الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

زهران علوش يواجه المعارضة والنظام بـ"الداعشية"؟

المصدر: "النهار"
محمد نمر
A+ A-

يحاول "جيش الاسلام" بقيادة زهران علوش الصمود في دوما - الغوطة الشرقية لدمشق أمام ضربات ‏النظام السوري الجوية من جهة والثورة الداخلية ضد الفساد داخل المدينة من جهة، في ظل اشتباكات يومية ‏من دون انقطاع ومحاولات متواصلة لقوات النظام السوري للتقدم في اتجاه دوما "لكن من دون نتيجة، حيث تشهد ‏الجبهات الأربع: الريحان وتل كردي ومشفى حرستا العسكري (كرم رصاص) ومزارع العالية تصدياً قوياً ‏من فصائل الجيش الحر"، بحسب ما ذكر الناشط السوري ومدير وكالة "سوريا برس" في دمشق وريفها آرام الدوماني لـ"النهار".‏


في التطورات الميدانية يتحدث إعلام النظام السوري عن تدمير لتحصينات "جيش الاسلام" في هذه الجبهات، لكن الدوماني يؤكد أن "مناطق الريحان وتل كردي والعالية ‏لا تزال تحت سيطرة الجيش الحر وليس هناك أي تقدم لقوات النظام السوري، وهناك تشكيلات اخرى ‏بجانب جيش الاسلام تقاتل وتتصدى للنظام السوري واكبرها "جيش الامة" الذي استعاد في الايام ‏الماضية بلدة حوش الفارة من قوات النظام بعد سيطرة الأخير عليها لساعات".‏
اشتهر علوش في الفترة الاخيرة بملف مخطوفي عدرا، إذ أقدم جيشه وتشكيلات أخرى كـ"الأجناد" ‏و"احرار الشام" و"جبهة النصرة" على اسر افراد وعوائل من سكان مدينة عدرا العمالية، يقول الدوماني أن "هؤلاء الأسرى موالون للنظام ويقاتلون ضمن صفوفه وبينهم ضباط، باتوا الآن لدى "الجيش الحر" الذي اراد عقد صفقة ‏لاطلاق سراحهم مقابل افراج قوات النظام عن معتقلين داخل سجونه، لكن الأخير رفض انجاز أي نوع ‏من انواع الصفقات او حتى الحديث في الموضوع واعتبر الاسرى مفقودين وتهرّب ‏من مسؤولياته الكاملة تجاههم". ‏
وظّف اعلام النظام الملف بمحاولة علوش صياغة اتفاق أو صفقة عبر قضية الأسرى تكون بداية للتحاور مع النظام، لكن الدوماني نفى أن "يكون هناك أي صفقة بين جيش الاسلام والنظام السوري"، معتبراً أن "مثل هذا الامر لا ‏يكون في شكل فردي او شخصي بل توجد قيادة عسكرية موحدة في الغوطة الشرقية وقضاء ومجالس ‏محلية وهيئات مدنية وثورية ولا يستطيع شخص واحد أن يختزل القرار بشخصه، خصوصاً مثل هذه ‏القرارات المصيرية في هذه المرحلة الصعبة".‏
يتوقف الدوماني عند الأحداث داخل دوما من تظاهرات وتحركات، مشيراً إلى أنها "ليست ضد أي شخص، ‏انما ضد التجار المتحكمين بالمواد الغذائية وضد الفساد ومع مطالبة المجتمع الدولي بفتح ممرات انسانية ‏للغوطة الشرقية وايقاف القصف اليومي من قوات النظام السوري التي تسقط عشرات الشهداء ومئات ‏الجرحى باستهدافها للتجمعات السكنية والاحياء الشعبية والاسواق في شكل مباشر و متقصد".‏


 


على خطى "داعش"
من جهة ثانية، تعتبر مصادر سورية معارضة أن علوش يسير على طريق "داعش" في ممارساته، ‏خصوصا بعدما نفذ "جيش الاسلام" بالتعاون مع القضاء الموحد في الغوطة الشرقية حكم الاعدام على ‏المدني ماهر ابن محمد قشوع، لارتكابه جرائم كـ"التعامل مع النظام وتسليم اسماء مطلوبين من أبناء ‏الغوطة، شتم الله وممارسة السحر وتعاطي المخدرات والزنا لمدة سنتين والخطف". وقالت المصادر ‏عن أن الاعدام تم وفق الطريقة الداعشية، بصلب قشوع وقطع رأسه.‏
وذكّرت باعتقال "جيش الاسلام" لقائد جمع جند الحق أبو ياسر النسر وقيادي آخر معه، مشيرة إلى أن ‏‏"جند الحق والالوية المعتدلة في الغوطة الشرقية لا تزال محافظة على اسم الجيش السوري الحر من ‏دون رجعوها الى أي مسمى إسلامي آخر، وتم الاعتقال بسبب المطالبات بمحاكمة التجار المفسدين، ما ‏دفع إلى خروج تظاهرات في دوما تطالب بالإفراج عنه من سجن التوبة الخاضع لجيش الاسلام".‏
يلقي المدنيون اللوم في الفساد على "جيش الاسلام"، فحاولوا اقتحام مؤسسة "عدالة" الاغاثية، تنديداً ‏بالجوع والغلاء، فرد حراس المؤسسة التابعة لـ"جيش الاسلام" باطلاق النار على المدنيين، وبحسب ‏المصادر فإن "المدينة لا تزال تشهد تظاهرات عارمة تتطالب بالمعونات الغذائية ومحاكمة التجار بسبب ‏الغلاء من دون أي رد فعل للقيادة سوى أعتقال قيادات الجيش الحر".‏
تصرفات "جيش الاسلام" وزهران علوش تثبت أن لا أمل في المعارضة إلا بالفصائل الموحدة في جنوب دمشق، المعروفة باسم "الموك" التي تضم أكثر من 25 ألف مقاتل، تجهد الدول الغربية في المحافظة على اعتدالهم، بعدما تحولت فصائل عدة متطرفة أو معتدلة إلى أشبه بشبيحة أو مطبقي حكم يشبه نظام بشار الأسد لكن على الطريقة الاسلامية الخاطئة، وفق ما يرى متابعون.



من هو زهران علوش؟
زهران علوش (مواليد 1970)، متزوج من ثلاثة نساء، هو ابن الشيخ عبدالله علوش الذي يعتبر مرجعاً سلفياً في العاصمة ‏دمشق، إلتحق بكلية الشريعة في جامعة دمشق ودرس الماجستير ثم اكمل دراسته في الجامعة الاسلامية في المدينة المنورة، وعرف ‏بنشاطاته الدعوية التي عرفت منذ العام 1987 ما دفع النظام السوري إلى ملاحقته منذ ذلك الوقت، فاعتقله فرع فلسطين في العام ‏‏2009، بتهمة حيازة أسلحة وجدها الأمن في سيارته، ليخرج بعد سنتين من سجن صيدنايا بناء على عفو عام، وذلك بعد ثلاثة اشهر ‏من بداية الثورة، وخرج معه أكثر من 1500 معتقل من الجماعات السلفية والجهادية.‏
وفور خروجه، عمل على تأسيس قوة عسكرية لمحاربة الأسد، أطلق عليها اسم "سرية الاسلام" ثم توسعت لتصبح "لواء الاسلام". ‏وفي العام 2013 أعلن تشكيله "جيش الاسلام" بمشاركة أكثر من 45 فصيلاً من الجيش الحر، ويعتبر البعض أنه المسؤول الاول عن ‏اختفاء الناشطة السورية رزان زيتونة ورفاقها، خصوصاً انه مشهور بمهاجمته دعاة الديموقراطية بقوله أن الديموقراطية تؤدي ‏إلى إفتراق الناس إلى فرق وأحزاب، ما يؤدي إلى التناحر والإقتتال في ما بينهم.‏
 يعتنق علوش الفكر السلفي الجهادي ويدعو إلى دولة اسلامية، معارضاً النظامين الجمهوري أو الديموقراطي، وبحسب خطاباته فهو ‏يدعو إلى إقامة دولة الخلافة الإسلامية، التي في رأيه هي دولة الخلافة الأموية وليس الخلافة الراشدية.‏


 


[[video source=youtube id=33YSQcGlzNk]]


 


 


[[video source=youtube id=B07Z7YGYgwE]]


 



[email protected]
Twitter: @mohamad_nimer


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم