الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

عرس وزفة... القبيات تودع شهيدها جمال هاشم بنظرة أخيرة

المصدر: النهار
عكار \\ ميشال حلاق
A+ A-

بصبر وايمان كبيرين وارادة صلبة وحزن عميق لامس كل الافئدة والعقول، وقف والدا الشهيد الجندي الشاب جمال هاشم وسط عائلتهم القبياتية ووسط كل المحبين والاصدقاء الذين احتشدوا من مختلف القرى والبلدات العكارية في وداع ابنهم الشهيد الذي زف عريسا الى مثواه الاخير في بلدة القبيات التي زينت شوارعها الشرائط البيض، بمأتم رسمي وشعبي كبير فسارت الجموع التي احتشدت وملأت ساحات القبيات خلف نعش الشهيد المسجى بالعلم اللبناني محمولا على اكف زملائه العسكريين وابناء بلدته الذين استقبلوه بزفة العرس ونثروا على نعشه الورود والارز والعطور وصولا الى كنيسة الشهيدة مورا في حي مرتمورة في بلدة القبيات التي دخل ساحتها على وقع التصفيق المتواصل والزغاريد، حيث ادت له ثلة من رفاق السلاح التحية العسكرية على وقع نشيد الموت والخلود لفرقة موسيقى الجيش.


وترأس القداس الالهي لراحة نفس الشهيد هاشم رئيس اساقفة ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جودة يعاونه لفيف من الكهنة.


وبعد الانجيل المقدس القى المطران جورج بوجودة عظة استهلها بتقديم التعزية "من عائلة الشهيد جمال، ومن زملائه في الجيش اللبناني الباسل ومن قيادة هذا الجيش طالبين من الله أن يسكنه فسيح جنانه وأن يحمي هذه البلاد من كل خطر يتهدّدها وبصورة خاصة من أولئك الذين يريدون لها شراً فتبقى رسالة للشرق والغرب والعالم أجمع".


وقال ان "تاريخ المنطقة أفضل شاهد على أهميّة العيش الواحد الذي يتحلّى به أبناؤها والذي لا يمكن لأيّ أحداث مهما عظمت أن تغيّره وتبدّله. ولربما كانت الحادثة الأليمة التي حصلت أمس هي اعتداء واضح من مجموعات غريبة تتسلّل إلى مختلف المناطق اللبنانيّة لتخلق جواً من الخوف والقلق عند جميع المواطنين، وتحاول خلق الإنقسامات والإنشقاقات في المجتمع اللبناني رفضاً لما يعيشه اللبنانيّون مع بعضهم البعض منذ القديم والذي عبّر عنه البابا القديس يوحنا بولس الثاني عندما قال: إنّ لبنان هو أكثر من وطن، إنّه رسالة للشرق والغرب وللعالم أجمع".


واضاف: "إنّ ما قاله العزيز جان والد الشهيد جمال، ولو كان يعيش في عمق ألم الأب الذي فقد إبنه بهذه الصورة البشعة، شكر الله على أنّ رفاق إبنه العسكريين قد نجوا من هذه الحادثة التي كانت قد تكون كارثة كبيرة لو أنّ الإرهابيّين كانوا قد نجحوا في تعطيل السيّارة التي كانت تقل جمال ورفاقه العسكريّين، الذين يوحّدهم، بالرغم من إنتمائهم إلى طوائف ومذاهب مختلفة محبّة الوطن والذين تطوّعوا ليكونوا في خدمته والدفاع عنه، مع علمهم بأنّ ذلك قد يؤدّي بهم إلى الإستشهاد وسفك دمائهم في سبيله".


وأكد ان "أبناء لبنان وشبابه الذين إنتسبوا إلى الجيش اللبناني بملء إرادتهم، ولم يُفرض ذلك عليهم فرضاً لأن ليس في لبنان خدمة عسكريّة إلزاميّة، يعبّرون عن محبّتهم لهذا الوطن حباً يذكّرنا بما يقوله الإنجيل المقدّس بأن ليس من حبّ أعظم من حب من يبذل نفسه في سبيل من يحب. إنّهم يبذلون حياتهم حباً ببلادهم وأبناء بلادهم". وتابع: "العزيز الشهيد جمال الذي نشيّعه اليوم بالحزن والأسى وهو في عز شبابه، تطوّع في الجيش اللبناني ليعبّر عن هذه القيم التي آمن بها، وعن حبّه اللآمحدود لبلاده. فإنّه على حب هذا الوطن قد نشأ وتربّى".


وزير الدفاع وقائد الجيش


ثم القى العقيد وليد الكردي كلمة نقل في مستهلها تعازي وزير الدفاع وقائد الجيش الى عائلة الشهيد هاشم فقال: "في هذه الاوقات العصيبة قد تتنوع المواقع والساحات لكن الاخطار نفسها تلازم رجالنا في كل مكان والايادي العبثية المجرمة هي نفسها التي تعمل بلا كلل على استهداف المواطنين كما العسكريين في محاولة منهم للنيل من وحدة الوطن وصيغة العيش المشترك بين ابنائه، وللنيل ايضا من المؤسسة العسكرية التي تشكل درع الشعب ومعقد اماله.
وهكذا كان قدر شهيدنا الغالي جمال ان يسقط شهيدا في مواجهة يد الغدر والاجرام ويمضي الى دار الخلود عزيزا كريما مرسخا في الاذهان صورة ناصعة عن الجندي اللبناني الذي لا يبخل في تقديم الاغلى والاسمى ذودا عن وطنه واهله".


وأشار إلى أن "تكرار الاعتداءات الغادرة في حق عناصر الجيش سواء من الغرباء المرتزقة او ممن يدعون زورا الانتماء الى الوطن بعد ان تخلوا عن مواطنيتهم وباعوا انفسهم للجماعات الارهابية التي لا تعير اي قيمة لحياة الانسان وكرامته وحريته ولن تفلح على الاطلاق في اضعاف عزيمة الجيش واصراره على استئصال افة الاجرام والارهاب من جذورها فالارض ارضنا والشعب شعبنا ولن تستطيع قوى الشر مهما استخدمت من اساليب ووسائل قتل وترهيب ان تثنينا عن التزامنا ودورنا في حماية الوطن".


ثم تلى العقيد الكردي نبذة عن حياة الشهيد ومسلما والده الاوسمة، بعد ذلك القت العائلة النظرة الاخيرة الوداعية ليوارى الثرى في مدافن العائلة ولتتقبل العائلة التعازي في قاعة الكنيسة .


وحضر المأتم: النائب رياض رحال ممثلا الرئيس سعد الحريري، النائب نضال طعمة ممثلا الرئيس فؤاد السنيورة، النائب هادي حبيش، ممثل وزير الدفاع وقائد الجيش العقيد وليد الكردي، النائب السابق لرئيس الحكومة عصام فارس ممثلا بناصر بيطار، رئيس كتلة التغيير والاصلاح النائب ميشال عون ممثلا بارنيست الحاج، رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ممثلا بالعميد وهبة قاطيشا ، الامين العام لتيار المستقبل احمد الحريري ممثلا بمنسق التيار في عكار المحامي خالد طه، نقيب محامي الشمال ميشال خوري، ضباط ممثلون عن المدراء العامين لقوى الامن الداخلي والامن العام وامن الدولة ، رئيس اقليم كاريتاس عكار الاب الكرملي ميشال عبود ،وقيادات حزبية ونقابية ومشايخ وكهنة ورؤساء اتحادات بلدية ورؤساء بلديات ومخاتير ووجهاء من مختلف قرى وبلدات عكار وبيت جعفر و وممثلين عن الجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني.


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم