اتفاق على هدنة جديدة بين كييف والمتمردين الموالين لروسيا شرق اوكرانيا

اتفقت كييف والانفصاليون الموالون لروسيا الثلاثاء "مبدئيا" على وقف لاطلاق النار في شرق اوكرانيا اعتبارا من 5 كانون الاول ويعملون على التوصل الى هدنة اكثر شمولا تنهي قرابة ثمانية اشهر من العنف.
وتولت منظمة الامن والتعاون في اوروبا رعاية مبادرة السلام الاخيرة هذه بسبب قلقها ازاء انهيار وقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه في 5 ايلول فيما بلغت العلاقات بين روسيا والغرب اسوأ ازمة منذ الحرب الباردة.
وادى النزاع الاوكراني الى مقتل اكثر من 4300 شخص ودفع بحلف شمال الاطلسي الى تعزيز دفاعاته لطمأنة الجمهوريات السوفياتية السابقة القلقة مما تعتبره تهديدا توسعيا جديدا لروسيا.
ويعقد وزراء خارجية حلف شمال الاطلسي اجتماعا في بروكسل الثلاثاء لتحديد مسار يتبعونه بعد "سنة من العدوان" الروسي ضد جارتها اوكرانيا كما يصفونه.
وتنفي موسكو مساعدة الانفصاليين في شرق اوكرانيا وترى ان الغرب يحاول تقويض نفوذ روسيا المحق في الجمهورية السوفياتية السابقة.
واصدرت الخارجية الروسية الاثنين بيانا شديد اللهجة اتهمت فيه حلف شمال الاطلسي "بمحاولة زعزعة اكثر مناطق العالم استقرارا، اي شمال اوروبا".
وياتي هذا الخلاف الدبلوماسي فيما يواجه الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو - المؤيد للغرب الذي فاز في انتخابات ايار/مايو متوعدا باعادة توحيد اوكرانيا- انتقادات متزايدة داخليا بسبب ارتفاع حصيلة الحرب.
واعلنت منظمة الامن والتعاون في اوروبا ان جولة مفاوضات غير معلنة ادت الى اتفاق هدنة بخطوطه العريضة في لوغانسك- احدى منطقتين انفصاليتين في شرق اوكرانيا خاضعتين لسيطرة متمردين موالين لروسيا.
والمفاوضات جرت بين جنرال روسي وجنرال اوكراني بمشاركة الانفصاليين والمنظمة.
وجاء في بيان صادر عن منظمة الامن والتعاون في اوروبا الاثنين انه خلال اجتماع عقد في 29 تشرين الثاني/نوفمبر في لوغانسك بين الجنرال الاوكراني فولوديمير اسكاروف والجنرال الروسي الكسندر لينتسوف توصل الممثلون عن الانفصاليين وعن منظمة الامن والتعاون في اوروبا "الى اتفاق على مبدأ وقف اطلاق نار تام على طول خط الجبهة اعتبارا من 5 كانون الاول/ديسمبر".
وتابع البيان انه تم "الاتفاق ايضا على سحب الاسلحة الثقيلة اعتبارا من 6 كانون الاول/ديسمبر".
واكد "رئيس جمهورية لوغانسك" الانفصالية ايغور بلوتنيتسكي الثلاثاء لوكالات الانباء الروسية التوصل الى "وقف اطلاق نار تام على خط الجبهة".
وقال بلوتينسكي الثلاثاء ان المحادثات جرت السبت وتم التوصل الى اتفاق لاقامة منطقة عسكرية عازلة مضيفا انها ستكون "بعرض 15 الى 20 كلم".
اما المتحدث العسكري الاوكراني اندري ليسنكو فقال انه ليس لديه اي معلومات بهذا الشان وقال لفرانس برس ان "اطلاق النار متواصل".
وتزامن هذا التقدم في لوغانسك مع جولة جديدة من المفاوضات بين القوات الاوكرانية والمتمردين في منطقة دونيتسك الانفصالية الصناعية المجاورة.
وقد شهد مطار دونيتسك الذي تسيطر عليه القوات الاوكرانية منذ ايار/مايو اشتباكات استمرت لاشهر وادت الى خسارة ارواح بشرية بشكل شبه يومي.
واعلن الجيش الاوكراني الاثنين انه اتفق مع جنرال روسي كبير على بنود هدنة موقتة في الاراضي التي تحيط بالمطار.
ويعقد اجتماع بين الجنرالين الاوكراني والروسي وممثلين عن منظمة الامن والتعاون في اوروبا وعن جمهورية دونيتسك الانفصالية المجاورة صباح الثلاثاء "للبحث في وقف اطلاق نار في النقاط الساخنة" من هذه المنطقة، على ما افاد مصدر في الجمهورية الانفصالية لوكالة فرانس برس.
وكان الجنرالان حددا الاثنين اسس اتفاق لوقف النار في مطار دونيتسك الذي تدور فيه معارك منذ اشهر بين القوات الاوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا.
لكن عدة اتفاقات هدنة انهارت في السابق بعد ايام.
وقوات المتمردين تضم وحدات غالبا ما ترفض الانصياع لاوامر قادتها السياسيين في لوغانسك ودونيتسك.
وتضم القوات الاوكرانية مقاتلين متطوعين- الكثير منهم من القوميين الذين قادوا التظاهرات في كييف التي اطاحت بالنظام الموالي لروسيا في شباط.
وبعد هدوء لوقت قصير مساء الاثنين سمع دوي المدافع واطلاق النار مجددا صباح الثلاثاء في المنطقة، بحسب ما افاد صحافيو وكالة فرانس برس في الموقع.
وافاد مكتب رئيس بلدية دونيتسك ان الوضع الامني "يبقى متوترا جدا".