الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"نوبل للسلام" تكرّم جهود حماية الأولاد من الاستغلال وضمان تعلّمهم وتعبر حدود باكستان والهند لمكافأة ملالا يوسفزاي وكايلاش ساتيارثي

المصدر: (وص ف، رويترز، أب)
A+ A-

عبرت جائزة نوبل للسلام الحدود المضطربة بين باكستان والهند، والحواجز العرقية والدينية بين البلدين وفي داخلهما. فذهبت مناصفة إلى المراهقة المسلمة ملالا يوسفزاي التي دخلت الضوء عام 2012 حين نجت من محاولة اغتيال قامت بها حركة "طالبان باكستان" لإسكات الناشطة المدافعة عن حق الفتيات في التعليم، وإلى الهندوسي كايلاش ساتيارثي الذي يعمل منذ سنوات في مكافحة عمالة الأولاد. وبهذا التكريم باتت ملالا أصغر الفائزين بالجائزة منذ البدء بمنحها قبل 114 سنة.


قال رئيس لجنة نوبل للسلام ثوربيورن ياغلاند لدى اعلانه منح الجائزة إن "الأولاد يجب ان يذهبوا الى المدرسة وألا يستغلوا مالياً". وأضاف :"تشير الارقام الى وجود 168 مليون طفل يعملون في العالم في أيامنا هذه، وفي العام 2000 كان العدد أكبر بنحو 78 مليوناً".
ورأى أنه من المهم "مكافأة هندوسي هندي ومسلمة باكستانية على نضالهما المشترك في سبيل التعليم ومكافحة الإرهاب"، ذلك ان "الكثير من التطرف يخرج من هذا الجزء من العالم. وهو يعود جزئياً إلى حقيقة أن لا مستقبل للشباب، ولا تعليم، ولا وظائف".
ولاحظ ان "ملالا تظهر، على حداثة سنها، أن الأولاد والشباب يمكن أن يساهموا أيضاً في تحسين الظروف التي يعيشون فيها".
وسيقتسم الفائزان الجائزة ومقدارها ثمانية ملايين كورون أسوجي (1,1 مليون دولار).
وتفيد الأمم المتحدة 57 في المئة من الأولاد في سن التعليم الابتدائي محرومون حقهم في الدراسة، وتشكل نسبة الإناث 52 في المئة منهم.
ويكتسب خيار لجنة نوبل للسلام أهمية كبيرة في ظل ما يشهده العالم من عنف يطاول الأولاد، وخصوصا بعد خطف حركة "بوكو حرام" الإسلامية المتشددة 276 تلميذة في نيجيريا. كما جاء بعد أسبوع من القتال على طول الحدود المتنازع عليها بين الهند وباكستان في إقليم كشمير، وكانت المواجهات الأسوأ بين الجارتين النوويتين منذ أكثر من عقد.


ملالا
ومعلوم أن يوسفزاي المعروفة باسمها الأول ملالا، وهي اليوم في السابعة عشرة من العمر، قد استهدفت بمحاولة قتل بالرصاص بينما كانت في باص مدرسي في التاسع من تشرين الأول 2012، وذلك على خلفية انتقادها هيمنة "طالبان باكستان" على منطقتها في وادي سوات بشمال غرب باكستان بين عامي 2007 و2009، ودافعت عن حق البنات في التعليم. وقد نقلت للعلاج في بريطانيا حيث لا تزال تقيم.
وكانت بدأت في سن الحادية عشرة الكتابة في مدونة بموقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" بلغة الاوردو الوطنية في باكستان، وكانت تروي باسم مستعار هو غول مكاي، أجواء الرعب السائدة في وادي سوات منذ هيمنة المتشددين عليه.
ولدى إعلان فوزها، كانت ملالا في مدرستها في مدينة برمنغهام بوسط بريطانيا.
وفي تعليقها الأول عليه قالت: "أشعر بالفخر لاختياري لنوبل. أنا فخورة بكوني الباكستانية الأولى والشابة الأولى تحصل على هذه الجائزة". ودعت رئيسي الوزراء الهندي ناريندي مودي والباكستاني نواز شريف إلى ان يحضرا معاً الاحتفال بتسليم الجائزة.
وقبل ملالا، كان الشخص الأصغر سناً في تاريخ الجائزة هو لورنس براغ الذي حصل على جائزة نوبل للفيزياء عام 1915 وكان عمره 25 سنة.
وصرح والدها ضياء الدين يوسفزاي، وهو مدير مدرسة تعده الابنة مثلها الأعلى، بأن الجائزة ستساهم في "تعزيز شجاعتها وتعزيز قدراتها على العمل دفاعاً عن قضية حق الفتيات في التعليم".
ويذكر أن ملالا حصلت العام الماضي على جائزة سخاروف للاتحاد الاوروبي لحقوق الإنسان، وكانت مدرجة على لائحة الأوفر حظاً بالفوز بنوبل السلام التي حازتها في حينه منظمة حظر الأسلحة الكيميائية المكلفة السهر على تدمير الترسانة السورية.
وترد الفتاة التي ظل طرف فمها مشلولاً نتيجة محاولة الاغتيال، على منتقديها الذين يتهمونها بالعمالة للغرب، كما في صيف 2013 في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، بأن "القلم أقوى من السيف".


كايلاش
أما كايلاش ساتيارثي (60 سنة)، فقد قاد تظاهرات ضد استغلال الأولاد، وكانت كلها سلمية بموجب "مبادئ المهاتما غاندي"، كما أفادت لجنة نوبل.
وعلق على منحه الجائزة بان "عبودية الأطفال هي جريمة ضد الإنسانية. الإنسانية نفسها على المحك هنا. لا يزال أمامنا الكثير من العمل، لكنني سأرى نهاية ظاهرة عمالة الأطفال في حياتي". وشكر للجنة نوبل "اعترافها بالوضع اليائس لملايين الأولاد الذين يعانون" ظروفا صعبة في بلده الهند، مشدداً على أن فوزه "شرف لكل مواطني الهند".
وساتيارثي مهندس كهرباء أسس "حركة انقاذ الطفولة" عام 1980. وهو ناشط متحفظ لا يخرج عن صمته الا للدفاع عن قضية حقوق الأولاد. كما يرأس "حركة "المسيرة الشاملة ضد عمل الأولاد" التي تضم نحو ألفي جمعية وحركة اجتماعية في نحو 140 بلداً.
وبدأ ساتيارثي نشاطه بتنظيم هجمات على مصانع وورش لتحرير عائلات مجبرة على العمل لايفاء قروض حصلت عليها. وهذه العائلات كانت تُباع في غالب الاحيان من أرباب عمل آخرين.
وأطلق الاسم التجاري "راغمارك" الذي يعني عند إرفاقه بالسجاد، بأنه لم ينتج بأيدي أولاد.
وكان كشف في مقابلة عام 2010 في "مركز روبرت كينيدي للعدالة وحقوق الإنسان" أن "الأولاد اذا طلبوا رؤية آبائهم يضربون، وبعض الاحيان يعلقون من أقدامهم بالشجر أو حتى يحرقون بالسجائر".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم