الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

اللبنانيون وحملة سلامة الغذاء: ماذا يقول الطب النفسي؟

المصدر: "النهار"
رين بوموسى
رين بوموسى
اللبنانيون وحملة سلامة الغذاء: ماذا يقول الطب النفسي؟
اللبنانيون وحملة سلامة الغذاء: ماذا يقول الطب النفسي؟
A+ A-

كثيرة هي الأطعمة التي حرم اللبنانيون أنفسهم منها، بعد حملة وزير الصحة وائل أبو فاعور ضد "الفساد الغذائي". "لن آكل اللحوم بعد اليوم"، جملة انتشرت على ألسنة عدد كبير من المواطنين الذين ضاقوا ذرعاً من تلكؤ الدولة في القيام بعملها. لا لبنة لا جبنة لا لحمة لا دجاج لا سمك... حرمونا الاكل! اختلفت آراء اللبنانيين إزاء ما أعلن عنه خلال الأسابيع الماضية ولا تزال الفضائح تتوالى يوماً بعد يوم.


انقسمت الآراء، بين مؤيد ورافض، فمنهم من استمروا في حياتهم بشكل طبيعي، وآخرون فضلوا أخذ بعض الحيطة والحذر، وبعضهم وقف الى جانب المخالفين أما البعض الآخر فقرر أن يكمل حياته بلا مبالاة مثلما يفعل دائماً. ولكن، وعلى رغم ردات الفعل الأولى للبنانيين، التي كان بعضها عنيفاً ايجاباً أو سلباً، عاد معظم اللبنانيين الى شبه حياتهم السابقة قبل حملة أبو فاعور.
طبعاً كان لهذه الحملة تأثيرٌ في حياة المواطنين، لكن إلى اليوم لم يضربوا عن الطعام بشكل كامل، فهم مستمرون في حياتهم.
"اللبناني بموت من كترة الأكل"، هكذا علّق الخبير النفساني المحلف لدى المحاكم روجيه بخعازي، مشيراً الى انه "وعلى رغم المعلومات التي أعلنتها وزارة الصحة، لا يزال اللبنانيون يرتادون المطاعم وكأن شيئاً لم يكن". جالت "النهار" على بعض المطاعم التي وردت أسماؤها في لوائح ابو فاعور التي أمست طويلة، فكان الوضع مثلما كان متوقعاً، المطاعم تغص بالزبائن... زبائن تعهد البعض منهم أن "لا يأكلوا مجدداً خارج المنزل"، بعد حملة ابو فاعور.
أظهر اللبنانيون باغلبيتهم لا مبالاتهم بعد أيام من انطلاق حملة أبو فاعور، ويقول بخعازي "إن اللبنانيين لن يتوقفوا عن تناول الطعام، فهم يعانون من حال قلق دائمة بسبب كل الأوضاع التي مرّت على لبنان وشعبه"، ويلفت الى أنه "حتى مع توقف الحروب لا تزال الثقة مفقودة بين المواطن اللبناني والسلطات"، مضيفاً أن "اللبناني يحاول أن يتأقلم مع كل حالة تواجهه، فيجد الحلول للمشكلات من دون الرجوع الى السلطات التي لا تعد مصدر ثقة".
تراكم المشاكل في لبنان جعل المواطن يبحث عن الحلول بنفسه، ويرى أنه في المفهوم اللبناني بعيش الوضع بحلوه ومره، والتأقلم وفق الحالة التي تفرض عليه، مما يدفع بالكثير منهم الى الهجرة.
يؤكد بخعازي أن "اللبنانيين لا يعيشون حال مرض، اذ إن المرض ليس مستداماً. فهم يعيشون حال قلق دائمة من سنوات عدة، "اللبنانيون مثل طائر الفينيق... تواجههم عقبات وصعاب ولكنهم دائماً ما ينبعثون من تحت الرماد لينفضوا غبار الأيام".
يشير الى أن نجاح حملة أبو فاعور تتمثل باستكمالها، والتأكيد بأن الدولة ستعمل على توقيف كل المخالفين، مشدداً على ضرورة أن تستمر حملة الكشف على المطاعم والمتاجر لحماية المواطنين وتأمين غذاء سليم وكسب ثقتهم من خلال ترسيخ فكرة الاستمرارية في تطبيق القانون. من هنا، تبقى المتابعة سر نجاح السلطات لتحصد تأييد جميع المواطنين الذين ملوا لامبالاة الحكومة تجاههم!

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم