الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

ماذا في دلالات كلام نصر الله عشية التمديد؟

المصدر: "النهار"
سابين عويس
سابين عويس
A+ A-

مواقف كثيرة خرقت جمود المشهد السياسي عشية جلسة التمديد للمجلس النيابي، بدت وكأنها تصب في سياق تأمين جو من الليونة او المرونة لتمرير التمديد بأقل الأضرار الممكنة.


فموقف الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله امس عشية عاشوراء وجه فيه أكثر من رسالة ايجابية وفي أكثر من اتجاه، من شأنه ان يعيد التأكيد على المضامين التي سبق وأعلنها، الى موقف آخر منتظر من رئيس "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع على شكل مبادرة "إنقاذية" أخيرة لموقع الرئاسة الأولى الشاغر منذ أكثر من ستة أشهر يرمي من خلالها ليس رفع اي مسؤولية يمكن تحميلها لحزبه حيال الخطوة التي ستخطوها القوات غداً في مجلس النواب عبر السير في التمديد للمجلس النيابي.


ويمكن إدراج المعطيات "المسهلة" لقرار التمديد غداً في الآتي:


- تنويه نصر الله بالجيش واعتبار المؤسسة العسكرية الضمانة الحقيقية لبقاء لبنان وتماسكه وسلمه الأهلي، مؤكدا ان لا بديل عنه لحفظ الأمن والاستقرار. وتزامن كلام نصر الله عن الجيش مع وجود قائد الجيش في المملكة العربية السعودية للمشاركة في حفل توقيع اتفاق الهبة بقيمة 3 مليارات دولار بين المملكة وفرنسا لمصلحة تسليح الجيش وتجهيزه. وهي خطوة تؤشر في توقيتها وبعد الالتباسات التي رافقت موضوع الهبة في ضوء ما تردد عن إلغائها، الى حرص سياسي على التأكيد على دعم المؤسسة العسكرية كواحدة من المؤسسات المعنية في حفظ الأمن والاستقرار في ظل التعثر الذي تواجهه المؤسسات الدستورية من مؤسسة رئاسة الجمهورية الغارقة في الشلل بفعل الشغور الى المجلس النيابي الذي سيفقد الكثير من صفته التمثيلية بعد تمديد ولايته للمرة الثانية بقرار من السلطة السياسية وليس من الشعب الذي يشكل مصدر السلطات.


- إعلان نصر الله لمرة الأولى في شكل علني عن ان العماد ميشال عون هو مرشح قوى 8 آذار و"حزب الله" تحديدا، يشكل عامل ضغط على الجنرال من اجل ملاقاة حليفه في مطلب التمديد للمجلس. وينتظر ان يكون لعون موقف في هذه المسأة يحدد فيه مدى تلقفه لمبادرة نصر الله الى تسميته.


- ان نصر الله وضع التمديد للمجلس في إطار تلافي الفراغ، وهو بذلك رد في شكل غير مباشر على هواجس البطريرك الماروني مار بشارة الراعي إزاء دفع البلاد نحو مؤتمر تأسيسي يؤسس للمثالثة.


- ان دعوة الحزب الى مد اليد الى تيار "المستقبل" لفتح قنوات الحوار والتواصل تؤشر الى تباين الأولويات بين القوى السياسية حيال عنوان مرحلة ما بعد التمديد. ففي حين تسعى القوى المسيحية الى تقدم اولوية رئاسة الجمهورية على ما عداها من أولويات، يبدو ان "حزب الله" الذي سمى عون للرئاسة مع إدراكه العميق بأن هذه التسمية تبقي الرئاسة في المربع الأول، يعطي الأولوية للحوار مع "المستقبل" ليس انطلاقا من هاجس الفتنة السنية الشيعية التي يسعى نصر الله الى التقليل من أهميتها، مخالفا بذلك انطباعات السنّة الذين يضعون كل ما يحصل في هذا الإطار وليس خارجه أبدا، بل يفعل ذلك انطلاقا مما يصفه بالحرب مع التكفيريين والصراع السياسي في المنطقة.


وما المدة التي حددها اقتراح قانون النائب نقولا فتوش لتمديد ولاية المجلس لسنتين و7 اشهر إلا المؤشر الى ان الأمن والعلاقات السنية الشيعية هما في اولوية الاهتمامات السياسية أما الرئاسة فتبقى في إطار هذه الحسابات تفصيلا يمكن إنجازه إذا إقتضت ظروف خارجية داهمة ذلك.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم