رفع اعلام الجنوب في المدارس... وإجراءات امنية في صنعاء استعدادا لـ"الاستقلال"

في احدى مدارس التعليم الأساسي بمحافظة عدن الجنوبية صعد مدير المدرسة المنصة برفقة آخرين يحملون علم دولة الجنوب السابقة حيث أنزل علم الجمهورية اليمنية من وسط الساحة، ورفع العلم الجنوبي داعيا التلاميذ إلى اداء النشيد الوطني الجنوبي " النشيد السابق انتهى وتقرر إعادة تسمية المدرسة " فيما ارتص معلمون لتشجيع التلاميذ على ترديد النشيد الوطني الجنوبي والهتاف الثوري الجديد " عاش الجنوب حرا أبينا مستقلا".
وحشدت فصائل متشددة في الحراك الجنوبي المطالب بانفصال جنوب اليمن عن شماله، المئات من انصارها في ساحة العروض بعدن في جمعة " التصعيد الثوري". فيما سبقت نقابة "المعلمين الجنوبيين الفعالية بحملة واسعة لإنزال الأعلام الوطنية من مدارس المحافظات الجنوبية ورفع علم دولة الجنوب السابقة في إطار مرحلة " التصعيد الثوري لنيل الاستقلال واستعادة دولة الجنوب" .
وادى المحتجون صلاة الجمعة بساحة العروض، حيث اعتصم المئات من أنصار الحراك في مخيمات، رافعين أعلام الجنوب ومرددين هتافات تطالب بتقرير المصير فك الارتباط، إلى تعهدات بتحقيق الاستقلال الثاني في الــ 30 من تشرين الثاني الجاري انهاء "إحتلال دولة اليمن للجنوب".
ومنذ احتفالات ذكرى الثورة الجنوبية في الــ 14 من تشرين الثاني الماضي، أقرت فصائل متشددة في الحراك تحديد 30 تشرين الثاني ذكرى استقلال الجنوب عن الاستعمار البريطاني موعدا لفك الارتباط مع الشمال، ونصبت لوحة اعلانية في ساحة العروض في عدن تحتوي ساعة عد تنازلي إلى 30 تشرين الثاني، فيما اعتبروه مهلة للمواطنين والموظفين من أبناء المحافظات الشمالية لمغادرة مدن الجنوب.
وتحدث خطيب الجمعة الشيخ عبد الحكيم الحسني عما سماه "مشروعية مطالب شعب الجنوب بالاستقلال"، مؤكدا أن " مرحلة التصعيد الثوري جاءت في إطار المسار السلمي".
ودعا الجنوبيين إلى "وحدة الصف والتماسك والحفاظ على سلمية الاعتصام وتوحيد القيادة والهدف المتمثل بالتحرير والاستقلال والتخطيط للانتقال إلى مراحل اخرى من التصعيد في اطار الخيار السلمي" كما تحدث عن نيات فصائل الحراك اقفال مناطق الحدود الشطرية السابقة التي كانت تفصل شطري اليمن، وتنظيم عصيان مدني شامل إلى حين رضوخ النظام اليمني لمطالب شعب الجنوب وسحب قواتها من كل شبر من أرض الجنوب".
وتلا صلاة الجمعة تظاهرة شارك فيها الآلاف الذين جابوا شوارع مدينة عدن رافعين أعلام دولة الجنوب السابقة وصولا إلى مقر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة حيث سلموا رسالة باسم شعب الجنوب إلى منظمة الأمم المتحدة، تتضمن مطالبهم والخطوات التصعيدية القادمة.

انقسام كبير

وتنظم قوى الحراك الجنوبي فعالياتها الاحتجاجية في ظل انقسام حاد بين الفصائل المتصارعة على القيادة وهو ما عبر عنه القيادي في الحراك الجنوبي زين اليزيدي الذي دعا القادة الجنوبيين والفصائل المنقسمة إلى الالتحاق بساحات ا لثورة وتحقيق تطلعات شعب الجنوب، كما وطمأن دول الجوار والعالم أن "دولة الجنوب القادمة ستكون مدنية حضارية وشريكة لدول العالم اقتصادياً وسياسياً وعامل أمن واستقرار للمنطقة والعالم".
لكن الاعتصام الاحتجاجي في ساحة العروض حظى بتأييد واسع ودخل أمس اسبوعه الخامس
في ظل توسع المخيمات وخصوصا من الوفود القادمة من المحافظات الجنوبية.

اجراءات مشددة

وفرضت صنعاء اجراءات امن مشددة لمواجهة تهديدات محتملة بعد رصد تحركات لفصائل متشددة في الحراك الجنوبي أشاعت القلق لدى السلطات وتستهدف السيطرة على معسكرات الجيش بعتادها لضمان سيطرتها على المحافظات في محاكاة لسيناريو سيطرة الحوثيين على العاصمة.
وشوهدت قوات معززة بالسلاح الثقيل في محيط المنشآت الحكومية والمرافق الاقتصادية، عزاه مسؤولون إلى قرار اتخذته القيادات العسكرية ولامنية في المحافظات الجنوبية والتي أقرت بالإجماع الشروع بإجراءات لحراسة المنشآت الحكومية والاستعداد لمواجهة كل احتمالات.

اللقاء المشترك

وطالبت أحزاب اللقاء المشترك (ستة احزاب من اليسار والإسلاميين) صنعاء الشروع بمهماتها القانونية والدستورية في حفظ الأمن والسلم الإجتماعي والإسراع في تنفيذ مقررات الحوار الوطني الخاصة بالقضية الجنوبية وقضية صعدة كأولوية قصوى.
ودعت الحكومة إلى وضع برنامج زمني لتنفيذ استحقاقات اتفاق السلم والشراكة بمسؤولية وطنية تضمن الاستقرار كما دعت سائر القوى الوطنية إلى الحيلولة دون نشوب حروب في محافظة مأرب.