الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"كنايات النهر" في صيدا: الناس لوحدها عرفت الحقيقة!

المصدر: النهار
صيدا- احمد منتش:
A+ A-

لم يسبق لرجل مال واعمال ولا حتى لزعيم حزبي او سياسي ان تنازل عن اهم واجمل منتزه لديه ليصبح مكانا مفتوحا للجميع ولعامة الناس يدخلون اليه من دون اي مقابل للراحة والتسلية والاستجمام بعيدا عن ضجيج المدينة، فمعروف أن نافذين في البلد يستولون على المشاعات وعلى الاملاك العامة، خصوصاً البحرية والنهرية ويجعلونها املاكا خاصة لهم ولعائلاتهم ولا يسمحون لاي شخص من دون اذنهم الدخول اليها، اما الدولة اللبنانية فمنذ الاستقلال لم تتمكن حتى اليوم من انشاء ولو حديقة صغيرة في ثالث المدن اللبنانية في صيدا رغم توافر الارض والوعود المتكررة للجهات المسؤولة والمعنية منذ سنوات طويلة.


لا شك ان احزابا نافذة مثل "حزب الله" على سبيل المثال عمل على انشاء اماكن للهو والفرح وباسعار مدروسة، كما انشاء منتزها كبيرا في بلدة مارون الراس الحدودية المطلة والمشرفة على الاراضي الفلسطينية المحتلة، كما جعل  من مواقع عسكرية متقدمة في منطقة اقليم التفاح، بعد تحرير الجنوب في العام 2000، متحفا ومنتزها في غاية الروعة والجمال، لكن كل هذا انجز بتمويل ودعم من ايران واي زائر يدفع مبلغا رمزيا قبل الدخول.


منتزه كنايات النهر (الاولي)


رجل الاعمال الصيداوي محمد زيدان وبعدما اشترى وتملك ارض الكنايات، نسبة الى اشجار الكينا المغروسة على جانب ضفة نهر الاولي الجنوبية في صيدا بين جسري الاولي وعلمان المدخلين الشماليين الرئيسي والفرعي لصيدا، شرعت جمعيته الانمائية باشراف المهندسة هيفاء الامين ومهندسين اخصائيين في اعادة تنظيف المكان وتأهيله وتطويره إلى أن بات منتزهاً طبيعياً ضمن مساحة شاسعة تقع على محاذاة مصب نهر الاولي في البحر وتقدر باربعة الف متر مربع.


ظن البعض انه يفعل ذلك لبناء منتجع سياحي وتجاري في المكان وانه سيعمد الى قطع اشجار الكينا المعمرة وحرمان ابناء صيدا والمنطقة من الدخول اليه، خصوصاً ان المكان يرتبط بذاكرة الصيدوايين، لكن بعد انجاز اعمال التنظيف والتأهيل والصيانة وتأمين كل وسائل الراحة للزائرين، فاجأ زيدان الجميع من دون اي عراضة كما يفعل البعض او ضجيج اعلامي بفتح ابواب المنتزه على مصراعيه لعامة الناس ومن دون اي مقابل وهو كان اثر الصمت وعدم الرد على ما اثارته احدى الصحف واحد محطات التلفزة بانه تملك الكنايات ويريد حرمان فقراء صيدا من التنفس.


وقال للمقربين منه: "بكرا الناس لوحدها بتعرف الحقيقة". وعندما سألت "النهار" نجله بدر زيدان: لماذا فعل والدك ذلك وتنازل عن اجمل منتزه لديه، اجاب: "فقط لان محبته كبيرة ولا توصف لصيدا ولابنائها والمقيمين فيها".


جولة في المنتزه


قالت المشرفة على المنتزه رانيا زيدان لـ"النهار" خلال استضافتها للاعلاميين في صيدا قبل ايام، داخل المنتزه: "هدفنا اظهار اهمية الموقع الطبيعي والفريد من نوعه في صيدا واعلام الراي العام في لبنان، خصوصاً العائلات والمشرفين على دور الايتام والرعاية للمرضى والعجز ان باستطاعتهم زيارة المنتزه وقضاء وقت الراحة والتسلية وتنشق الهواء النقي والنظيف وادارة المنتزه جاهزة دائما لتأمين كل احتياجاتهم الضرورية والخاصة، وخلال ايام من افتتاح المنتزه تزايد في شكل كبير رواده، خصوصاً لعائلات الفقيرة والميسورة وباتت العديد من دور العجزة والجمعيات الاهلية والنسائية تنظم لاعضائها كل اسبوع او اكثر رحلات الى المنتزه وهؤلاء نوليهم كل الاهتمام والرعاية ومنهم دار العجزة الاسلامية في بيروت واتحاد المرأة الفلسطينية في مخيمات لبنان".


مكتبة وحفل زفاف


واكدت زيدان سعيها إلى اقامة مكتبة عامة ضمن المنتزه تتوافر فيها كل ما تيسر لها من قصص وحكايات للاطفال وكتب ادبية وثقافية واي شيء يتحدث عن تاريخ صيدا، كي تكون في متناول اي زائر يرغب في المطالعة، تماما كما يرغب البعض في ممارسة المشي او الجلوس ولعب الورق او النزول الى مياه النهر"، أضافت: "نفكر جديا في مساعدة الراغبين في الزواج، خصوصاً الميسورين منهم او الفقراء في تنظيم حفل زفافهم في المنتزه والمكان مناسب جدا في فصل الصيف ويتسع للمئات سيما ان كلفة تنظيم حفل زفاف في اي صالة للافراح اصبحت باهظة".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم