الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

تخوّف في طرابلس بعد طلب توقيف الشهال ودقماق الشهال لـ"النهار": لو أردنا التصادم مع الجيش لنزلنا إلى الشارع

مصطفى العويك
A+ A-

شكّلت المعارك الاخيرة التي شهدتها مدينة طرابلس، سواء في اسواقها القديمة او في منطقة التبانة، خطوات متقدمة في طريق استكمال تطبيق الخطة الامنية التي اقرتها الحكومة الحالية منذ نحو 7 اشهر، (والتي يجب ان تنفذ على مستوى كل لبنان)، بحيث أزيلت المربعات الامنية الى اجل يراه السياسيون بعيدا، وانتهت المظاهر المسلحة بما يعيد الى المدينة امنها واستقرارها المفقودين منذ ايار 2008.


بعد تواري رؤساء المجموعات المسلحة، بدأ الجيش سلسلة من عمليات الدهم في كل الشمال، كان أبرزها دهم مخزني أسلحة، الاول بالقرب من مسجد حربا في التبانة، و الذي تركت مصادرته انطباعات سلبية لدى فاعليات المنطقة، باعتبار ان هذا السلاح مرتبط بالاشكال التاريخي بين جبل محسن والتبانة ولم يستخدم يوما ولن يستخدم ضد الجيش اللبناني، اما الثاني فكان في منزل والد بلال دقماق في منطقة ابي سمراء، ويعود الى الشيخ داعي الاسلام الشهال الذي صرّح في حديث خاص لـ"النهار" بانه وضعه عند الدقماق "بعد اجتهاد من شخصيات عدة بهدف منع حصول اي اشتباك بين حرسي الخاص وجهات أخرى من الذين قد تعلم هوياتهم أو لا تعلم".
بعد ذلك أصدر القضاء اللبناني مذكرتي توقيف في حق الشيخ داعي الاسلام الشهال الموجود خارج لبنان، وبلال دقماق الموجود في تركيا، مما ترك قلقا في مدينة طرابلس من امكان عودة التوترات الامنية من باب الاعتراض على المذكرتين، فيما تؤكد مصادر اسلامية من "هيئة علماء المسلمين" ان "المذكرتين تركتا انزعاجا كبيرا داخل الهيئة"، لأن "المقصود بهما شيخ له مكانته وقيمته بين الاسلاميين (داعي الاسلام) ولا يمكن الاستمرار في التعامل على قاعدة صيف وشتاء تحت سقف واحد".
من جهة أخرى، علمت "النهار" أن عدداً كبيراً من مشايخ طرابلس من غير السلفيين ينقل عنهم تخوفهم من "فخاخ تنصب لاهل السنة"، وقولهم ان "اهل السنة لا يسعون الى تفجير منطقتهم، ولكن امثال الشهال ودقماق يستثيرهم مريدو التفجير، فيثورون ويغضبون، الامر الذي يساعد المفجر الحقيقي على التفجير، اما المذكرات فهي انتقامية اكثر منها امنية، فهؤلاء لم يشاركوا في المعارك، وبالتالي ليس منطقياً اصدار مثلها".
وكان الشهال الموجود خارج لبنان والذي سطر القضاء اللبناني مذكرة توقيف بحقه علق على ذلك لـ"النهار" بالقول: "ما يتخذ في لبنان من تدابير وقرارات، لحزب الله التأثير الاكبر في فرضه وتوجيه المسارات". وان المذكرة، ان دلت على شيء، فعلى المستوى المتدني الذي وصلت اليه المؤسسات في لبنان والتعامل باستنساب والكيل بمكاييل وليس بمكيالين، وهذا التدبير يصب في مصلحة المشروع الصفوي، وهو اجراء مبني على الكيد والمقصود منه ان نخضع ونركع للقيمين على حكومة الولي الفقيه، وهذا لن يكون. وان المذكرة تشكل استهانة بالطائفة السنية".
ونفى الشهال ان يكون دعا الى محاربة الجيش والصدام معه، قائلا: "حذرنا مرارا من انجرار الشباب للتصادم مع الجيش، ولو كان لدينا اقتناع بذلك لنزلنا الى الشارع مع انصارنا وكانت "خربة الدني" في كل المناطق".
وعن تداعيات المذكرة على الساحتين الاسلامية والطرابلسية قال: لا يمكن ان اسكت عن هذا الظلم، وسيكون لها مفاعيل، وهذا التعامل السلبي المبني على الغرضية لن أقبل به".
وهل يعود الى لبنان قريباً، أجاب: سأعود الى لبنان مرفوع الرأس وعالي الجبين، عزيزاً بديني ومواقفي، واتشرف بما قمت به، وهو امر مشرف لكل انسان يبتغي الحق والفضيلة".
وبرر وجود كميات كبيرة من الاسلحة لديه بالقول: "لديّ أعداء بالجملة من جيوش خلفها جيوش، ولديّ حرس يفوق عددهم 18 شخصا بدوامات متعددة، وفي حال تعرضنا لهجوم او خلل امني والجيش لم يتحرك وقد شهدنا ذلك في جبل محسن وعبرا التي خاض فيها حزب الله المعركة ضد الشيخ احمد الاسير، وكذلك يوم اجتاح حزب الله بيروت في السابع من ايار عام 2008، ففي حال تعرضنا لهجوم ولم يتدخل الجيش فمن الطبيعي ان ندافع عن أنفسنا".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم