الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

منظمة الصحة العالمية والادارة الدولية لايبولا ضحية جانبية للفيروس

المصدر: "أ ف ب"
A+ A-

 


بمعزل عن المأساة الانسانية التي لا تزال تعيشها افريقيا الغربية على وقع انتشار ايبولا، فقد اوقع هذا الوباء ضحية اخرى هي منظمة الصحة العالمية وبشكل اعم الادارة الدولية للوباء التي اعتبرت انها جاءت متأخرة جدا. واكد باتريك زيلبرمان المؤرخ في معهد الدراسات العليا في الصحة العامة "ان الجميع متفقون على القول انه حصل تأخير في انطلاق التحرك الذي يعد مسؤولا جزئيا عن اتساع وباء" ايبولا، الاخطر منذ اكتشاف الفيروس في 1976 في زائير السابقة.
وهو راي يؤيده خبيران في معهد اونيل للصحة العامة في جامعة جورج تاون (الولايات المتحدة) في مقالة نشرت في السابع من تشرين الاول في المجلة الطبية الشهيرة "ذا لانسيت".
وكتب الخبيران "انها الثغرات في ادارة" منظمة الصحة العالمية التي "سمحت بفقدان السيطرة كليا على مرض كان يمكن تفاديه"، و"ان لم يحض وباء ايبولا على تحقيق اصلاحات كبيرة، فهو سيهدد مصداقية منظمة الصحة العالمية والامم المتحدة، وسيترك الظروف لازمات مستقبلية".
وبالرغم من الانذارات المتكررة التي اطلقتها منظمات غير حكومية مثل "اطباء بلا حدود"، لم تدق منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر الا في الثامن من اب الماضي باعلانها ان وباء الحمى النزفية في افريقيا الغربية يشكل حالة "طوارىء صحية عالمية" داعية الى "رد دولي منسق".
اي ان هذه الخطوة جاءت بعد عشرين اسبوعا من ظهور اولى الحالات المشبوهة، ما اعتبره المؤرخ الفرنسي "تأخيرا فظيعا".
ومنذ ذلك الحين لم تكف منظمة الصحة العالمية عن مراجعة تقييمها للسبل الضرورية لمكافحة الوباء مع ارتفاع الارقام: 4,8 ملايين دولار في نيسان، 71 مليون دولار في تموز و490 مليون دولار في اب. وبعد بضعة اسابيع اطلقت الامم المتحدة نداء عالميا لجمع 988 مليون دولار.
ورأى زيلبرمان ان بامكان منظمة الصحة العالمية ان تدعم موقفها بظروف مخففة مثل قيود الميزانية والاولوية المعطاة للامراض غير المعدية مثل السرطان.
وتمثل الميزانية العملانية لمنظمة الصحة العالمية ثلث ميزانية المراكز لمراقبة الامراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، وفي العام 2011 اقتطع منها نحو 600 مليون دولار ما ادى الى تقليص وحدات الرد في اوضاع طارئة ورحيل بعض خبرائها في مجال مراقبة الوباء كما ذكر كاتبا المقالة في ذي لانسيت.
وهذا النقص في الوسائل والرد ازداد خطورة مع تأخر انطلاق السباق لاعداد علاجات ولقاحات ايضا.
واقر قبل بضعة اسابيع احد مكتشفي فيروس ايبولا البلجيكي بيتر بيوت بان "الاهتمام كان قليلا جدا حتى الان على جميع المستويات وليس فقط في العالم الصيدلي" بهذا المرض.
الى ذلك اعتبر بعض الخبراء في الصحة العامة ان الانتشار السريع للوباء ناجم جزئيا عن ضعف المساعدة اللوجستية في البلدان الاكثر اصابة، غينيا وليبريا وسيراليون، التي ينقص فيها حتى الاقنعة والقفازات.
وقال سيباستيان تايلور من جامعة ايست انغليا في بريطانيا "خلال العقد الماضي خصص اقل من 2% من المساعدة الدولية للصحة في ليبيريا للبنى التحتية الاساسية وتدريب العاملين في المجال الصحي والتربية العامة"، مضيفاً "ان مزيدا من الاستثمارات في المنشآت الاساسية في بلدان مثل ليبيريا سيكون المفتاح لاحتواء خطر انتشار اوبئة مماثلة في المستقبل". 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم