الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

بعد 10 سنوات على وفاته... ياسر عرفات هل توفي طبيعياً أم مات مسموماً؟

المصدر: (أ ف ب)
A+ A-

بعد مرور عشر سنوات على رحيله، لا يزال الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات رمزاً وطنياً وبطلاً بالنسبة للشعب الفلسطيني الذي ينتظر الحصول على دولته المستقلة.


ويقول خافيير ابو عيد وهو متحدث باسم منظمة التحرير الفلسطينية ان "عرفات كان اول من اتخذ القرار المؤلم بالاعتراف بحدود عام 1967، والتخلي عن 78 في المئة من فلسطين التاريخية وتمهيد الطريق امام التعايش".


ولكن منذ عام 2000 ومع فشل المفاوضات الفلسطينية-الاسرائيلية، تبدو عملية السلام متعثرة مع تسريع اسرائيل لانشطتها الاستيطانية في الاراضي المحتلة بينما يشترط الفلسطينيون تجميد الاستيطان قبل العودة الى طاولة المفاوضات.


ويضيف: "في عام 2004، قالت اسرائيل ان العائق امام السلام زال مع وفاة عرفات وتعهدت العمل مع الرئيس الجديد. لكن بعد عدة اشهر، قاموا بالانسحاب من غزة في قرار احادي الجانب من دون اي تنسيق" مع محمود عباس.


ويشرح الباحث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس كريم بيطار ان ابو عمار، الاسم الحركي لعرفات، "مارس سلطته ولكنه فشل في بناء المنظمات والتخطيط للمستقبل".


وتابع "كان رجلا ثوريا لكنه لم يكن رجل دولة. كان جيداً في العمل والتواصل ولكن ليس في التفكير الاستراتيجي".


واليوم، بحسب بيطار فإن "فلسطين ضحيّة اتفاقيات سيئة للغاية فاوض عليها عرفات من منفاه في تونس، رغبةً منه في استعادة موطىء قدم في فلسطين. وقدم الكثير من التنازلات دون الحصول على ضمانات حول وقف الاستيطان او انهاء الاحتلال. لم يحصل سوى على وعود بقيت من دون تنفيذ".


وعلاوة على ذلك، فان اتفاقيات اوسلو للحكم الذاتي عام 1993 التي حددت افقاً زمنياً لاقامة دولة فلسطينية "ادت الى تراجع جاذبيته بسبب فشله في الحصول على الدولة وصمته عن الفساد المستشري حوله".


وبعد عشرة اعوام على وفاته، ما يزال الفلسطينيون يدينون الانشطة الاستيطانية الاسرائيلية ويحاولون تحديد سقف زمني لاقامة دولة على حدود عام 1967.


واعلنوا انهم سيتوجهون في تشرين الثاني الجاري الى مجلس الامن التابع للامم المتحدة لاستصدار قرار بانهاء الاحتلال الاسرائيلي في اقل من عامين، ومن المتوقع ان تستخدم الولايات المتحدة حق النقض لمنع صدور هذا القرار.


ويتفق الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة على ان الانقسام بين حركتي "فتح" و"حماس" لم يكن ليحدث ابان زمن عرفات.


وقال براون: "حتى حركة حماس تحترم ذكراه". وستسمح الحركة هذا العام باحياء ذكرى وفاة عرفات في غزة للمرة الاولى منذ سيطرتها على القطاع.
واضاف: "كان قائدا لفتح بالتأكيد لكنه كان ايضاً رمزاً وطنياً، ينظر اليه الان كشهيد القضية".


وقال ابو عيد ان عرفات تمكن "من ابلاغ رسالة سمعت اصداؤها في مخيمات اللاجئين في لبنان حتى الفلسطينيين في تشيلي، مرورا بالضفة الغربية وغزة".
وبحسب براون، ينظر الى عرفات على "انه لم يستسلم وقام بتكريس حياته للقضية" الفلسطينية.


واوضح بيطار انه لكل هذه الاسباب "لا احد يجرؤ على اجراء تقييم محايد لعهد عرفات، لأن القضية الفلسطينية مرتبطة بشخصه واي انتقاد قد يسبب الانفجار".


أمّا عن وفاته فهل مات طبيعياً ام مسموماً؟ عشر سنوات من التحقيقات لتسليط الضوء على الظروف المحيطة بموت الزعيم التاريخي الفلسطيني ولم تُعرف حتى الان اسباب وفاة عرفات الذي توفي عن 75 سنة في 11 تشرين الثاني 2004 في مستشفى بيرسي دو كلامار العسكري الفرنسي قرب باريس بعد تدهور مفاجىء في صحته، اثر معاناة من آلام في الامعاء من دون حمى بينما كان في مقره برام الله حيث حاصره الجيش الاسرائيلي منذ كانون الاول.


وصدر العام الماضي تقرير رجح فيه خبراء سويسريون ان عرفات توفي مسموما بمادة البولونيوم إلا انّ تقريراً فرنسياً استبعد هذه الفرضية، وجاء تقرير الخبراء الروس مطابقاً لذلك الفرنسي، ولكنّ الخبراء السويسريون شكّوا في أن يكون اعلان الروس "تصريحا سياسيا" لا يستند الى اي اسس علمية.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم