة النهار، وأنا وقت بوعد بوفي، اننا سنجوب العالم بأسره، حاملين معنا هذا القسم الشهير... سيكون العالم شاهداً على أمور عظيمة ستبصر النور بواسطة هذا القسم... القضية لن تنحصر فقط بالمسلمين والمسيحيين اللبنانيين، بل سنوصل الرسالة إلى الإنسان في كل الأماكن". الأغنية مقسّمة ثلاثة أجزاء، وفي الأول، ستأخذنا الموسيقى الكلاسيكية التي تحوي الثورة الهادئة أكثر منها تلك الصاخبة، إلى فجر مضى، وسيستيقظ الناس على صوت الحرية. الآن، يتقدمون بحزم في اتجاه الساحة التاريخية. صوت جبران يعود من ذاك النهار، وها هو القسم يحفر رسالته في أحشاء تمثال الشهداء. ولكن، لمَ هذا الهدوء الحزين؟ هل انتهى كل شيء؟ يقول المايسترو بصوت خفيض:"إستشهد جبران... ولكن، سيفتح التاريخ صفحة جديدة، وسوف نسمع القسم مجدداً، لنثبت للعالم ان رسالة الشهيد ستكمل مسيرتها... ويمتزج صوت الكورال مع صوت جبران الذي يعود من حيث يمضي أيامه مع الموت... وكأننا نقول: بعدو جبران عايش... من المستحيل ان يموت من يقوم بأعمال نبيلة".