السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

في الجنوب... لموسم الزيتون طعم اخر هذه السنة

المصدر: بنت جبيل "النهار"
هند خريش
A+ A-

مُنِيى مزارعو الزيتون في قرى قضاء بنت جبيل هذا الموسم بخسارة كبيرة بسبب عدم وجود موسم واعد كما في السنوات الماضية، فبعد ان كان كل مزارع يقطف ما بين مئة وخمسين مداً من الزيتون وما فوق ، لن يصل القطاف لهذا العام لدى كبار المزارعين الى 20 مداً .
"النهار" جالت على حقول الزيتون حيث يعمل المزارعون على قطاف الزيتون وتحدثت في بلدة عيترون - قضاء بنت جبيل الى المزارع محمد عباس الذي قال "ان الامطار لم تهطل على المنطقة في كانون الاول وكانون الثاني من العام الماضي ، وشجرة الزيتون لتعطي حباً يجب ان تروى في هذين الشهرين ، فادى شح المياه الى قلة الموسم ، وها نحن نقطف حبات الزيتون من هنا وهناك لنحضر مونة المنزل ، نحن في عيترون كنا حتى السنة الماضية نصدر انتاجنا من الزيت الى اوستراليا حيث تتواجد جالية كبيرة من ابناء البلدة هناك تشتري الزيت عبر وسيط من ابناء البلدة ، هذه السنة خذلنا الموسم ولن نتمكن من تصدير الزيت بالكاد نتمكن من تامين مونتنا ، هذا الشح سوف يرفع سعر تنكة الزيت من مئة وخمسين الف ليرة الى مئتين وخمسة وعشرين الف ليرة ، اما كيلو الزيتون المخصص للكبيس فسوف يرتفع من خمسة الاف ليرة الى اثني عشرة الفاً هذا اذا وجد لان حبات الزيتون صغيرة جداً ولا تصلح للكبيس.


 


ارتفاع الكلفة
التعاونيات الزراعية لا تدعم المزارع في تحسين زراعته وصموده في ارضه ، يهتم المزارع باشجاره بنفسه وان كلفة المبيدات والتقليم والحراثة ومكافحة حشرة عين الطاووس كلها مكلفة وقد ارهقتنا، فبدلاً من ان تقوم الدولة ووزارة الزراعة بدعم المزارع الحدودي وحفاظه على ارضه تتركه وحيداً علماً ان هذه الارض فيها خيرات كثيرة والقليل من الدعم يحسن الحال لان يد واحدة لاتصفق خاصة في هذا ظل الوضع الاقتصادي المتردي، وعدم وجود شبكة مياه لري المزروعات وشح المياه المستعملة اصلاً ."


وهنا يتدخل المزارع ابراهيم عباس الذي كان يعاونه على القطاف ليتابع :" حقول زيتون كثيرة لا يوجد عليها حبة زيتون واحدة ، لانه اضافة الى ما سبق وقاله محمد فان الامطار التي تساقطت في ايار الماضي اسقطت كل زهر الزيتون قبل ان يعقد فشح الموسم "على الاخر". خسارة اصغر مزارع ستتراوح اربعة ملايين ليرة وما فوق هذه السنة لان الكل يعول على موسم الزيتون للبيع وللمونة بعد زراعة التبغ وهاتين الزراعتين هما مصدر رزق المزارع الحدودي.


زراعة بديلة
أما المزارع عباس عباس على احمد الذي كان منهمكاً وعائلته بقطاف الزيتون من جهة وفصل بذور الصنوبر من جهة اخر كان له نفس الرأي عن موسم شح الزيتون ولدى سؤاله عن مخاريط ( كوز الصنوبر) الصنوبر الذي يعمل على فصل بذورها قال :" منذ بدء تقلب مواسم الزيتون فكرت بزراعة بديلة فغرست عدة نصوب من الصنوبر وها انا اجني سنوياً مونتي منها، فالصنوبر يعوض بعض الشيىء في زمن شح الزيتون خاصة وان الكيلو غرام الوحد سعره حالياً مئة الف ليرة لبنانية وقطافه غير متعب وهو شجر معمر ، كما ان شجرة الصنوبر في تجدد دائم ففي ايار يتم قطاف مخاريط الصنوبر التي نبتت على الاشجار في العام السابق ، وفي الربيع من كل سنة تحمل فوجاً جديداً للعام المقبل ."


شح موسم الزيتون هذا سيؤثر ايضاً على اصحاب المعاصر الذين اعتادوا انتظار الموسم من سنة الى سنة لتشغيل معاصرهم وتشغيل العديد من الاشخاص العاطلين عن العمل فيها ، كما ان مادة الجفت المستخرجة من بذور الزيتون و التي تستعمل كمادة لتشعيل المواقد ستكون قليلة وباهظة لهذا الموسم . ولن يصنع الصابون البلدي الذي يتم اعداده من زيت العام الماضي لان من لديه زيتاً سيحتفظ به لياكله هذه السنة .


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم