الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

يوسف بصبوص في "مقام" عاليتا: الوديع المتواضع أعماله ترفع الرأس

لور غريّب
A+ A-

بما ان اولاد البصابصة يقومون في احياء تكريمات لمن قاد الحركة النحتية في لبنان الى مستوى العالمية ولا سيما ميشال (1921-1981 ) ومن بعده ألفرد (1924-2006) وأخيرا يوسف (1929-2001)، كان من المفترض ان نواكب الاحتفالات والتكريمات التي خصصت لما انتجه هؤلاء الثلاثة، وإن كان التكريم حصل منفرداً لكلّ من ميشال وألفرد، وها هو الثالث يكرَّم في متحف "مقام"، عاليتا، جبيل، من 15 تشرين الثاني إلى 15 شباط 2015.


المعروضات تماثيل ومنحوتات نصبية من الخشب، تمثل مسار الفنان الذي جاء متأخراً الى النحت وغاب مبكراً بالنسبة إلى أخويه. عمل يوسف بجدّ، واستطاع أن يشقّ طريقه من دون أن يتأثر بما فعله شقيقاه. خطّه يميل الى التأمل الداخلي الذي يتبلور في بحثه الطويل عن تعبير لا يدفعه نحو التجريد التام، بل يترك فسحات وفجوات وتعاريج تطل من خلالها خطوط او تقطيعات تتخذ من الطبيعة أو الواقع بعض مفرداتهما.
لم تتوسع جغرافيا المواقع التي نبتت أو نُصبت فيها اعماله، لكنه اشتغل بصمت ووداعة وتواضع، كأنه لا يفتش على الشهرة بل يبحث عن نص نحتي يخصه ويميزه ويرضيه قبل كل شيء. صحيح أن منحوتاته ليست موزعة في لبنان، غير انه عرض أعمالاً في مدن وعواصم اجنبية نالت الاعجاب والتشجيع.
الاعمال الخشبية تتأرجح بين النصبية أو القوقعة على ذاتها، كأنها عائدة الى التصور الذي تخيّلها لترسل الى الآخر هويته او لغته او ذوقه. من بين هذه الاعمال، اختار صاحب متحف "مقام" منحوتات تمثل البصبوص الثالث افضل تمثيل. ففي منحوتته "جسد"، المصنوعة من خشب الأرز، اهتمام بالرأس الذي يتدرج نحو الأسفل لينقسم ثلاثة اعمدة، فيها الرشاقة والصقل والانحراف نحو الداخل، لتلتقي في فجوتين كرويتين من المفترض ان يكونا رجلين. تدعوني المنحوتة إلى أن أضع يدي بحنان عليها، لتقول سيرتها بالوشوشة وليس بالفجور. ترك لنا يوسف الوديع والمتواضع مجموعة كبيرة من المنحوتات حافظ عليها ابنه النحات نبيل، الذي لم يفرّط بإرث الوالد على رغم الاغراءات.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم